06-06-2022
مقالات مختارة
|
سبوتنيك
قال الرئيس اللبناني ميشال عون بعد دخول السفينة "إنيرجان باور" المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل إن "المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية لا تزال مستمرة وأي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل عملا عدائيا".
وطرح البعض تساؤلات بشأن أهداف الخطوة الإسرائيلية، وتداعياتها السياسية والعسكرية على المنطقة، وإمكانية تدخل الولايات المتحدة الأميركية لإيقاف التصعيد باعتبارها الوسيط السياسي في ملف مفاوضات ترسيم الحدود بين بيروت وتل أبيب.
تنديد لبناني
أصدرت الرئاسة اللبنانية بيانا، جاء فيه أن عون بحث مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي "دخول سفينة إنيرجان باور المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل وطلب من قيادة الجيش تزويده بالمعطيات الدقيقة والرسمية ليبنى على الشيء مقتضاه".
وحذر نجيب ميقاتي من "توترات وخطورة في الأوضاع" بعد ما وصفها "بمحاولات إسرائيل افتعال أزمة جديدة" بالتعدي على ثروة لبنان المائية، في إشارة إلى إعلان إسرائيل بدء التنقيب عن الغاز في منطقة متنازع عليها.
وقال ميقاتي في بيان: "محاولات العدو الإسرائيلي افتعال أزمة جديدة من خلال التعدي على ثروة لبنان المائية وفرض أمر واقع في منطقة متنازع عليها ويتمسك لبنان بحقوقه فيها، أمر في منتهى الخطورة، ومن شأنه إحداث توترات لا أحد يمكنه التكهّن بتداعياتها".
وتابع: "من هذا المنطلق فإننا نحذر من تداعيات أي خطوة ناقصة، قبل استكمال مهمة الوسيط الأمريكي، التي بات استئنافها أكثر من ضرورة ملحة، وندعو الأمم المتحدة وجميع المعنيين إلى تدارك الوضع وإلزام العدو الإسرائيلي بوقف استفزازاته".
ضرب استقرار المنطقة
اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن الإجراء الذي تقوم به إسرائيل، من قبل الاتفاق على الترسيم النهائي للحدود، تحاول به أن تضع الجميع أمام الأمر الواقع، مستفيدة من انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بالوضع في أوكرانيا وبمشاكلها الداخلية وعلاقاتها الدولية، وكذلك انشغال لبنان بمعاناته من الأزمة الاقتصادية والمالية، وعدم استقرار أو تثبيت وضع المجلس النيابي باللجان، فهناك تباينات وخلافات، ولا يوجد أكثرية نيابية تستطيع أن تتخذ قرارا.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فكل هذه الأمور الدولية والداخلية حاولت إسرائيل أن تستغلها من أجل فرض أمر واقع، تحضر من خلاله لمباشرة عملية التنقيب عن الغاز لوضع الجميع أمام الأمر الواقع والبناء عليه في المرحلة المقبلة.
ويرى أبو زيد أن من تداعيات القرار، أنه يضع المنطقة وخاصة الحدودية بحالة استنفار وبحالة ترقب، مما يفسح المجال أمام احتمال أن يكون هناك عمل عسكري ما، أو أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تلعب دور الوسيط غير العادل بالمفاوضات التي تجرى بين لبنان وإسرائيل.
وتابع: "إما أن تتدخل الأمم المتحدة والدول الصديقة وأميركا وربما أطراف أخرى، من أجل إعادة الحوار بين اللجنة المكونة من الأطراف المتنازعة والتوصل لحل وسط يرضي الجميع، وإلا يمكن أن تذهب الأمور لعمل عسكري قد يؤدي إلى ضرب الاستقرار بالمنطقة وفتح باب العمل العسكري ربما على مصراعيه".
وأوضح أن كل الاحتمالات واردة، وأن الأنظار تتجه إلى رد فعل المقاومة في لبنان، وهل سترد الآن أو ستعطي فرصة للمساعي الدبلوماسية والسياسية، وكذلك حول موقف الشرعية اللبنانية المتمثلة في رئيس الجمهورية والحكومة والنواب، وجميعهم بادروا باتخاذ مواقف تدين المارسة الإسرائيلية، لكن عمليا كيف ستتصرف مختلف القوى التي تتابع هذا الموضع إن كانت مع المقاومة أو التي تتبنى شعار السيادة، أو شعار المصلحة اللبنانية.
وبحسب أبو زيد، فإن القرار الإسرائيلي من طرف واحد خطير جدا، وربما يضع المنطقة أمام
احتمال مواجهة عسكرية يمكن معرفة بدايته، لكن لا أحد يستطيع أن يقدر كيف ستكون النهاية.
حرب واسعة
بدوره قال المحلل السياسي اللبناني ميخائيل عوض، إن الخطوة التي أقدمت عليها إسرائيل فيما يتعلق بالتنقيب عن الغاز في المناطق المتنازع عليها مع لبنان، اعتبرها رئيس الجمهورية "عملا عدوانيا"، وطالب رئيس المجلس النيابي بـ"تحرك مباشر".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإذا لم تتحرك الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف هذا "الاعتداء الإسرائيلي"، والدخول في مفاوضات مرة أخرى، فقد تتسبب هذه التحركات الإسرائيلية في نوع من التوتر، قد يصل إلى حرب إقليمية كان ينتظرها الكثيرون منذ وقت طويل، إما بسبب التعديات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس، أو لتطاولها على الثروات اللبنانية من المياه والنفط.
ويرى عوض أن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا، ما لم تكن هناك اتفاقات تحت الطاولة بين الأطراف الفاعلة ولم يعلن عنها بعد، يتم بموجبها تسخين الأجواء من أجل تبرير الإعلان عن صفقة قريبة في هذا الملف، مضيفا: "نحن على أعتاب تحرشات قد تؤدي إلى اشتباكات يمكن أن تتسع دائرتها في الفترة المقبلة".
ونقلت "رويترز" عن وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، قولها إن حقل الغاز المشار إليه يقع داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها وليس في المياه المتنازع عليها.
في السياق ذاته، قلل الجانب الإسرائيلي من احتمال نشوب صراع بسبب هذا الخلاف، حيث أشارت الحرار إلى أن الاتهامات اللبنانية بعيدة تماما عن الواقع، مضيفة أنه لم يكن هناك أي تعد على الإطلاق من جانب إسرائيل.
يأتي ذلك بعد مضي شهور على تعثر محادثات تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فيما حذرت بيروت أمس الأحد من أي أنشطة في المياه المتنازع عليها ردا على وصول سفينة تشغلها شركة "إنرجيان" ومقرها لندن لإنتاج الغاز لإسرائيل.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه
أبرز الأخبار