02-06-2022
محليات
|
الجمهورية
خضعَ المشهد الداخلي في الساعات الأربع والعشرين الماضية لارتدادات نتائج جلسة انتخابات رئيس المجلس النيابي ونائبه واعضاء هيئة مكتب المجلس، وانهمكت الاوساط السياسية على اختلافها في قراءة هذه النتائج وتداعياتها على مجمل الصورة السياسية.
وفي الوقت الذي بَدا فيه انّ هذه النتائج، رجّحت كفّة فريق على آخر، إن لناحية عدم تمكن المكونات المسمّاة تغييرية أو سيادية، من تجميع الاكثرية المطلوبة لتحقيق هدفها بمنع انتخاب الرئيس نبيه بري لولاية مجلسية سابعة، أو لناحية قطع الطريق على التيار الوطني الحر ومنع فوز مرشحه النائب الياس بو صعب من الفوز بمنصب نائب رئيس مجلس النواب. فإنّ «المشهد التغييري» عكسَ إرباكاً، وقراءات نقدية لما سُمّي «سوء ادارة» هذا الفريق لمعركته، ما أتاح المجال لفوز ما يسمونه «فريق 8 آذار» وحلفاؤه بكلّ مقاعد هيئة مكتب مجلس النواب. وبالتالي ابقاء «قيادة المجلس الحالي»، هي نفسها التي كانت على رأس المجلس النيابي السابق.
ولوحِظ في الساعات الأخيرة انّ الضفة التغييريّة والسياديّة بَدت مُحبطة من خسارة معركتها الأهم، التي حشدت لها منذ لحظة صدور نتائج الانتخابات النيابية. وقد شهدت بالأمس تبادلاً لمآخذ بين أطرافها وانتقادات علنية لسوء التنسيق فيما بينها، وكذلك للأنانية التي حكمت أداء بعض الكتل والنواب، إضافة إلى ما سمّاها تغييريون بصورة علنيّة، السَذاجة التي أبداها بعض النوّاب الجدد أمام معركة كبرى، كلّ ذلك إضافة الى أسباب اخرى، تسبب في إرباكٍ خَلخَل هذه الجبهة وأظهَرها مشتتة غير قادرة على الاجتماع على كلمة وموقف واحد.
ولعلّ الموقف الانتقادي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد لخّص المشهد التغييري، وكذلك تداعيات ما حصل في جلسة الثلاثاء، حيث اعتبر، في تغريدة لافتة في مضمونها، انه «بعد هزيمة الامس للأغلبية الجديدة في المجلس النيابي في انتخاب نائب رئيس نتيجة سوء التنسيق قد يكون من الأفضل صياغة برنامج مشترك يتجاوز التناقضات الثانوية من اجل مواجهة «جبهة 8 آذار» السورية - الإيرانية التي للتذكير ستنتقم لهزيمتها في الانتخابات بكلّ الوسائل ولن ترحم احداً».
وبرز في هذا السياق، ما قاله النائب غسان السكاف الذي لم يحالفه الحظ في مواجهة بو صعب للفوز بمنصب نائب رئيس مجلس النواب، بأنّ «الخربطة في انتخاب نائب رئيس المجلس أتت في الدورة الثانية، ونحن نعرف أنّ بو صعب حصل على 65 صوتاً ولكن الـ«Pointage» كان يدلّ على أنه قد ينال 58 صوتاً وهناك 7 أصوات أتت من التغييريين أو المستقلين وهم مَن أعطوا الفوز له».
وفي السياق نفسه اندرجَ موقف كتلة «الجمهورية القوية»، حيث أمِلَت النائب غادة ايوب «أن يشكّل ما حصل بالامس حافزاً لتلافي تكراره في الاستحقاقات المقبلة، مع التأكيد على استحالة الخروج من الازمة الوطنية والمالية الّا من خلال وحدة موقف ووحدة صف واستراتيجية سيادية تغييرية تتناسَب مع خطورة المرحلة ودقّتها». فيما اعتبر النائب غياث يزبك أنه «إذا توحّدت المعارضة المتنوعة تصبح أكثرية، وإذا تفرّقت تحوّلت إلى جزء من المنظومة أو إلى مطايا أو أحصنة طروادة يَعتليها «حزب الله». وأضاف عبر «تويتر»: «يتعيّن عليها تصحيح المسار لمواجهة الاستحقاقين التاريخيين: الحكومة المقبلة ورئاسة الجمهورية».
على انّ اللافت في موازاة المآخذ والانتقادات، كانت مواظبة بعض التغييريين على محاولة تهشيم الفوز الذي حققه الفريق الآخر، وعلى وجه الخصوص فوز الرئيس بري ونائبه، ونَعتِه بالهَزيل. إلّا أنّ الصورة مختلفة تماماً لدى «الفريق المنتصر» في جلسة الثلاثاء، حيث اكّدت مصادر مسؤولة في هذا الفريق لـ«الجمهورية»: انّ ما جرى في جلسة انتخاب مكتب المجلس عكسَ النتائج الحقيقية للانتخابات النيابية، بعيداً عن كل التنظيرات السابقة التي تحدثت عن انقلاب أحدثته هذه الانتخابات، وفرضت في المجلس النيابي أكثريات وأقليات جديدة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار