31-05-2022
محليات
استقبل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف في دار المطرانية في طرابلس أمين السر العام لسينودس الأساقفة في حاضرة الفاتيكان الكاردينال ماريو غريتش. واقيمت ندوة حوارية بعنوان "التفاعل الانساني وحوار الأديان"، حضرها القائم بمهام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ محمد عصفور، نقباء طرابلس والشمال: المحامين ماري تيريز القوال واطباء الاسنان ناظم حفار والمهندسين بهاء حرب، مفتي عكار محمد زكريا، المفتي السابق الشيخ الدكتور مالك الشعار، منسق مسيرة السينودس في لبنان المطران منير خير الله، النائب البطريركي على نيابتي أهدن - زغرتا وجبة بشري المطران جوزيف نفاع، مطران طرابلس وعكار وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك ادوار ضاهر، الأب برثانيوس ممثلا مطران طرابلس وتوابعها للروم الارثوذكس افرام كرياكوس، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الأخت نزها الخوري، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات ماري أنطوانيت سعادة وعدد من الكهنة والراهبات والرهبان وشخصيات اجتماعية وثقافية.
سويف
وافتتح المطران سويف الندوة الحوارية، مرحبا بالحضور في دار المطرانية في طرابلس "التي تشهد على اهمية الحوار البناء والفاعل بين أبناء مدينة طرابلس ومختلف مكونات المدينة، الذين سيتمكنون معا من تخطي الأزمة الشديدة التي تعصف بهم وبالوطن".
ورحب المطران سويف بالكاردينال غريتش، مشيرا الى ان "حضوره في لبنان في هذه الفترة، علامة أكيدة على الاهتمام الفاتيكاني ببلاد الأرز، واصرار روما على الوقوف دائما وبطرق مختلفة الى جانب الشعب اللبناني". وقال: "هذا اللقاء يدخل ضمن الحوار المفتوح بين مختلف المسؤولين الروحيين والمدنيين الذين يفترض بهم ان يعيشوا دائما واجبهم الأخلاقي المتمثل في الحوار الهادف الى خدمة الانسان".
ورأى ان "لبنان ما هو الا رسالة للحوار والانفتاح، ومن واجبنا جميعا العمل للمحافظة عليه وعلى هويته من عيش حوار الحياة اليومية لمواكبة القضية الاجتماعية وصون الحرية الدينية. لبنان هو الواحة الطبيعية للعيش معا، ففيه نعيش الحوار بطريقة يومية وملموسة ومستمرة تحددها تجارب الحياة، لذلك لا يمكن ولا نريد رسم اي صورة مختلفة عنه".
وأكد "نحن أبناء الرجاء والتجدد، نهدف من حوارنا في ظل غياب الدولة الى خدمة المواطن والمواطنة وكرامة الانسان، ولن نرض ان يبقى بلدنا مغمورا بل سنسعى متحدين الى تجديده وانهاضه، منطلقين من الخدمة والعيش معا".
وختم متسائلا عن "الدور الممكن للحوار والتفاعل الإنساني بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني في تطوير المجتمع وبناء السلام، وكيف يمكن للثقافات المتعددة ان تعبر عن هوية لبنان الانسانية الواحدة؟".
غريتش
بدوره، اكد الكاردينال غريتش ان "من أبرز هموم الكنيسة، ان تتمكن من السير بصفة انسانية عامة من دون اي تفرقة بين دين او عرق أو مذهب أو انتماء. فالكنيسة السينودوسية تعني ان نكون منفتحين على الجميع من دون استثناء ونكون حاضرين لمرافقتهم في مسيرتهم الخاصة".
ورأى ان "التعب وارد في مختلف مفاصل حياتنا، من هنا دعانا البابا للسير معا في مسيرة واحدة وسينودوسية، وهذه المسيرة تعيشها الكنيسة على صعيد المعمدين ومختلف ذوي الارادة الصالحة بهدف الاصغاء الى الهامات الروح القدس"، معتبرا أن "المآسي الانسانية هي مشتركة بين الجميع، لذلك الدعوة لنا جميعا ان نقف بجانب بعضنا البعض. فالتحديات كبيرة وكثيرة ولا يمكن مواجهتها الا بالشراكة والاتحاد، والوقوف الى جانب بعضنا البعض، اي العمل على السير معا يحتاج الى تغيير في هيكلية المؤسسات التي تجمعنا لكنه يحتاج اولا الى توبة صادقة تنطلق من وجداننا وقلوبنا".
واوضح ان "زيارتي اليكم اليوم ما هي الا خطوة حتى اتمكن من سماع خبرتكم الطويلة في الحوار وعيش الأخوة فأتمكن من ان اتعلم منها. اننا نحتاج للحظات من الصمت والتفكير في مختلف المشاركات التي سمعناها، لاننا غالبا ما نتمكن من السماع ولا نتمكن من الاصغاء. ولدي شعور باننا استطعنا ان نحول قاعة اجتماعنا الى مكان مقدس".
وختم: "لدى دخولي الى مدينة طرابلس، قال لي المطران خيرالله ان هذه المنطقة فقيرة جدا، لكنني اكتشفت انها غنية ومشبعة بالغنى الحقيقي".
امام
بدوره، لفت الشيخ امام الى أن "مطرانية الموارنة هي قلب طرابلس النابض حوارا وانفتاحا، لذلك نأمل ان يكون لقاء اليوم صورة مصغرة تعكس الروح الحقيقية لعاصمة الشمال طرابلس"، معتبرا أن "زيارة الكاردينال غريتش، محط تقدير كبير عند أبناء المدينة من مختلف الطوائف والمذاهب والانتماءات. من هنا الدعوة الى التعاون والتعاضد. فعلى مختلف مؤسساتنا العمل والتكاتف من اجل تحصين المجتمع ونشر ثقافة الايمان والرجاء".
وختم: "خلال الأزمات يزيد مفهوم الانصهار ويتنقى الذهب بالنار، لذلك نحن نزداد قوة وصلابة في الأزمات، كما تزداد ارادتنا وتفاؤلنا تجاه انفسنا بشكل خاص والجماعة بشكل عام".
خير الله
وفي مستهل اللقاء، نقل المطران خير الله الى الحضور تحية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "الذي اختار مدينة طرابلس كمحطة اولى لجولة الكاردينال غريتش نظرا لكونها من أبرز المناطق اللبنانية التي استطاعت ان تحارب الارهاب والتطرف لتحافظ على قيمها وتاريخها".
وختم متمنيا ان "يصل هذا اللقاء الى اطار عملي يمكن معاينته من خلال حوار هادف الى تنقية الذاكرة".
أخبار ذات صلة