27-05-2022
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
آلان سركيس
آلان سركيس
تسري في الأوساط الشعبية موجة من اليأس والإحباط مستقاة من أن 3 وزراء تعاقبوا على وزارة «الطاقة» أصبحوا نواباً للأمة.
تُطرح علامات استفهام كبيرة حول استقتال «التيار الوطني الحرّ» للحفاظ على وزارة الطاقة، وهو يحاول ابتزاز رئيس مجلس النواب نبيه برّي و»حزب الله» ومحاولة المقايضة بين إعادة إنتخاب بري رئيساً للمجلس النيابي وبين احتفاظه بوزارات أساسية وعلى رأسها الطاقة.
ويأتي هذا الموضوع متقدماً في حسابات رئيس «التيار» النائب جبران باسيل على ملف إنتخابات رئيس الجمهورية، وهناك رأي يقول إن «التيار» إرتكب في هذه الوزارة «السبعة وذمتها» لذلك يريد الإحتفاظ بها لكي لا يفضحه أحد، في حين أن هناك رأياً ثانياً يؤكّد أن هذه الوزارة التي تفوح منها رائحة الفساد والهدر والصفقات والسمسرات هي بمثابة مزراب ذهب لباسيل، ولذلك من المستحيل التخلّي عنها.
وفي السياق، فقد استلم وزراء «التيار» هذه الوزارة منذ العام 2009 والبلاد تغرق في العتمة، لكن المفارقة أن الشعب الذي يغرق في الظلمة جدّد قسم منه الثقة لثلاثة وزراء تعاقبوا على «الطاقة» وهم باسيل وسيزار أبي خليل وندى البستاني.
قد يكون هذا الموضوع مثيراً للصدمة وليس للإستغراب، لكن إذا نظرنا إلى الأرقام التي حصدها مرشحو «التيار» الثلاثة نكتشف ما يلي:
البداية مع سيزار أبي خليل، فقد نال الأخير 5698 صوتاً تفضيلياً أي ما نسبته 9.1 بالمئة من مجمل أصوات قضاء عاليه ولم يصل إلى نصف الحاصل، لكن لعبة القانون النسبي أعادته إلى المجلس النيابي وقد أعلنها زميله على اللائحة الوزير السابق وئام وهاب بأننا وطلال إرسلان منحنا «التيار» 3 نواب، وطبعاً من بينهم أبي خليل.
وبالانتقال إلى كسروان، فقد فازت ندى البستاني بمقعد نيابي وهنا يُطرح تساؤل كبير وهو: ألم يرَ الناخب الكسرواني الذي ادلى بصوته للبستاني بأنه يعيش في العتمة؟ وأين النخب المارونية التي تحاسب؟
وبعيداً من جلد الذات، فقد نالت البستاني 11338 صوتاً تفضيلياً، أي ما نسبته 20.2 بالمئة من أصوات القضاء، وطبعاً هذا رقم مرتفع، لكن كل أصوات «التيار» التفضيلية صبّت لمصلحتها، وهذا «التيار» تراجع من 70 بالمئة عام 2005 إلى 50 في دورتي 2009 و2018 ووصل إلى هذا الرقم في هذه الدورة، وقد فازت البستاني وحيدةً، ما يعني أن هناك 79 بالمئة من أهالي كسروان ضدّ سياسة «التيار» وعاقبوه على الأداء «المعتم» في وزارة «الطاقة». أما الضربة الأكبر، فقد تلقاها باسيل شخصياً في البترون، فقد سبقه مرشح «القوات» غياث يزبك بنحو 2100 صوت تفضيلي في حين ان باسيل نال 8922 صوتاً تفضيلياً أي ما نسبته 26.6 بالمئة من مجمل أصوات القضاء الذي أغدق عليه كل ما طاب له من مقدرات الدولة، وبالتالي فإن الشعب البتروني قد أسقط باسيل حتى لو وصل إلى النيابة.
قد يكون وهاب من أصرح السياسيين في فريق 8 آذار حيث رفض أن تعود وزارة «الطاقة» إلى باسيل وفريقه، لكن الحقيقة أن الشعب كان عليه أن يقول كلمة مدوّية أكبر في صناديق الإقتراع ضدّ من أوصله إلى العتمة، وبالتالي فإن المشكلة تبقى في التحزّب الأعمى بغضّ النظر عمّا إذا كان هذا الخيار ينقذ البلد أو يُغرقه في الظلمة.
وإذا كانت المعركة السياسية طاغية، إلا أن هناك مشكلة في تفكير بعض الناس الذين ما زالوا مضللين بشعار «ما خلّونا» ، في حين أنهم لا يرون من العتمة التي سبّبها وزراء «التيار»، وهؤلاء ماذا سيكون موقفهم بعد «نشاف» سدّ المسيلحة في الصيف وهم الذين هلّلوا له عندما امتلأ بفعل ارتفاع منسوب نهر الجوز وتفاخروا بصور باسيل وهو يُجذّف في السدّ وصوّروه كأنه يوحنا المعمدان عندما عمّد المسيح في نهر الأردن أو عندما شقّ النبي موسى البحر الاحمر بعصاه؟... عساهم يبصرون!