25-05-2022
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
ألان سركيس
ألان سركيس
إنتهت إنتخابات كسروان- جبيل بعد أن شهدت أشرس معركة نتيجة التطاحن الذي حصل، في حين خرج النائب فريد هيكل الخازن رابحاً مقعده النيابي بعدما نجح بتأليف لائحة في الأيام الأخيرة كاسراً الحصار الذي فرض عليه.
في قراءة لأرقام كسروان- جبيل فقد حافظت «القوات» على قوّتها وتقدّمت شعبياً وبقي النائب زياد حواط في صدارة ترتيب المرشحين الفائزين الثمانية وثبّت النائب شوقي الدكاش موقعه الكسرواني، في وقت إنخفض رقم «التيار الوطني الحرّ» من 4 نواب إلى نائبين في الدائرة، وكسب حزب «الكتائب» مقعداً لصالح مرشحه سليم الصايغ الذي تحالف مع النائب نعمت إفرام، في حين ذهب مقعد جبيل الشيعي إلى كنف «حزب الله» من بوابة تحالفه مع «التيار».
أما المفاجأة الكبرى فكانت وصول فريد هيكل الخازن إلى البرلمان بقوّته الذاتية ومن دون تحالفات كبيرة، فالرجل الذي كان مطوّقاً، خاض معركة ضروساً ضدّ «التيار الوطني الحرّ»، فانعكس هذا الأمر تضييقاً عليه، لكن الأمر الذي كان غير متوقع هو الشراسة التي واجهه «حزب الله» فيها بحيث عامله مثلما عامل حزب «القوات» في مناطق نفوذه، وحرمه من أصوات شيعية كان قادراً على كسبها.
وصل الحاصل في كسروان - جبيل إلى 12935 صوتاً، واستطاع الخازن إجتيازه فكرّس «زعامة» كسروانية غير قابلة للتشكيك ونال شخصياً 9058 صوتاً تفضيلياً بتقدّم عن الدورة الماضية، في حين أن هذه المعركة بالنسبة إلى الخازن كانت من الأصعب لأنّ المواجهة كانت في كل الإتجاهات، خصوصاً وأنه حمل وزر علاقته الجيدة برئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وبالتالي إعتباره حليف «حزب الله»، فكانت النتيجة أن «الحزب» ضايقه وبالتعاون مع حركة «أمل» أكثر من كل منافسيه، واستمرّت المعركة مع «الثنائي الشيعي» بعد انتهاء النتائج حيث هجموا على حليفه الشيعي في جبيل أحمد المقداد.
وأمام هذا التصرّف غير المتوقع من «الثنائي الشيعي»، يؤكّد الخازن في حديث إلى «نداء الوطن» أننا خرجنا منتصرين رغم كل العقبات والحروب التي واجهناها، وبالنسبة إلى إستحقاق رئاسة مجلس النواب، فان كل الإحتمالات لا تزال قيد الدرس»، وإذا كان الخازن لا يريد أن يكشف كيف سيتعامل مع إستحقاق إنتخاب رئيس المجلس، إلا أن المعلومات تشير إلى أنه مشمئزّ مما فعله «الثنائي الشيعي»، لذلك فان الإتجاه الغالب هو عدم التصويت لبرّي. ويشدّد الخازن على أن مواقفه علنية، ولا يساوم، وهو يدعو إلى إيجاد حلّ سريع للأزمة الوطنية وعدم الإلتهاء بعدّ الكتل والتنافس في هذا المضمار.
وأمام كل هذه الوقائع، والتخمين أين سيكون الخازن، فإن الموقف الثابت هو أنه في صفّ بكركي وبطريركها الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الداعي إلى الحياد وإقرار إستراتيجية دفاعية لحماية البلد، «فعلينا أن ندعو حزب الله إلى الجلوس معنا وسماع رأينا وبأنه لم يعد بإمكانه أن يُكمل بهذا الشكل».
وإذا كانت مواقف الخازن الوطنية تتناقض مع ما يُعرف بـ»التكتل الوطني»، إلا أن هذا التكتل المزمع إنشاؤه سيكون هذه المرّة تحت إسم «التكتل الوطني المستقلّ» ومن المفترض أن يضمّ إضافة إلى الخازن كلاً من النائبين طوني فرنجية ووليم طوق وهناك حديث مع النائب ميشال المرّ، ولن يكون هذا التكتّل تحت جناح «المردة» أو لإضافة نواب لفرنجية أو برئاسة أحد.
ويوضح الخازن أن فرنجية صديق وحليف وهو منفتح على كل الأطراف في الداخل والخارج، لكنّ هناك إختلافاً معه في عدد من المسائل أبرزها سلاح «حزب الله»، مشيراً إلى أن الإنضمام إلى هذا التكتل لا يعني أن يُحتسب من حصة «8 آذار»، والدليل أن وليم طوق أعلن أنه ضدّ سلاح «حزب الله»، لذلك فإننا منفتحون على الحوار ولا نريد من هذا التكتل أن يكون متراساً ضدّ أحد.
وبما أن الإستحقاقات داهمة، يشير الخازن إلى أنه على استعداد للتواصل مع الجميع وأولهم نواب كسروان وقيادتا حزبَي «القوات» و»الكتائب» والشخصيات المستقلة، «ويجب علينا ان نلعب دوراً جامعاً في هذه المرحلة لإنقاذ البلد بعيداً من الحسابات الشعبوية».
وإذا كان الخازن متمسّكاً بصداقته مع فرنجية، إلاّ أن التمايز في المواقف الكبرى موجود، ومواقفه في المرحلة المقبلة ستنطلق من ضرورة إستعادة الدولة وبناء الثقة وإنقاذ الشعب من الأزمات التي يغرق فيها، دون أن يدخل في لعبة المحاور.
وفي السياق، ومع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية، يؤكّد الخازن أنه على تواصل مع سيد الصرح وسيلعب دوراً من أجل عدم الوصول إلى الفراغ الرئاسي وسيحاور الجميع في هذا المجال، ولن يقاطع أي جلسة لإنتخاب رئيس الجمهورية لأن الفراغ سيدفع نحو المزيد من الإنهيار، وعلى الجميع التنبّه إلى خطورة الفراغ في المؤسسات، خصوصاً وأن البلد لا يحتمل المقاطعة والفراغ مثلما حصل في العام 2014، لذلك على جميع الكتل المشاركة في هذا الإستحقاق وإحترام نتائج الإنتخابات.
إذاً، خرج الخازن منتصراً من إنتخابات كسروان، وهو يُقدّر الثقة العالية التي منحها له الناخب الكسرواني، لذلك فانه سيأخذ رأي هذا الناخب في الإعتبار ويعمل وفق الخطوط الوطنية التي رسمتها بكركي والتي هي بمثابة خريطة طريق لبناء الدولة وحلّ الأزمات الكبرى.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار