12-05-2022
مقالات مختارة
|
الجمهورية
راكيل عتيق
راكيل عتيق
كلام نصرالله هذا لم يكن عابراً لدى معارضي السلاح، ويرى البعض أنّه أخرج موضوع السلاح من دائرة البحث، وفَصله عن الأزمة وحدّد أي نقاش بـ«ما دون السلاح».
وكان نصرالله قد عرضَ في إطلالتيه الأخيرتين، وبالتفصيل التاريخي، تاريخ السلاح ودوره في «حماية لبنان والجنوب». واعتبر أنّ «من يطالب بنزع سلاح المقاومة يريد أن يتخلّى لبنان عن أهم ورقة قوة له في موضوع استخراج النفط والغاز من مياهه». وحاول إقناع اللبنانيين بأهمية هذا السلاح الآن، تحديداً في موضوع استخراج النفط، فأعطاه سبباً جديداً ودوراً إضافياً، وقال للدولة والشعب اللبناني: «لديكم مقاومة شجاعة وقوية ومُقتدرة وتستطيع أن تقول للعدو إذا منعتم لبنان نمنعكم ونحن قادرون، ولن تجرؤ أيّ شركة في العالم على أن تأتي الى المنطقة المُتنازع عليها إذا أصدر «حزب الله» تهديداً واضحاً وجدياً».
وفي قراءة لموقف نصرالله، ترى جهات معارضة أنّه «لم يخرج عن سياق المنطق الكلاسيكي الذي يعتمده لجهة أنّ سلاحه غير قابل للنقاش، وفي كلّ مرحلة من المراحل يجد مبرّرات لهذا السلاح، مرةً ضدّ الأصوليين والتكفيريين، ومرةً أخرى أنّه الوحيد القادر على التصدي لإسرائيل، ومرة ثالثة أنّه يشكّل مصدر حماية أساسية للبنان، ومرة رابعة أنّه يشكّل مصدر حماية للثروة النفطية اللبنانية..».
وبالتالي، وبمعزل عن الذرائع والحجج التي يبحث عنها للحفاظ على هذا السلاح، إنّ أساس إطلالة نصرالله وجوهرها، بحسب هذه الجهات، القول: «ما تعذّبوا حالكم، السلاح غير قابل للنقاش وهذا الموضوع خارج دائرة الكلام السياسي». وانطلاقاً من كلام نصرالله وسَرده التاريخي التفصيلي والمُحدّد، تعتبر هذه الجهات أنّ نصرالله استخدم مصطلحات وأدبيات الشراكة، ليوجّه رسالة للجميع، مفادها «وضع موضوع السلاح جانباً»، وذلك عبر «تمييزه بين كلّ المواضيع من جهة والسلاح من جهة ثانية، والذي حرص في إطلالتَيه على تبيان وظيفته وإرثه منذ 74 عاماً».
وفي حين اعتبر أنّ السلاح ليس موضوع الأزمة اللبنانية، وعلى رغم أنّه أبدى الاستعداد الدائم للبحث في الاستراتيجية الدفاعية، فهمت هذه الجهات المعارضة من كلامه أنّه يقول: «تعالوا نتحدث بما دون هذا السلاح». وترى أنّه في كلّ مرحلة يجد الأمين العام لـ«حزب الله» وظائف عدة لهذا السلاح، وفي ظلّ الأزمة الاقتصادية الراهنة يطرح الدفاع عن الثروة النفطية، خصوصاً أنّها مرتبطة بإسرائيل والجنوب، ما يعزّز «دوره» بالنسبة إليه. وبالتالي، ترى هذه الجهات أنّ «الأسباب تتعدّد والسلاح واحد».
لذلك تخلص هذه الجهات المُعارضة الى أنّ «المشكلة مع «حزب الله» كبيرة، وعلى رغم من أنّ اللبنانيين يعرفون أنّ وظيفة السلاح ليست لبنانية بل إيرانية، إلّا أنّه من الواضح أنّ هذا الموضوع غير قابل للنقاش بالنسبة الى هذا الفريق السياسي. لذلك يجب أن ننتظر ظروفاً سياسية خارجية وداخلية للبحث فيه».
أمّا الخطورة في كلام نصرالله فليست عبارة «فَشروا»، بحسب هذه الجهات، بل أنّه، وعلى رغم تَحدّثه عن استراتيجية دفاعية، كان دقيقاً في اعتبار أنّ الجيش غير قادر على مواجهة اسرائيل وأنّ الدولة أو أي أحد غير قادر على اتخاذ قرار سياسي بمواجهة اسرائيل في موضوع النفط. وبالتالي، قرأت هذه الجهات في موقف نصرالله أنّه حدّد مسبقاً أنّ «التسليح والقرار» بيده فقط لأن لا قدرة لدى الدولة.
وانطلاقاً من كلام نصرالله ومن قراءة جهات معارضة له، تعتبر مصادر عدة أنّ الانتخابات النيابية المُرتقبة الأحد المقبل هي محطة لتحسين شروط المواجهة لكلا الطرفين، أي «حزب الله» وحلفائه من جهة والفريق المعارض للسلاح على اختلاف انتماءاته من جهةٍ ثانية، وبالتالي إنّ هذه الانتخابات حلقة من حلقات المواجهة المستمرّة بين الفريقين.
أخبار ذات صلة