12-05-2022
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
بسام ابو زيد
بسام ابو زيد
ربما عن غير قصد أنقذ الحريري باسيل هذه المرة كما قال أولئك القادة في قوى 14 آذار، فرئيس التيار الوطني الحر، ومعه كل التيار، يمر في ظرف انتخابي دقيق ناجم عن تراجع شعبيته في الأوساط المسيحية كما تشير كل الاستطلاعات، ويشكل هذا الواقع فرصة ذهبية كي ينقضّ الحريري على باسيل على خلفية إسقاط الحكومة والـ one way ticket والإتهام بالداعشية ولعرقلته في محاولته الأخيرة لتشكيل الحكومة، ولكن بدلاً من ذلك علّق الحريري عمله السياسي وأرفقه بالهدية المجانية لرئيس التيار الوطني الحر بأن أعلن مقاطعته الإنتخابات ترشيحاً واقتراعاً وشن أنصاره حملة غير مسبوقة ضد «الحريريين» الذين ترشحوا أو دعموا لوائح وصلت إلى حد التخوين.
هذا الواقع جعل النائب جبران باسيل مطمئناً إلى تحييد غالبية الأصوات السنية وبالتالي أصبح من السهل عليه ان يستفيد من الأصوات الشيعية التابعة لحليفيه «حزب الله» والرئيس نبيه بري من أجل جمع أكبر عدد من الحواصل في دوائر قد تفتقد للأصوات السنية ومنها دائرة بيروت الثانية، ودائرة زحلة، ودائرة راشيا والبقاع الغربي، ودائرة بعلبك الهرمل حتى ولو حصل مرشحوه في هذه الدوائر على أصوات مسيحية متواضعة لا تعكس التمثيل الصحيح للمسيحيين.
في انتخابات العام 2018 كان التحالف بين الحريري وباسيل نتاج التسوية الرئاسية، وأعلن الحريري أن صوته التفضيلي، قاصداً أصوات السنة في البترون، لصديقي جبران، ولكنه كان في الوقت عينه وفي دوائر أخرى متحالفاً مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي، وليس هذا هو واقع الحال اليوم، وفي الحالتين حال التحالف وحال تعليق العمل السياسي ومقاطعة الانتخابات، استفاد باسيل من الحريري في حين ان الضرر الانتخابي أصاب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي ما قد يؤدي إذا التزم السنة بقرار الحريري بالمقاطعة إلى المزيد من الضرر بالوطن وإبقاء الأكثرية النيابية والحكومية في محور الممانعة، محور النفوذ الإيراني الذي شكا منه الرئيس الحريري واعتبره المسبب الأول لتعليق عمله السياسي.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار