11-05-2022
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
لم تحمل زيارة السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري الى منطقة زحلة صباح أمس، إجابات شافية حول الموقف الذي تتخذه المملكة وسفارتها من اللوائح الإنتخابية المشكلة في هذه الدائرة، حيث يشكل الصوت السني الثقل الإنتخابي الأقوى، فيما هو لا يزال يعاني التشتت، منذ إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي.
بل خلقت الزيارة مزيداً من الإلتباس عند البعض، خصوصاً أنها شملت مرشحين على لائحتين متنافستين. فكانت الزيارة الأولى للنائب ميشال ضاهر رئيس لائحة «سياديون مستقلون» في معامل «ماستر شيبس» التي يملكها، والثانية للمرشح بلال الحشيمي المدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة على لائحة «زحلة السيادة» التي شكلتها «القوات اللبنانية»، وقد زاره البخاري في مدرسة أفروس كولدج التي يملكها. ولكن بعض المتابعين اعتبر أن الزيارتين تتكلمان حتى من دون كلام. جولة البخاري في زحلة أتت بعد أيام من إعتذاره عن عدم تلبية دعوة النائب ضاهر لمأدبة إفطار أرادها على شرفه خلال شهر رمضان. حيث ذكرت المعلومات حينها أن السفير إضطر لمغادرة البلاد معتذراً عن عدة دعوات أخرى، ولكنه وعد ضاهر بلقائه في أقرب وقت، حتى لو تزامن ذلك مع إقتراب موعد الإستحقاق الإنتخابي.
كان يفترض بالزيارة أن تضع حداً للجدل الذي أثير منذ شهر رمضان حول موقف السعودية من كل من اللوائح المشكلة في دائرة زحلة، وتزيل الإلتباس الذي خلفه الإعتذار عن مأدبة الإفطار بالنسبة للموقف من ضاهر ولائحته، وتترقب أوساط البقاعيين حركته في الشارع السني تحديداً، بعدما شكل الصوت السني رافعة له بأصوات تفضيلية أمنت فوزه بالمقعد الكاثوليكي الثاني خلال الإنتخابات الماضية.
وبدا أن ضاهر وماكينته كانا يعولان على أن تبعث زيارة السفير السعودي رسائل، تحدد ولو بوصلة مبدئية للصوت السني في هذه الدائرة. فوجهت الدعوة للصحافيين لتغطية ما سمي «حدث سياسي» في المنطقة، من دون أن ترتقي الزيارة الى مستوى الحدث الذي أرادته أوساط ضاهر، وحتى من حيث إثارة ردات الفعل لدى الخصوم، الذين إرتاحوا لتوزيع السفير إهتمامه بين مرشحين بدلاً من مرشح واحد.
وهكذا، وقبل أن يصل البخاري الى معامل «ماستر شيبس»، كانت أوساط المرشح بلال الحشيمي قد بدأت تسرب خبر زيارة السفير لمدرسته ايضاً، ما فرغ زيارة ضاهر ومعامله من مضمونها السياسي. وقد ساهم بذلك السفير السعودي نفسه، عندما رفض الإدلاء بأي تصريح صحافي، مكتفياً عند تعقب الصحافيين له باسئلتهم بالقول: «هذا مصنع ونحن اليوم لدينا عمل مختلف». ولم يستطع ضاهرالاختلاء بالبخاري ولو لدقائق، بل إجتمع معه بحضور الوزيرين السابقين محمد شقير ومحمد رحال ومنسق تيار «المستقبل» سعيد ياسين. واقتصر حديثهما الثنائي على دردشة سريعة أمام سيارة البخاري، قبل ان يغادر موكبه الى مدرسة «افروس كولدج»، وقد إزدانت أسوارها قبل وصول السفير بأعلام المملكة وصورة ضخمة لملكها. إلا أن ما لم تفعله زيارة السفير السعودي تحقق من خلال حضور منسق «المستقبل» للقاء البخاري في معامل ضاهر. وياسين هو أيضاً رئيس بلدية مجدل عنجر التي لديها مرشحون، أحدهما على لائحة «الكتلة الشعبية» وهو محمد حمود، والثاني على لائحة تحالف «حزب الله» مع «التيار الوطني الحر» وهو حسين ديب صالح. وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً لتدخل كوادر من «المستقبل» في مصلحة ضاهر ولائحته. وقد شكلت زيارة السفير السعودي دافعاً لرفع الستارة عن هذا التدخل، بعدما عوّلت أوساط «المستقبل» على أن تحمل دعماً علنياً لضاهر.
في المقابل، تحدثت معلومات عن محاولات جرت لثني السفير السعودي عن زيارة الحشيمي بالتوقيت نفسه مع زيارة ضاهر. إلا انها باءت بالفشل. فكان في إستقبال البخاري ببلدة تعلبايا جمع من المناصرين الذين لاقوا المرشح الحشيمي، وشارك عدد منهم في الإجتماع الذي لم يدم أكثر من عشر دقائق، ليغادر بعدها البخاري مع إصرار على عدم الإدلاء بأي تصريح. لم يجب ضاهر على إتصال هاتفي لـ»نداء الوطن» للإحاطة بتفاصيل الزيارة، فيما أشار الحشيمي في تصريح عقب الزيارة الى «أن السعودية لن تقدم أي دعم مادي في الإنتخابات».
وعما تطرقت إليه الزيارة قال: «تكلمنا بعدة أمور، وسمعنا أن المملكة السعودية تريد الوئام والنمو الاقتصادي لهذه المنطقة»، مشيراً الى ان «السعودية تدعم كل اللبنانيين وخصوصاً السياديين، وليس فقط بلال الحشيمي». وأشار الى أنه سمع من السفير «أن المملكة مع الخط السيادي ومع أن يرجع لبنان الى طبيعته». وهل تحمل الزيارة رسالة تحفيز للناخبين كي يقترعوا، اجاب الحشيمي: «إن مجيء السفير البخاري الى البقاع ولقاءه مع طرفين في المعركة، ينقل رسالة أن المملكة مع التنافس الديمقراطي».
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار