لفت مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى أنّ "ما حدث في طرابلس لا يحدث للمرة الأولى، والدولة من خلال عدم حرصها على الأمن المعيشي ساهمت بقصد أو بغير قصد بما حلّ بالناس من فقدان وآلام".
وشدّد دريان خلال صلاة وخطبة عيد الفطر على أنّ "الإنتخابات هي الفرصة المتوفرة أمامنا لتحقيق التغيير، ولذلك أحذّر وأنبّه من خطورة الامتناع عن المشاركة في هذا الاستحقاق"، مضيفاً: "لا أحد من الفاشلين يملك الجرأة على الإعتراف بما اقترفت يداه، بل إنهم يصنّفون أنفسهم ملائكة ليعودوا فحذار من أقوالهم المخادعة والمضلّلة".
وأشار دريان الى أنّ "الجوع لا يُميّز بين الطوائف والمذاهب والمناطق، وتجمعنا جميعاً المعاناة من الأزمات المتفاقمة وتوحّدنا الإرادة الوطنية لتغيير ما نحن فيه وتخرجنا من هوّة الانهيار والفشل إلى ما نطمح لنكون عليه دولة رسالة تربطها الصداقة مع الأشقاء العرب". وتابع "يبدأ العمل بانتخاب الصالحين في 15 أيار، واللبنانيون قادرون على إعادة بناء وطنهم وترميم مؤسساتهم المتداعية وذلك انطلاقاً من اختيار أعضاء المجلس النيابي الذي يُشكل مدخل الإصلاح المنشود، واليأس ممنوع لأنه استسلام للفشل والموت".
ورأى دريان أننا "لا نفتقر إلى الحكومة الساهرة، وندرك تماماً ما يقوم به رئيسها نجيب ميقاتي من محاولات للنهوض بالبلد، بل نحن نفتقد إلى القيادات العاملة والمتبصّرة التي تسعى لوضع الأمور في نصابها الصحي"، سائلا: "لماذا يظنّ البعض أن الناس أغنام تخضع للعصا حتى لو كانت جائعة أو خائفة؟"، وتابع "ليكن همّ الناس منصبّاً على التغيير الوطني بدلا من أن يكون الهجرة".
وختم كلمته قائلا: "إصنعوا مستقبلكم بأنفسكم وأنتم مسؤولون عن الصغيرة والكبيرة وكل الأغنياء لن يخلصوا إذا هلك الفقراء".