29-04-2022
مقالات مختارة
اسامة القادري
اسامة القادري
كل اللوائح في دائرة البقاع الغربي وراشيا اكتملت صورتها وترتيباتها الدعائية لزوم المعركة، وأعلنت بمهرجانات حاشدة باستثناء لائحة «نحو غد أفضل» التي تجمع الوزير السابق حسن مراد، و»حركة أمل بمرشحها الحاج قبلان قبلان»، والتيار الوطني الحر بمرشحه عن المقعد الماروني شربل مارون، وطارق الداوود وايلي الفرزلي. حتى الآن لم تعلن اللائحة وفق البروتوكولات الانتخابية المعروفة كما لم تجمعهم صورة واحدة، رغم أن مراد لم يترك لوحة إعلانية كبيرة وصغيرة إلا وحجزها قبل أشهر من المعركة، ليحرم باقي المرشحين من ايجاد لوحات إلا ما ندر. ما يعطي انطباعاً «للرائي» أنه المرشح الأقوى في زحمة مرشحي ست لوائح. وبحسب المتابعة الميدانية إن هذه «التخمة» الدعائية تخبئ خلفها مدى حالة التباين والصراع داخل اللائحة. خاصة أن الحاج قبلان قبلان بدأ جولته الانتخابية إلى القرى ذات الغالبية السنية بهدف الاستثمار من خلال مشاريع كان قدمها مجلس الجنوب لقرى البقاع الغربي، ما جعله يعتمد أساساً على رؤساء البلديات، عدا عن محاولته استعطاف بيئة «الممانعة» بخطاب الإلغاء والتخوين والفرز، والاصطياد في «الفراغ السني»، ليصطدم بمعارضتين واحدة يمثلها مراد، والثانية تنعكس على النائب محمد القرعاوي رئيس لائحة «القرار الوطني المستقل» المتحالف مع الحزب الاشتراكي والجماعة الإسلامية، باعتبار أن قبلان يحاول الغرف من صحن «بيئة المستقبل» المقرّبة من القرعاوي. ظهر التباين بين مرشحي لائحة «نحو غد أفضل»، بدءاً من التنافس بين مراد وقبلان حيث وصل الحال بهما إلى صراع من يفوز بالمرتبة الأولى على اللائحة وينال أصواتاً أكثر، بحيث يقرر شكل اللائحة والتحالفات في 2026.
كذلك هو الحال بين المرشح «البرتقالي» شربل مارون وايلي الفرزلي حيث تدور رحى المعركة على الصوت التفضيلي المسيحي، في سباقٍ على الوصول إلى المرتبة الثالثة بعد تقدير أن تحصل اللائحة على ثلاثة حواصل بحد أدنى. أيضاً يمتد التنافس بين طارق الداوود والفرزلي لاستمالة الصوت الحزبي للقومي وللبعثي وأصوات اللبنانيين المقيمين في سوريا. وذلك بعدما تم لقاء جمع الفرزلي بقيادات أمنية سورية بغية الوقوف عند خاطر طارق الداوود، للإيعاز للحزبيين الذين يدورون في فلكه بأن يرفدوه بالأصوات التفضيلية، باعتبار أن خصمه على المقعد الارثوذكسي الدكتور غسان سكاف بدأت مروحة عمله في الشارعين المسيحي والسني تتّسع لتهدّد الفرزلي. مصادر تدور في فلك «الثنائي الشيعي»، تقول إن المعركة ليست بسيطة ولا هي سهلة كما يحاول البعض أن يصوّرها، خاصة أن الحركة تواجه في البيئة الشيعية مرشحين يعتبران قويين، اليساري حاتم الخشن الذي توافق عليه كل من منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني، والحزب الشيوعي وحزب الطليعة، عدا عمّا يمثله من حضور نضالي واجتماعي وازن، ويستطيع استقطاب حالة الممتعضين من النخب الشيعية وحتى المعترضين الحركيين من ترشيح قبلان قبلان ابن دائرة الجنوب في البقاع الغربي. والمرشح الثاني عن المقعد الشيعي عباس عيدي في لائحة «القرار الوطني المستقل»، أيضاً يشكل في البيئة الشيعية وخاصة في بلدة مشغرة حضوراً شعبياً لارتباطه مع الناس بشعبيته المعروفة بـ»طيبة» ابن الضيعة، ولكونه من أشد أخصام حركة أمل وأشرسهم في مواجهتها. وتتابع المصادر «لهذا السبب المعركة صعبة، إضافة إلى أن الرئيس بري يعتبر كما قبلان مرشح الحركة، النائب ايلي الفرزلي هو مرشحه»، لتضيف أن المشكلة مع حليفهم «حزب الله» لم تحسم بعد، لأن جميع أصواته سيعطيها لمرشحه، وقالت «مشكلة مراد أنه يريد التفضيلي لنفسه ونحن مشكلتنا سياسية نريد توزيع التفضيلي، وتابع «هناك حديث أن الحزب يتّجه لرفد شربل مارون بألف صوت من» سرايا المقاومة»، وهذا ما يهدّد الفرزلي بحال فشلت اللائحة من الفوز بالحاصل الرابع.
مصدر مقرب من حسن مراد، يحاول إخفاء أي خلاف داخل اللائحة، ويقول»المهرجان الشعبي لإطلاق الماكينة الانتخابية للائحة من المقرر إقامته قبل الانتخابات بأسبوع والمرجح أن يكون في 10 / أيار بعد عيد الفطر»، يبرر المصدر الخلافات بين المرشحين «أن القانون الانتخابي هو المشكلة يجعل من المرشحين بمن فيهم مرشحو الحزب الواحد يتنافسون على الصوت التفضيلي»، وقال» لا خوف على المقعد السني، ما لم تقرر «القوات» في الربع الساعة الأخير تغيير خطتها وفرط عقد لائحة «بقاعنا أولاً». وتقول الصورة الميدانية إن تعدد اللوائح وعدم الحصول على حاصل، يؤدي إلى خفض نسبة الحاصل ما يجعل من لديه 3.2 في الحاصل الأول أن يصبح حاصله الثاني 3.7 فيعطيه ذلك المقعد الرابع، ما لم يتم التصويت بكثافة والتصويب باتجاه لائحة معارضة قريبة من الحاصل ما يقطع الطريق أمام وصول مرشح «العتمة».
أخبار ذات صلة