28-04-2022
مقالات مختارة
اسامة القادري
اسامة القادري
تعكس الصورة الانتخابية في دائرة زحلة والبقاع الاوسط غرابة القانون الانتخابي، وكيف يتحوّل أعضاء اللائحة المفترض أنهم حلفاء الى أخصام. فهذا القانون يمكن أن يضع حدوداً طائفية وحزبية ضيقة لكل طرف مع أنه في الإجمال يمكنه أن يكون فاتحة نحو وطنية رحبة.
هذا ما يجعل مرشحي لائحة «الممانعة» يحاذرون الحديث في سياستهم المرفوضة بقاعياً خاصة في الوسطين السني والمسيحي، اما الشارع الشيعي فممنوع عليهم، انطلاقاً من مبدأ ان الحزب قادر على حصد كل الشارع للائحة.
ففي الشارع السني والذي يعاني من فوضى غير مسبوقة، ومهدد بضعضعة الاصوات، بدا أن ماكينة «الازرق» الانتخابية عادت للدوران في فلك حاضنتها الشعبية من دون ان يتقدم الناشطون والعاملون فيها باستقالاتهم من التيار، وفقاً للقرار الذي اتخذته الأمانة العامة كشرط اساسي لكل من يترشح او يعمل في الانتخابات حالياً، لتتوزع على ثلاث لوائح، الجزء الأكبر منها ذهب باتجاه لائحة «سياديون مستقلون» التي يرأسها ميشال ضاهر، لتعمل لصالح الدكتور عمر حلبلب، والذي تقول المصادر، إن ترشيحه وتسميته على لائحة الضاهر لم تأت لرغبة في نفس حلبلب انما أتت لرغبة مرجعيات سياسية سنية، لكون الرجل يُعتبر من أقدر المشرعين في القانون والدستور، وان المرحلة المقبلة بعد الانتخابات ذاهبة الى عقد تسويات دستورية جديدة تحتاج اختصاصيين دستوريين.
والجزء الثاني انطلاق مجموعة من الماكينة يعمل اعضاؤها حالياً على دعم لائحة «الكتلة الشعبية» وبالأخص المرشح عن المقعد السني محمد شفيق حمود، ايضاً خلافاً لقرار الرئيس الحريري بتعليق العمل السياسي.
وجزء ليس بسيطاً من الفاعليات المستقبلية ذهبت باتجاه دعم مرشح الرئيس السنيورة على اللائحة المدعومة من حزب القوات اللبنانية الدكتور بلال الحشيمي، وهنا يسجل أن الحشيمي هو الوحيد في البقاع الأوسط الذي التزم بقرار الحريري، وتقدم باستقالته من التيار كي يترشح للإنتحابات.
هذا التفكك والتشتت في ماكينة كانت تعتبر من أكبر وأهم الماكينات الانتخابية في البقاع، وصل عديدها في الاستحقاقات السابقة الى 7 آلاف مندوب. هذا ما فتح شهية الكثيرين لانتقاد قيادة التيار لكونها لم تكن قادرة على الالتزام والزام الجميع بقرار الرئيس الحريري، ما يهدد التيار في هيكليته التنظيمية ما لم يسارع الى تدارك الأمور والقبض على العصا من وسطها والكيل بمكيال واحد لا بمكيالين.
وفي هذا السياق يؤكد منسق تيار المستقبل في البقاع الاوسط سعيد ياسين لـ»نداء الوطن» أنه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وانه لن يتعاطى الشأن الانتخابي لصالح احد او ضد أحد، وقال «جمهور تيار المستقبل والمناصرون لديهم خيارات، وفق الثوابت الوطنية، فلا تحالف مع «حزب الله» والتيار الوطني الحر وحزب القوات»، وتابع «الرئيس الحريري علق العمل السياسي، ولم يدع لمقاطعة الانتخابات، ففي منطقة مثل البقاع الاوسط يشكل التيار فيها اكبر قوة تجييرية في عدد الأصوات، لا يعقل ان يؤخذ قرار مقاطعة الانتخابات، حتى يرضى الآخرون، فمن الطبيعي أن اي تحرك انتخابي يُتهم التيار بالتدخل، لهؤلاء نقول كيف تعوّلون على صوتنا ولا تريدون تدخلنا، نحن موجودون من خلال ناسنا واهلنا».
وقال مصدر مستقبلي أن «تحرك ماكينة التيار الانتخابية جاءت بعد تدخل أحد المتمولين لصالح مرشح التيار الوطني الحر سليم عون في بر الياس وقرى الشرقي، وآخر لصالح مرشح عن المقعد الأرمني، من هنا وقف مناصرو المستقبل لمنع دخول «حزب الله» والوطني الحر من الاصطياد في الشارع السني والغرف من صحنه لتحسين كسور الحواصل.
وبالعودة الى لائحة «زحلة الرسالة» لم يمنع تحالف «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» وحزب الطاشناق من احتدام المشكلة بين المرشحين، حتى اختلط حابل عدد الاصوات بنابل ملعبهم المحدود، اثر انطلاق كل مرشح فيها للعمل في الوسط الذي يشبهه ويرى نفسه قادراً على استمالة الناخبين اليه، ليصطدم كل منهم بالآخر بعدما ضاقت بهم مساحة العمل في الشارعين السني والمسيحي الرافضين التصويت لأي متحالف مع «حزب الله»، في وقت أن الحزب يمنعهم من دخول القرى ذات الغالبية الشيعية والعمل فيها انتخابياً على قاعدة «ما للحزب للحزب، وما لكم لكم وللحزب بالنصف».
هذا ما جعل دائرة عمل مرشحي «زحلة الرسالة» ضيقة ومقتصرة فقط على أهل بيئة الممانعة في الوسطين السني والمسيحي، فدخلوا بتنافس حاد على ذات الصوت.
وفي هذا الجو طفت فوق مياه الحراك الانتخابي مشكلة ان النائب سليم عون ممتعض من المرشحَين ربيع عاصي وجورج بوشكيان ويتهمهما امام محازبين من التيار بالتعدي على ملعبه الانتخابي والاقتراب من بيئته الشعبية، مما حدا ببوشكيان لان ينقل مروحة عمله الانتخابي الى البلدات ذات الغالبية السنية، بهدف استمالة «سرايا المقاومة»، وعند بعض العائلات العشائرية بعدما دخل «المال الانتخابي بطريقة واضحة»، فأقلق راحة زميله في اللائحة حسن ديب صالح (عن المقعد السني) ليراها منافسة داخل بيته الواحد. فسرت مصادر برتقالية لـ»نداء الوطن» أن امتعاض سليم عون يأتي من خوفه ان اي مرشح بلائحته يسبقه بعدد الأصوات يهدد مقعده، وذلك نتيجة ترهل واقع» البرتقالي» الحزبي وتراجع قدرته التجييرية الى ما دون 2500 صو نتيجة لسياسات عون، وخلافاته مع غالبية المنسقين والحزبيين. ما يهدد لائحة الحزب من عدم حصولها على الكسر العالي بعد الحاصل الاول مما يهدد مقعد سليم عون.
وكشف مصدر متابع لـ»نداء الوطن» ان أحد المرشحين عن المقعد السني في احدى لوائح «المعارضة» اتفق مع مرشح عن المقعد الارمني في لائحة للسلطة، وذلك مقابل مبلغ مالي كبير دفعه الاخير للأول، ثمن داتا انتخابية في الوسط السني، مما يخدم مرشحي لائحة الحزب لزيادة كسر الحاصل الثاني ما قد يعيد خلط الاوراق في الشارع السني من جديد.
أبرز الأخبار