25-04-2022
مقالات مختارة
ملاك عقيل
ملاك عقيل
لم يعد سرّاً دخول رئيس الجمهورية ميشال عون مباشرة على خطّ الانتخابات النيابية من خلال استقبال مرشّحين للانتخابات أو الإيعاز إلى قواعد التيار وإلى أحزاب حليفة بإعطاء الصوت التفضيلي لمرشّح دون آخر.
يُعتبر المقعد الكاثوليكي في المتن من المقاعد التي تندرج ضمن اهتمامات الرئاسة الأولى. لذلك كان تدخّل بعبدا المباشر لنصرة النائب إدي معلوف. وفيما تبدو "الطاسة ضايعة" داخل الصفّ العوني من خلال تشتّت أصوات التيار الوطني الحرّ بين المرشّحين الثلاثة على اللائحة: إبراهيم كنعان والياس بو صعب وإدي معلوف، فإنّ التيار يجد صعوبة حقيقية في الخروج من معركة المتن بثلاثة حواصل تضمن استمرارية نيابة نوّابه. يقدّر الخبراء الانتخابيون أنّ التيار الذي يخوض المعركة منفرداً تقريباً، ومع دعم من الحزب القومي (جناح أسعد حردان)، سيقوز بحاصل وكسر عالٍ يمكّنانه من الفوز بمقعدين فقط، في ظلّ واقع يقرّ به عارفو حسابات الأرض في المتن من أنّ المفاتيح الانتخابية الأساسية هي بيد كلّ من كنعان وبو صعب وليس جبران باسيل أو إدي معلوف الذي يحظى بتعاطف حزبي. إضافة إلى عدم رفد اللائحة بأصوات شخصيات متنيّة حليفة من أصحاب الحيثيّة مثل غسان مخيبر وسركيس سركيس اللذين تحالفا سابقاً مع التيار.
قصقصة جوانح "بوب"
مع ذلك، يخوض إبراهيم كنعان معركة كبيرة، ربطاً بحسابات شخصية و"نفسية" وسياسية، لإحراز رقم في الأصوات التفضيلية يثبّته مرجعيةً متنيّةً ومسيحيةً وليس الفوز مجدّداً بأحد المقاعد المارونية الأربعة وحسب. لكن تواجهه منافسة من داخل أهل البيت يرى كثيرون أنّها مرتبطة بحسابات جبران باسيل الحزبية، ومن ضمنها "قصقصة جوانح" تستهدف "بوب".
يُذكر أنّه في عام 2018 أتى ترتيب الأصوات التفضيلية للفائزين في ظلّ تحالف التيار الوطني الحر والطاشناق كالآتي: سامي الجميل 13,968، ميشال المر 11,945، إدي أبي اللمع 8,922، بو صعب 7,299، إبراهيم كنعان 7,179، إدي معلوف 5,961، أغوب بقرادونيان 7,182، الياس حنكش 2,583. ما هي المقاعد المضمونة؟
في دائرة المتن الشمالي رسا المشهد على ستّ لوائح تتنافس على ثمانية مقاعد (4 موارنة، 2 روم أرثوذكس، 1 أرمن أرثوذكس، 1 كاثوليك).
تتوزّع المقاعد المضمونة، وفق خبراء انتخابيين، بين مقعدين للتيار، مقعد للقوات، مقعدين للكتائب، ومقعد لتحالف الطاشناق وميشال المرّ جونيور. لكنّ التنافس الفعليّ هو على المقعد الماروني الرابع، والمقعد الأرثوذكسي الثاني. مقعد الأمين العامّ للطاشناق
هنا يُسلّم كثيرون بصعوبة خسارة الطاشناق مقعد أمينه العام أغوب بقرادونيان، مع تأكيد أكثر من خبير انتخابي أنّ مجموع الأصوات التي نالها النائب الراحل ميشال المر يصعب أن ينالها حفيده نظراً إلى الفارق الكبير بين "الحالتين" والمسيرتين، ولأنّ المر الجدّ صاحب الهالة الاستثنائية خاض قبل أربع سنوات المعركة منفرداً، وبوضع صحّي صعب، فأدّى ذلك إلى شدّ العصب المتني لمصلحته. أمّا راهناً فستنال لائحة المرّ – الطاشناق دعم الحزب القومي، فرع الروشة-جناح ربيع بنات، إضافة إلى دعم من البلوك الشيعي مصدره عين التينة، فيما أصوات حزب الله ستذهب للتيار الوطني الحرّ.
مع العلم أنّ المقترعين الشيعة في المتن يُقدّرون بثلاثة آلاف صوت. وثمّة مسعى خفيّ لتجيير بعض أصوات حزب الله لميشال الياس المرّ.
سوريا على الخطّ
كان النائب السابق إميل إميل لحود قد كشف عن دورٍ قام به لتسهيل التحالف بين الحزب القومي وميشال الياس المر "لأنّ أهداف الحزب الاستراتيجية تنسجم معنا"، مؤكّداً أنّ هذا الأمر حصل "من دون وساطة سوريّة، لأنّ علاقتنا مع سوريا علاقة استراتيجية وليست علاقة مصالح واستثمار سياسي". ولم يصدر قرار تحالف انتخابي بهذا المستوى من جانب القومي، بتأكيد مطّلعين، بمعزل عن قرار القيادة السورية أو من دون غطاء منها.
وكان القومي، جناح ربيع بنات، أعلن ترشيحاته في المناطق، ومنها أنطوان خليل على لائحة المرّ – الطاشناق في المتن، وليد العازار في الشمال الثالثة، جودت بطرس في دائرة الشمال الثانية، رمزي معلوف في دائرة بيروت الثانية، شكيب عبود في دائرة الشمال الأولى، وحنّا جعجع في دائرة البقاع الثالثة. مقعد أرثوذكسيّ "فالت"
في المحصّلة، يخوض الطاشناق معركة أساسية للاحتفاظ بمقعد أمينه العام، فيما المقعد الأرثوذكسي الثاني (الأول مضمون وفق الإحصاءات لالياس بو صعب) يُعتبر مقعداً فالتاً يمكن بكسور الحواصل أن يكون من نصيب إحدى اللوائح المتنافسة.
وانقسام الحزب القومي بين النائب الياس بو صعب والمرشّح أنطوان خليل سيضعف من تأثير بلوكه على لائحتَيْ التيار والمرّ وسيقلّل من الأصوات التفضيلية التي سينالها كلّ من المرشّحين. تراجع شعبيّة التيّار
من جهة أخرى، يؤكّد خصوم التيار الوطني الحرّ أنّ شعبيّته تراجعت، وهذا عامل سلبي آخر. ويخوض المعركة بلائحة غير مكتملة تضمّ، إضافة إلى كنعان (ماروني) ومعلوف (كاثوليكي) وبو صعب (أرثوذكسي)، ريكاردو ملاكيان (أرمن أرثوذكس) ونصري لحود عن المقعد الماروني.
أمّا لناحية آل المر، فكثر من المتنيّين الموالين لهم يلمسون الفارق الشاسع بين الجدّ والحفيد بطبيعة الحال. وقد رصدوا غياب والده الياس المر طوال الفترة الماضية. بين الكتائب والقوّات
على مستوى لائحة الكتائب يظهر ثبات ترشيح الياس حنكش إلى جانب سامي الجميل. وتبرز وجوه من المجتمع المدني ومستقلّون، منهم الإعلامي سمعان (سيمون) أبو فاضل المستقلّ وممثّل خط 14 آذار على اللائحة، كما تقول أوساطها.
تتصرّف الكتائب على أساس أنّ المعركة بينها وبين التيار. فلوائح المعارضة الأخرى لم تتمكّن من التوحّد ضمن لائحة واحدة، وانقسمت بين "نحو الدولة" المدعومة من شربل نحاس و"متنيون سياديون". وتأخذ الكتائب على القوات "سقطتها" في الدخول في التسوية الرئاسية والإتيان بميشال عون رئيساً للجمهورية، وعلاقتها الملتبسة مع الرئيس نبيه برّي، إضافة إلى وجود نقمة كبيرة جدّاً على العهد ونوابه في كلّ المناطق، فيما واظبت الكتائب على ثباتها في موقفها السياسي وصولاً إلى استقالة نوابها من مجلس النواب.
بالنسبة إلى لائحة القوات اللبنانية فمرشّحها الأساس هو ملحم الرياشي عن المقعد الكاثوليكي. وتضمّ كلّاً من رازي الحاج، فريد زينون، رشيد أبو جودة، سليم الجلخ (موارنة)، هاني صليبا (أرثوذكس)، آرا بارداقجيان (أرمن أرثوذكس).
يملك الرياشي، العائد لتوّه من جولة انتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، حظوظاً مرتفعة بالفوز بالمقعد الكاثوليكي الذي يرجّح الخبير الانتخابي كمال الفغالي أن يكون له على الرغم من المعركة الكبيرة التي يخوضها جزء من تيار باسيل لكي يبقى بعهدة إدي معلوف، فيما ستذهب أصوات القوات التفضيلية إلى وزير الإعلام السابق. والأخير يتحصّن برصيد من الأصوات مؤيّد له من خارج كنف القوات أيضاً بسبب خطابه المعتدل وخوض معركته بعنوان "مرشّح الحياد البطريركي".
لوائح المعارضة
تنقسم لوائح المعارضة بين ثلاث: لائحة الكتائب، مواطنون ومواطنات (ممفد)، ومتنيون سياديون. وهو عامل أثّر سلباً على "الرقم" الذي يمكن أن تسجّله لائحة واحدة معارضة مكتملة ومتكاملة، وأن "تقشّ" بفضله أكثر من حاصل.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه
أبرز الأخبار