11-04-2022
مقالات مختارة
الان سركيس
الان سركيس
تبدو مقاطعة الطائفة السنّية الشاملة للإنتخابات أمراً غير واقعي بعد كثرة الدعوات إلى المشاركة وعدم ترك هذه الساحة لـ»حزب الله» وحلفائه في محور الممانعة.
شكّلت عودة السفير السعودي إلى لبنان وليد بخاري وسفراء عدد من الدول الخليجية بارقة أمل للّبنانيين الذين يرفضون إدخال لبنان في عزلة عربية ودولية.
وذهب البعض إلى التحليل بأن هذه العودة بمثابة تحضير للتدخّل في الإنتخابات النيابية، في حين أنّ البعض الآخر إعتبرها بمثابة انتصار للعهد العوني ومن خلفه لـ»حزب الله».
لكن الحقيقة أن الخاسر الأكبر من كل ما كان يجري سابقاً وما يجري حالياً هو البلد، بعدما أوصلت سياسات السلطة الحاكمة الشعب إلى حالة يرثى لها.
ولا شكّ أن عودة السفير بخاري تأتي كرسالة تطمينية مفادها أن البلد غير متروك من الرياض ومن الدول العربية، وأن لا غنى عن المظلة العربية، لكن الأمر الذي لا يزال غامضاً هو طريقة مقاربة الرياض للملف اللبناني.
وفي حين ينتظر البعض طريقة التعاطي السعودي الجديدة مع الطائفة السنّية بعد قرار الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» الإعتكاف عن المشاركة في الإنتخابات، فإن الأجواء الأولية تشير إلى أن الرياض تتعاطى مع الملف اللبناني من المنظار الواسع وليس من باب طائفة معينة أو زعيم معين حتى لو كان سنّياً، وما يهمها من لبنان هو مصلحة أهله أولاً، ومن ثمّ أن لا تشكّل أرضه منطلقاً لأي عدوان على السعودية ودول الخليج.
وفي هذه الأثناء، لا يزال الحشد السنّي للمشاركة في الإنتخابات يتوالى، فقد كانت رسالة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان حاسمة في دعوة أبناء الطائفة إلى المشاركة الكثيفة، في حين أن رجل الأعمال بهاء الحريري دعا جميع اللبنانيين ومن ضمنهم السنّة إلى عدم مقاطعة الإنتخابات، بل إعتبارها محطة للتغيير.
وتأتي أهمية دعوة بهاء الحريري من منطلق وطني، لأن مقاطعة أي فريق ستقوّي محور الممانعة والسلطة التي أوصلت لبنان إلى جهنم، أما الأهمية الثانية فتأتي من بوابة أنه لا يطمع بكتلة نيابية أو يريد لحركة «سوا لبنان» أن تشكل نواة برلمانية أو بداية زعامة له، بل إن دعوته للمشاركة هي في سياق إعتبار أن كل صوت مؤثّر في معركة التغيير، ولا مكان لليأس.
ومع انتهاء مهلة تسجيل اللوائح، يمكن الإستنتاج بأن كسر المقاطعة بكثافة الترشيح نجحت، إذ سجّلت دائرة طرابلس - المنية - الضنية أعلى رقم في عدد اللوائح بين كل دوائر لبنان، وهذه الدائرة تضمّ 8 مقاعد سنّية.
والوضع لا يختلف كثيراً في دائرة بيروت الثانية، فقد نجح حراك الرئيس فؤاد السنيورة في تحقيق الهدف، وتمّ تأليف لائحة بقيادة الوزير السابق خالد قباني وبالتحالف مع «القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الإشتراكي»، في وقت هناك لائحة أخرى تتألف من قدامى تيار «المستقبل» ولائحة بقيادة النائب فؤاد مخزومي إضافةً إلى عدد من المرشحين السنّة على لوائح المجتمع المدني.
وأمام كل هذه الوقائع، فإن الشارع السنّي بات في قلب المعركة الإنتخابية رغم محاولات ثنيه عن الإقتراع، في حين أن النقطة الأهم هي ليس من يربح، سواء الرئيس السنيورة أو بهاء الحريري أو اللواء أشرف ريفي أو فؤاد مخزمي، بل الأساس يبقى في عدم ترك الساحة فارغة ليملأ «حزب الله» فراغها.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار