04-04-2022
عالميات
جالسا على مكتب، أو واقفا في الخارج في ظلام الليل، يسجل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوميا تقريبا، مقطعا مصورا للشعب الأوكراني.
ومؤخرا يحذر زيلينسكي، المقيم في مجمع حكومي يخضع لحراسة مشددة في العاصمة كييف، من الصعوبات التي لم تأت بعد.
فقد قال الخميس الماضي: "نحن جميعا نريد الانتصار، ولكن ستكون هناك معارك في المستقبل. لا يزال لدينا طريق صعب للحصول على كل ما نسعى جاهدين من أجله".
تقول صحيفة واشنطن بوست إن من بين أكثر الطرق صعوبة "مواجهة زيلينسكي نفسه".
تطور الممثل الكوميدي الأوكراني (44 عاما) من سياسي مبتدئ، موضع شك على نطاق واسع بين القادة الغربيين والناخبين الأوكرانيين في الفترة التي سبقت الحرب، إلى قائد أزمة رسخ مكانته في تاريخ الأمة الأوكرانية وألهم المقاومة في الداخل والخارج.
والآن، ومع استمرار الحرب في أسبوعها السادس واستمرار محادثات السلام بين المفاوضين الأوكرانيين والروس، يواجه زيلينسكي مجموعة جديدة من التحديات، بحسب واشنطن بوست.
وفقا للصحيفة، فإن زيلينسكي "يجب أن يحافظ على الروح المعنوية والإرادة للقتال وسط الخسائر في ساحة المعركة والدمار الاقتصادي والمعاناة الهائلة للمدنيين. يجب أن يحتفظ بثقة الدول الغربية في أن أوكرانيا قد تنتصر لضمان استمرار تدفق الأسلحة".
غير أنه مع مرور الوقت، يجب عليه أيضا معرفة أي نوع من الاتفاق السياسي مع موسكو لإنهاء الحرب سيكون مقبولا للأوكرانيين الذين ارتفعت معنوياتهم بعد صد القوات الروسية في العديد من المناطق والإلهام الذي منحه للمقاومة عبر أفعاله وأقواله.
وأضافت "قد تكون التسويات أكثر صعوبة أيضا بعد ظهور أدلة على الفظائع الروسية ضد المدنيين الأوكرانيين عقب الانسحاب من منطقة كييف، مما أثار استياء عاما".
وعن زيلينسكي، يتحدث أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، كيث داردن لواشنطن بوست، قائلا: "لقد اعتمد على المشاعر القومية القوية لمواصلة خوض هذه الحرب، لكن هذه هي بالضبط القوى التي تجعل من الصعب للغاية إنهاء هذه الحرب".
وأشار داردن إلى أنه من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن تستمر أوكرانيا في القتال، قائلا: "هذه هي المعضلة الحقيقية".
ولم تكن هناك مؤشرات تذكر على انفراجة في جهود التفاوض على إنهاء الحرب المستمرة، رغم أن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي قال إن من المقرر استئناف المحادثات، الاثنين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
وأوضح ميدينسكي أنه في حين أظهرت أوكرانيا مزيدا من الواقعية من خلال الموافقة على أن تكون دولة محايدة، وأن تتخلى عن الأسلحة النووية، وألا تنضم إلى تكتل عسكري، وأن ترفض استضافة قواعد عسكرية، لم يكن هناك تقدم بشأن مطالب روسيا الرئيسية الأخرى.
وقال عبر تليغرام: "أكرر مرارا وتكرارا، موقف روسيا من شبه جزيرة القرم ودونباس لم يتغير".
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014 واعترفت باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، اللتين أعلنتا من جانب واحد، في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار