02-04-2022
مقالات مختارة
صونيا رزق
صونيا رزق
في الوقت الذي كان ينتظر فيه «تيار المستقبل» وبيت الوسط وكل المناصرين، من الرئيس سعد الحريري ان يزيل الإحباط عن أهل السنّة، بعد استقالته في تشرين الاول 2019 على وقع «انتفاضة 17 تشرين»، ومن ثم اعتذاره عن التكليف الحكومي بعد اشهر من التناحر والانقسام ، وصولاً الى غيابه عن لبنان لفترة طويلة، كانت الصدمة التي تلقاها كل هؤلاء، على اثر اعلانه العزوف عن الترشح الى الانتخابات النيابية، وتعليق حياته السياسية ، الامر الذي وضعهم في اطار التشتت وعدم اتخاذ القرار المناسب، وهم الذين احتلوا المرتبة الاولى في التمثيل السنيّ في لبنان منذ العام 1996، لذا لم يتعايشوا بعد مع الفكرة، فانقسموا الى اجنحة برزت ضمن» التيار الازرق» بعد غياب الحريري عن الساحة السياسية في لبنان، ومن ضمن هذه الاجنحة، هنالك مؤيدون لمواقفه ، منهم نواب «مستقبليون» لبّوا النداء وانسحبوا من خوض المعركة، كذلك بالامر بالنسبة للحزبيين والمناصرين، الذين سيمتنعون حتى عن الاقتراع في الصناديق الانتخابية، وفي هذه الخانة يبرز الامين العام لـ «المستقبل» احمد الحريري، الذي يتصدّى لكل مخالف لقرارات سعد الحريري، ويعتبر أي خطوة معاكسة من قبيل التحدّي للاخير، وهذا ما اتهم به رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.
وفي هذا السياق، اعتبرت مصادر سياسية مواكبة، أنّ الشارع السنّي اليوم في حالة ضياع، لذا على الجميع الاستماع الى ما قاله مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، الذي اختار المشاركة الكثيفة في الاستحقاق الانتخابي، كذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وفي هذا الاطار برز تشديد فرنسي منذ يومين، خلال الزيارة التي قامت بها السفيرة الفرنسية آن غريو الى المفتي دريان وميقاتي، حيث لفتت الى الخطر الذي سينتج من عدم مشاركة ابناء الطائفة في هذا الاستحقاق، الامر الذي سيظهر بوضوح في منتصف شهر ايار المقبل، وقد يشكل مفاجآت ايجابية للبعض وسلبية للبعض الاخر.