لائحة القوات وحزب الاحرار اكتملت وهذا ما ينسحب على لائحة المرشح ميشال الياس المر وحزبي الطاشناق والقومي بينما يتجه التيار الوطني الحر الى استكمال لائحته وهو ما ينكب عليه حزب الكتائب كذلك.

في المقابل لم تتكلل المساعي بتشكيل لائحة موحدة بين مكونات تجمع "متنيون مستقلون" الذي يضم الكثير من الشخصيات والناشطين في صفوف الانتفاضة مع ان المتابعين لا يزالون يراهنون على امل ضئيل بذلك طالما ان القيمين على التجمع لم ينعوا رسميا هذه المساعي وطالما ان التراجع عن الترشيحات لم يقفل بابه رسميا بعد وان موعد تشكيل اللوائح لم ينقض بعد.

وهناك من يشكو من السلبية التي تطبع تعاطي "حركة مواطنون ومواطنات في دولة" (ممفد) والوزير الاسبق شربل نحاس الذي لم يسهل على الاطلاق عملية تشكيل لائحة موحدة والذي استقدم مرشحين من خارج المتن الى المتن الى جانب خلافاته مع اليساريين الآخرين الذين يأخذون عليه عدم تساهله كذلك موقفه غير الحاسم من سلاح حزب الله.

في المقابل اكتملت لائحة "سياديون مستقلون" التي تضم رموزا من صفوف الانتفاضة وهي ستعلن قريبا.

ويشير المتابعون الى انه اذا تمكنت قوى الانتفاضة من تشكيل لائحة موحدة في ربع الساعة الاخير فسيرتفع معدل الاقتراع عما كان عليه عام 2018 بقليل بما ان الرأي العام الذي دعم التغيير عريض لكنه لم يعد متحمسا بعد كل ما شاهده من خلافات وانانيات وتضارب في المصالح والارتباطات والرؤى بين صفوف مرشحي الانتفاضة.

من هنا فان الحماسة المتدنية والحالة هذه سترفع من حظوظ لائحة مماثلة بحصد احد المقاعد المارونية في المتن...بينما كانت هذه القوى قادرة على حصد مقعدين لو لم تعصف بها الخلافات ولم تسقط في الامتحان.

وفي المعطيات المتوافرة بعهدة الخبراء والمتابعين فان التقديرات ترجح فوز التيار الوطني الحر بمقعدين  يتنافس عليهما 3 نواب هم ابراهيم كنعان والياس بو صعب وادي معلوف.

ابو صعب مرتاح على وضعيته الشعبية التي تحظى بدعم جزء من القوميين بينما كنعان موجود على الساحة المتنية وله حيثية ملموسة.

اما معلوف فهو يحظى بعاطفة خاصة من قيادة التيار ورئيس الجمهورية ميشال عون ويدور الحديث عن احتمال خوض معركة اسقاط الوزير الاسبق ملحم رياشي بشخص ادي معلوف بعبارة اخرى مواجهة طاحنة بين العونيين والقوات على المقعد الكاثوليكي الوحيد في المتن.

وفي هذه الحالة واذا صح الافتراض ان ابو صعب خارج دائرة الخطر فان العونيين سيحصدون اما المقعد الكاثوليكي لصالح النائب معلوف مقابل سقوط الرياشي اما فوز الرياشي وسقوط معلوف بالتالي احتفاظ النائب كنعان بمقعده النيابي.

وتنقل اوساط متابعة ان المباحثات قائمة مع المرشح سركيس سركيس لجهة انضمامه الى لائحة التيار الوطني الحر الامر الذي سيرفع من احتمال الفوز بمقعد ثالث بفارق الكسر الاعلى.

غير ان سركيس يشترط انسحاب النائب معلوف مقابل انضمامه الى لائحة البرتقاليين وهو ما يتوقف على ما سيقوم به الوزير جبران باسيل في ربع الساعة الاخير.

اشارة الى ان سركيس لم يوفق في الدورات السابقة التي خاض فيها الانتخابات حيث كان يحصد رقما انتخابيا مهما لكن الحظ لم يحالفه بعد.

ويشاع ان سركيس يتجه الى الانسحاب من المعركة الانتخابية.

القوات اللبنانية حسمت تحالفاتها وصوبت بوصلة المعركة وتشير التقديرات الى فوزها الاكيد بمقعد يبدو انه سيكون من نصيب الوزير الاسبق ملحم الرياشي.

وتتركز الجهود على رفع حظوظ المرشح الماروني المستقل والخبير الاقتصادي رازي الحاج حيث يوضح المتابعون ان جزءا من الرأي العام المتني سيصوت للائحة القوات والاحرار بفعل الخطاب السياسي السيادي خصوصا بعد استعادة اسلوب الفبركات القضائية وكان آخرها الادعاء على رئيس حزب القوات سمير جعجع.

ويندرج في السياق نفسه نشاط رازي الحاج ومشاريعه واقتراحاته الانمائية والاستشفائية والاقتصادية فضلا عن الكم المتوقع من الاصوات بفعل التحالف مع الاحرار وعدد من الشخصيات المستقلة.

الى ذلك يؤكد المتابعون ان حزب الكتائب سيحصد مقعدين من المرجح ان يعودا الى النائبين المستقيلين سامي الجميل والياس حنكش.

ويعمل الكتائب على تشكيل لائحة تضم رموزا مستقلة ومن صفوف انتفاضة 17 تشرين ومن ابرزها الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان والقيادي الكتائبي والقواتي السابق فؤاد ابو ناضر والناشط في الانتفاضة سمير صليبا والاعلامية ريما نجيم والنائب الاسبق غسان مخيبر...

لم يظهر بعد الام وصلت المفاوضات من هذا القبيل الامر الذي يوحي في حال نجاحه بارتفاع حظوظ لائحة مماثلة بحصد مقعد نيابي ثالث الى جانب مقعدين مارونيين.

اما المرشح ميشال الياس المر فهو ينطلق من ارث زعامة جده النائب والوزير الراحل ميشال المر ومن مظلة والده الوزير الاسبق الياس المر وخدمات عائلته وامتداداتها على مساحة المتن ساحلا ووسطا وجردا وفي كل مفاصل الحياة المتنية.

ويضاف الى ذلك ان المرشح ميشال المر شاب يتطلع الى بناء وطن يترسخ فيه ابناؤه في ظل دولة متطورة وسيدة وواعدة معتمدا على تحالف تاريخي مع حزب الطاشناق ارسى استقرارا متنيا طيلة عقود.

ويؤكد المتابعون ان تحالف المر الطاشناق الذي تكلل بلائحة مكتملة قادر ان يحصد حاصلين خلافا للكثير من التوقعات التي ترجح فوز هذه اللائحة بحاصل واحد.

ستشكل معركة المتن الشمالي محطة مفصلية ستحدد حجم الزعامات والتوازنات على الساحة المسيحية للمرحلة المقبلة خصوصا وان لبنان مقبل على انتخابات رئاسية ومرحلة جديدة وعلى تحديات وصعوبات كبرى.