مباشر

عاجل

راديو اينوما

أوكرانيا: موسكو تدمّر البشر والحجر!

04-03-2022

عالميات

None

لا تتوانى "آلة التدمير" الروسيّة عن قصف الأحياء المدنية في المدن الروسيّة انتقاماً من سكّانها، الذين ربّما أرادهم الكرملين أن يستقبلوا جيشه بالأعلام الروسيّة والورود والأرز، وإذ بهم يُلقّنون "القيصر" فلاديمير بوتين دروساً في الجغرافيا والتاريخ، مسطّرين ملاحم بطوليّة بمقاومتهم التي جعلت العالم يتعاطف معهم وحتّى يُقدّم العون لهم كلّ بحسب قدراته ومصالحه. فما كان من بوتين إلا أن حسم قراره لإخضاع أوكرانيا برمّتها لمشيئته السياسية، وأعطى "الضوء الأخضر" لقوّاته لتغيير "طبوغرافيّة" المدن، فلا يوفّر القصف لا الطبيعة ولا الحجر ولا البشر... في كييف وخاركوف وخيرسون وماريوبول وغيرها. لكنّ تشيرنيغيف، وهي واحدة من أقدم المدن في البلاد وتشتهر بكنائسها الأرثوذكسية الكثيرة، تربّعت بالأمس على رأس لائحة المستهدفين، حيث سُجّلت فيها مجزرة مع سقوط 33 قتيلاً في غارة روسية أصابت مدرستَيْن وأبنية سكنية، حيث أظهرت مشاهد نشرها جهاز حالات الطوارئ دخاناً يتصاعد من شقق مدمّرة وركاماً على الأرض ومسعفين ينقلون جثثاً.

وفي خضمّ هذه المشاهد التي تهزّ أوروبا وتُدمي القلوب حول العالم، يعتمد الجيش الروسي سياسة "الأرض المحروقة"، كما اعتاد أن يفعل سابقاً، للسيطرة على المدن الإستراتيجية بقوّة "الحديد والنار". وبعدما سيطر على مدينة خيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم إثر قصف عنيف، دعا رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاغوتا عبر "تلغرام" السكان إلى البقاء في منازلهم، وقال: "المحتلّون هم في كلّ أحياء المدينة". وإلى الشرق في ماريوبول، اتهم عمدتها فاديم بويتشنكو عبر "تلغرام"، روسيا، بأنها تُريد محاصرة المدينة، وقال: "لقد دمّروا الجسور ودمّروا القطارات لمنعنا من إخراج نسائنا وأطفالنا ومسنينا... إنّهم يسعون إلى فرض حصار، كما حصل في لينينغراد"، أي مدينة سان بطرسبرغ حاليّاً والتي تعرّضت لحصار مأسوي ضربه الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.

لكن الجيش الأوكراني أفاد بأنّ هذا الميناء الأوكراني الكبير على بحر آزوف والذي يُشكّل موقعاً إستراتيجيّاً لتقدّم الجيش الروسي لا يزال يُقاوم. وعلى جبهة أخرى من البلاد، وتحديداً في الشمال الشرقي، ما زالت مدينة خاركوف تتعرّض لقصف مكثّف، خصوصاً أنّها كبّدت الجيش الروسي خسائر فادحة في محاولاته للسيطرة عليها. وعلى بُعد مئتَيْ كيلومتر جنوباً، تستعدّ مدينة دنيبرو الصناعية لهجوم روسي، حيث انصرف سكّانها إلى التحصّن بأكياس الرمل وتحضير قنابل "مولوتوف"، كما فعل سكّان كييف التي تتعرّض لقصف هائل.

كذلك، سُجّل وجود للقوات الروسية قرب زابوريجيا، على بُعد مئتَيْ كيلومتر جنوب دنيبرو، حيث تقع أكبر محطة نووية أوكرانية، في وقت توافق فيه المفاوضون الروس والأوكرانيون على إقامة "ممرّات إنسانية" لإجلاء المدنيين. لكنّ مستشار الرئيس الأوكراني العضو في الوفد المفاوض ميخايلو بودولاك كشف أن المحادثات لم تُحقق النتائج التي تحتاجها أوكرانيا بعد، في وقت عرض فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال مكالمة هاتفية مع بوتين الوساطة بين موسكو وكييف، مؤكداً موقف المملكة الداعم للجهود التي تؤدّي إلى حلّ سياسي.

وبينما كشف مفوّض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أنّ مليون لاجئ أوكراني فرّوا في غضون 7 أيام فقط من أوكرانيا إلى الدول المجاورة لها، دانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه الهجوم الروسي على أوكرانيا، محذّرةً من "تأثير هائل" على حقوق ملايين الأوكرانيين ومن أن مستويات التهديد المرتفعة للأسلحة النووية تؤكد وجود خطر على البشرية جمعاء، في حين اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يدعو روسيا إلى "الوقف الفوري لتحرّكاتها ضدّ المواقع النووية الأوكرانية" المهدَّدة بالحرب المستعرة.

وفي الغضون، اعتبر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أنه من الضروري الاستعداد "لحرب طويلة" في أوكرانيا. وأوضح شتاينماير في تصريحات أدلى بها في ليتوانيا، حيث زار القوات الألمانية المنتشرة في هذه الدولة العضو في "حلف شمال الأطلسي"، أنه "لا يرى أي بوادر" تُشير إلى أن "الحرب ستنتهي قريباً"، بينما اتهم رئيس الإستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين الغرب بالسعي إلى "تدمير" روسيا، مبرّراً غزو أوكرانيا بإرادة كييف الحصول على أسلحة نووية. كما كرّر هدف موسكو المتمثل في "نزع سلاح الدولة الأوكرانية واجتثاث النازية منها". علماً أن أوكرانيا لم تُعرب أبداً عن طموحات نووية.

وعلى خطّ العقوبات، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على مسؤولين وأوليغارش روس وعائلاتهم، بينهم الملياردير اليشير عثمانوف والمتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "اللذان يواصلان دعم" بوتين "رغم غزوه الوحشي لأوكرانيا". وأُدرج 8 أفراد إضافيين من "النخبة الروسية" على اللائحة الأميركية السوداء، بحيث تُجمّد أصولهم في الولايات المتحدة ويمنعون من استخدام النظام المالي الأميركي. وحرصت واشنطن على التوضيح أن العقوبات تشمل أيضاً "اليخت الضخم (لعثمانوف)، وهو من الأكبر في العالم والذي صادره للتو حلفاؤنا في ألمانيا" و"طائرته الخاصة، إحدى الطائرات الخاصة الأكبر في روسيا".

والآخرون هم رئيس مجلس إدارة "ترانسنفت" نيكولاي توكاريف، والشقيقان بوريس واركادي روتنبرغ اللذان ينتميان إلى عائلة قريبة جدّاً من بوتين، ورئيس مجموعة "روستيك" للصناعات الدفاعية سيرغي تشيميزوف، ورئيس مصرف التنمية الروسي "فيب" إيغور شوفالوف، ويفغيني بريغوجين الملقّب بـ"طباخ بوتين". كما مُنِعَ 19 متموّلاً روسيّاً و47 فرداً من عائلاتهم من دخول الولايات المتحدة، بحسب البيت الأبيض الذي لم ينشر أسماء هؤلاء. كما طلب البيت الأبيض من الكونغرس 10 مليارات دولار لتمويل خطط المساعدات العسكرية والأمنية والإنسانية والاقتصادية لأوكرانيا.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.