عجز لبنان وتاليا العهد والمنظومة الحاكمة عن وقف الانهيار ووضع البلاد على سكة التعافي استجابة للمطالبات الدولية يتظهر اكثر فاكثر مع مرور الايام، فالصدمات المفتعلة التي تدرجت في الاسبوعين الاخيرين كانت صادمة لأهل الداخل والخارج على حد سواء ، بدءا بالتعيينات العسكرية التي تم تمريرها تهريبا من قبل الحكومة، والالتباسات التي شابت دراسة مشروع الموازنة في مجلس الوزراء، والغموض الذي لف ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، اضافة الى دوران الرئاسة الاولى وفريقها حول الملف الانتخابي تارة من باب الحديث عن غياب تمويل اجراء الانتخابات واخرى باستحضار الميغاسنتر والدائرة 16 لتمثيل المغتربين، واخيرا وليس اخرا المعركة المفتوحة على حاكم المصرف المركزي والمدير العام لقوى الامن الداخلي كلها عناوين صادمة حول تخبط العهد ومنظومته ما زاد من سخونة خطوط التوتر السياسي الداخلي وتشويش الرؤية الدولية لمصير وطن ينحر على كل ساعة بيد أهله والمؤتمنين عليه.    

عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ"المركزية " ان تخبط العهد والفريق الحاكم تخطى في الاونة الاخيرة المستويين السياسي والقضائي ليلامس الخط الامني من خلال التشكيك بالمؤسسة العسكرية وقائدها ولاحقا بقائد الجيش وقوى الامن الداخلي الذي تم أستهدافه وأستدعاؤه الى الاستماع اليهما والتحقيق وهذا امر في غاية الخطورة . من هنا، دعوتنا الجميع الى ترك الاجهزة الامنية بمنأى عن التجاذبات والخلافات السياسية كونها الجسر الوحيد المتبقي من أعمدة الدولة التي تداعت الواحد تلو الاخر وعلى يد المنظومة الحاكمة للاسف . 

أضاف: نحن ندرك أن الدافع الانتخابي هو وراء كل هذا التخبط من قبل الفريق الحاكم ولكن من غير المسموح إطلاقا العزف على الوترين المذهبي والامني من أجل شد العصب الانتخابي لانه قاتل ويكفي لبنان تشرذما وانقسامات عاني منها كثيرا وطويلا نتيجة ما جرته على البلاد من اقتتال ودمار آثارها حاضرة على الارض وفي الاذهان الى اليوم . 

وتابع ردا على سؤال: لا ننتظر من الحكومة العجائب في حين المطلوب منها تحقيق ثلاثة أمور: الموازنة وخطة التعافي والانتخابات، ونحن من الداعمين لها في مسعاها . املنا أن يمد العالم يده لنا من أجل النهوض من الكارثة التي انزلقنا اليها لان دون ذلك لا قيمة لمركز أو منصب مهما كان كبيرا اذا ما بقي المواطن على معاناته،غير قادر على توفير أدنى مقومات الحياة من غذاء ودواء وأستشفاء .