25-02-2022
عالميات
عيون العالم شاخصة على الساحة الأوكرانية. فالضربة الروسية التي كانت متوقعة ستضع العالم بأسره أمام منعطف خطير وقد بدأت الأسئلة ترتسم في الأذهان والتحليلات تكثر. فما يحدث هو في الحسابات الروسية أبعد من مسألة أمن قومي تُهدّده محاولات ضم أوكرانيا الى حلف الناتو. إذ إن هذه الحسابات فيما لو نجح المخطط الروسي على الأراضي الأوكرانية ربما تكون مقدمة لرسم معادلات جديدة تعيد نوعا من التوازن الذي كان قائما قبل إنهيار الإتحاد السوفياتي. ولأن الضربة الروسية تعتبر صفعة قوية لما يسمى النظام العالمي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية، فإن الأسئلة التي تتمحور حولها التحليلات تتركز على الرد المحتمل من واشنطن ومعها دول الغرب، فهل يمكن أن يتجاوز هذا الرد حدود تشديد العقوبات؟ وفي المقابل هل يمكن للاقتصاد الروسي أن يتحمل بدوره مزيدا من العقوبات؟ وماذا لو أدت الحرب الى تمددها وتوسع نطاقها في ما لو تدخل "الناتو" بشكل مباشر لدعم أوكرانيا؟
قد تبدو الصورة غير واضحة تماما ولم تمضِ بعد ساعاتٌ على بداية الضربة، ومع عدم وضوح المدى الذي يمكن أن تبلغه العملية العسكرية الروسية. أما لبنان الذي ينظر بقلق لما يجري في كل ساحة دولية نسبة إلى ما يمكن أن يطاله من تداعيات، تتعدد التحليلات فيه أيضا. وفي هذا السياق اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم في حديث مع "الأنباء" الالكترونية ان "هناك سببين رئيسيين دفعا بروسيا للهجوم على أوكرانيا، الأول تلويح كييف بالانضمام الى دول الناتو، والثاني ضرورة أن يكون لروسيا مدخل على بحر البلطيق. لأن روسيا دولة عظمى ويجب ان يكون لها منافذ إلى كل العالم"، معتبرا أن "الهجوم الروسي على أوكرانيا سيفتح شهية الدول الكبيرة التي تعيش حالة نزاع مع جيرانها كالصين نحو تايوان"، مشيراً في هذا السياق إلى ما يتم التداول به من أخبار عن تجمعات للجيش الصيني للهجوم على تايوان، وكذلك بالنسبة لإيران والعراق.
في المقابل فإن النائب السابق فارس سعيد اعتبر أن العمل الروسي يمسّ بقرار السلام في العالم، معتبراً في حديث مع "الأنباء" الالكترونية أن "روسيا كما إيران تفتعل حالات من عدم الاستقرار لاستدعاء انتباه دول القرار، فتلجأ إلى سياسة تتناقض مع قرار السلام في العالم. وهذه السياسة لا تؤدي طبعا الى نتائج إيجابية"، ورأى ان "من يريد أن يلعب أدوارا كبيرة عليه ان يجعل هذه الادوار مفيدة لا تلك التي تطيح بالقوانين الدولية"، مبديا خشيته من أن يكون ما يحصل "مقدمة لإعادة رسم خريطة كاملة للنظام العالمي من خلال إعادة الحرب الباردة والساخنة، وهذا المعسكر تقوده دول مثل روسيا والصين وإيران تكون وأبرز ارتداداتها حالة عدم استقرار ستطال بالطبع لبنان".
أما في الجانب الاقتصادي، فقد رأى الخبير الاقتصادي أنطوان فرح عبر "الأنباء" الإلكترونية أن "الملف الأول لحرب أوكرانيا وتداعياتها على لبنان هو موضوع القمح. فلبنان يستورد من أوكرانيا 350 ألف طن في السنة، أي أكثر من نصف استيراده. وهذا سيكون له تأثير كبير على الأمن الغذائي، ما يجعل لبنان مضطرا للتفتيش عن مصدر آخر للقمح وبتكلفة أكبر. وأول ما يتبادر للذهن أيضا موضوع النفط حيث ارتفع سعر البرميل إلى أكثر من مئة دولار في أول يوم للحرب، في وقت ما زلنا نفتش فيه عن خطة الكهرباء، خصوصا وأن الغاز مثل النفط سيرتفع سعره أكثر".
ورأى فرح أنه "في المحصلة سنعاني مثل كل الدول التي تعاني التضخم وارتفاع كل المواد الاستهلاكية التي من شأنها أن تسبب ضغطا إضافيا يتأثر به لبنان كما غيره من الدول".
من جهة اخرى، وفي ما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي، اعتبرت مصادر نيابية أن "إعادة طرح "الميغاسنتر" ومناقشته على طاولة مجلس الوزراء كما صرح بذلك وزير الداخلية بسام مولوي، سيكون مؤشرا لأزمة جديدة لصعوبة تنفيذها من جهة، ولمعارضة قسم كبير من الكتل النيابية لها".
المصادر توقعت عبر "الأنباء" الالكترونية حصول "كباش" كبير عليها، "فإذا جرى تمريرها في مجلس الوزراء فإن إقرارها في مجلس النواب ليس بالأمر السهل لوجود معارضة شديدة عليها. وإعادة طرحها في هذا التوقيت الضاغط جزء من السلاح الذي ما زال يستخدمه الفريق الذي يعمل على تأجيل الانتخابات".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار