19-02-2022
محليات
اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي ان “الانسان اي الفرد، سلامته، حريته، كرامته، حقه بالسعادة وتحقيق الذات، اما المجتمع فيعني مجتمعنا الغني بتعدديته، المُصان بروح الميثاق المؤسِّس، تحت حماية الدستور والقانون، وبالنسبة لـ لبنان” اي الوطن والدولة، ذات السيادة الناجزة، التي لا تقبل الشراكة لا بالسلاح ولا بالسيطرة على الحدود ولا بالعلاقات الخارجية”.
واستهل بو عاصي كلمته خلال إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إعادة ترشيحه عن المقعد الماروني في بعبدا من معراب، بحضور الامين العام لحزب “القوات” غسان يارد، الامين المساعد لشؤون المناطق جوزيف ابو جودة، الأمين المساعد لشؤون الادارة وليد هيدموس، معاون الامين العام وسام راجي، منسق منطقة بعبدا الساحل جورج مزهر، منسقة منطقة المتن الاعلى ماري ابي نادر، ورؤساء المراكز وقواتيين.
وتابع، “بشكر جعجع على ثقته المتجددة منذ أكثر من 35 سنة، وعلى الفرصة التي منحه اياها آنذاك كي يقوم بأشرف وأنبل عمل بحياته، يوم انضمامه الى صفوف “المقاومة اللبنانية، اللبنانية وبس”. واعتبر ان “منذ ذلك اليوم أمورا كثيرة حصلت وعناوين كثيرة تصدرت صفحات الصحف الا أن جوهر القضيّة لم يتغيّر: “الإنسان والمجتمع ولبنان”.
واكد ان “هذه ليست شعارات نرددها في المناسبات بل خارطة طريق تُحدِث كلَّ الفرق بين وطن الانسان والحرية والاستقرار وبين التخبط بالازمات المتكررة، دون افق، وصولاً الى جهنم”. واضاف: “بلدنا شهد عبر تاريخه احتلالات كثيرة، بالأصالة أو بالوكالة أو بالتواطؤ أو بالصمت الجبان أو بالمصلحة الأجبن، ولكن الثابتة الوحيدة هي أن كل هذه الاحتلالات زالت وبقي لبنان وشعبه وهويته المميزة في هذه البقعة من العالم، لذا لن نستسلم ولن نتخلى عن الامانة مهما كانت الظروف او الصعوبات. “بتتعب حيطان زنزانة الباطل ونحنا والحق ما منتعب”.
وذكّر ان “يوم مثَّل حزب القوات اللبنانية، كوزير للشؤون الاجتماعية، تحدث كثر، مشكورين، عن نموذج أداء وزراء القوات”، اشار بو عاصي الى ان في الوقت نفسه “أدرك، من قلب السلطة التنفيذية، إنّ شلل الدولة، سببه الأساسي، عدم النيّة بقيام دولة فعليّة، وليس استحالة قيامها”.
وأردف، “في إحدى جلسات مجلس الوزراء التي شاركت فيها مع زملائي، مع حفظ الالقاب، غسان حاصباني وملحم رياشي، حٌكي عن باريس 4 قبل ان يصبح اسمه “سيدر”، ذكّرت يومها المجلس ان هناك قرى، على تخوم العاصمة، تصلها المياه ساعة بالأسبوع كل 50 سنة، وبعد 50 سنة، و 50 موازنة وباريس 1 و 2 و 3، ما زالت تصلها المياه ساعة بالأسبوع. والامر نفسه يمكن ان نتحدث عنه في ما خص الكهرباء والبيئة والصرف الصحي والطرقات ونضيف عليها اليوم كوارث الودائع والصحة والمحروقات والتعليم… المشكلة في عمقها سياسية، المشكلة بذهنيّة محاصصة ومنظومة فساد بعيدة كل البعد عن منطق بناء دولة مستدامة تحفظ حق الجميع. المشكلة هنا، لا بالقروض ولا بالهبات ولا بالحصار المزعوم”.
وتابع، “في العام 2018، رشّحني حزبي للانتخابات النيابية، وهنا اشكر واحيي من القلب، كل انسان منحني ثقته، ومن 6 أيّار 2018 حتى اليوم أبذل كل طاقتي وجهدي، يوميا، لأكون أمينا على هذه الثقة، وأردد قول كلمة الحق، ان بالتشريع ومساءلة الحكومة والحرص على المال العام، او بالقرب من الناس، خصوصا في هذه الظروف الصعبة. ومع زملائي في تكتل “الجمهورية القوية” أقول: “الله يقدرنا نعطي اكثر واكثر، لشعبنا الصامد والمتألّم بكرامة”. نحن لسنا مشاريع زعامة، بل نحن مناضلون، نفتخر اننا من النّاس ومع النّاس، وجعهم وجعنا، وفرحهم هدفنا الأغلى”.
واجاب من يسأل على ماذا تراهن “القوات” لخوض مواجهة بهذا الحجم، بالقول، “الجواب نفسه دائماً، “مش على شو مراهنين إنما على مين”، فرهاننا الوحيد هو على ثروة لبنان الفعلية، على الانسان فيه، على طاقته وإقدامه وعلمه وتفانيه في سبيل عائلته وحبّه لوطنه”.
والى “بعبدا الحبيبة”، توجه بو عاصي قائلا، “كم أحب مخاطبتك بالمؤنث لأنك تشبهين سيداتنا ويشبهونك، يا قلعة صمود تمتدّ من الساحل الى أعالي قمم جبالنا، يا خط الدفاع الأول عن عاصمتنا وهويّتنا ورموز دولتنا، يا مقلع الابطال والتضحيات الجِسام، عاشت فيكِ طبقة متوسطة نفتخر بالانتماء لها، كانت العامود الفقري للمجتمع اللبناني، طبقة يشاهدون زوالها اليوم وافقارها مثلما شاهد نيرون حريق روما”.
ولفت الى ان “الخروج من هذه الدوامة القاتلة في يدنا، ويدرك الجميع ان كل مشاكلنا اساسها سياسي، وانعكاسها مالي واقتصادي واجتماعي، وبالتالي الحل المستدام عليه ان يبدأ بالسياسة وتحديداً في الانتخابات المقبلة يوم 15 أيّار”، مؤكدا ان “حزب “القوات اللبنانية” يمكنه ان يحقق الفرق ويحدث التغيير، فهو حزب على مساحة الوطن، وخط مستقيم لا يساوم على الثوابت، ولديه الخبرة والجرأة لإعادة تصويب المسار”.
واعتبر ان “كل صوت مدماك على طريق استعادة الوطن، والخيار الأسوأ في الاستحقاق الانتخابي هو الامتناع عن الاقتراع، اذ يعد ذلك استقالة من المواطَنة وأمرا خطيرا يضرب أسس الديمقراطية، خصوصا في لبنان”. وتمنى على الجميع المشاركة بالعملية الانتخابية، بناءً لخيار سياسي واضح سيكون له تأثير مباشر على مصير البلد.
واشار الى ان “اليأس والإحباط الهديّة التي ينتظرها اعداء بلدنا، فيما لبنان السيادة والتعددية والديمقراطية والحياد والاستقرار والازدهار الهدية التي ينتظرها أولادنا وأحفادنا”، خاتما بالقول: “موعدنا سويا، نحو العودة للهويّة والجذور، نحو التطلّع للمستقبل المُشرق، موعدنا سويا في 15 أيّار”.
أخبار ذات صلة