13-02-2022
مقالات مختارة
رأفت نعيم
رأفت نعيم
عاماً بعد عام، وطيلة 17 سنة، منذ فقدها لإبنها شهيداً لأجل لبنان في 14 شباط 2005، تحول هذا التاريخ بالنسبة لمدينة رفيق الحريري صيدا، الى محطة ثابتة من ضمن محطات وفائها لرفيقها الشهيد، تستعيد فيه تلك اللحظات الأكثر ايلاماً ووجعاً، التي عاشتها ومعها كل الوطن حين تلقت خبر استشهاده.
وتستعيد معها حكايتها مع ابنها البار، بكل ما حفلت به مما حمله لها من حب ووفاء وأحلام وانجازات، تخطت المدينة الى رحاب كل الوطن، وشهدت عليها المدينة، ولا تزال تعيش وهج زمن رفيق الحريري الحاضر دائماً – رغم الغياب - في مدينته وبين اهله ذكرى جميلة، وثوابت وقيماً، وانجازاً يتحدث عن صاحبه، ومسيرة لا تنسى ولا تتوقف بمرور الزمن، ومهما تراكم فوق ذلك التاريخ من تواريخ وأحداث.
وكما في كل سنة تمر منذ الاستشهاد، تشعر صيدا بحجم خسارتها وخسارة الوطن، لهذه القامة الصيداوية الوطنية والعربية والإنسانية، وتدرك بعدما مرت ومر به لبنان طوال تلك السنوات، من كوارث واحداث جسام وملمات، أن من اغتال رفيق الحريري أراد اغتيال وطن، ولا زال يحاول، بعدما نجح في قتل رفيق الحريري جسداً، لكنه فشل ويفشل في قتله نهجاً ورؤية وثوابت، ومحبة مقيمة في القلوب عصية على الإنطفاء.
وهذا العام تحيي صيدا مع كل الوطن ذكرى شهيدها الكبير، بمزيد من التحدي لكل استهدافات الجريمة، وما اريد للبنان باغتيال رجل الدولة والاعتدال والانماء، ورمز استعادة دور ووظيفة لبنان الرسالة في هذا الشرق والعالم، لتكمل المسيرة مع حامل أمانة هذا النهج نجل الرئيس الشهيد سعد الحريري، مؤازرة له في كل موقف شخصي او وطني، يتخذه ولو كان قرارا بتعليق المشاركة في الحياة السياسية، والانتخابات النيابية لأن سعد اكد انه سيبقى مع الناس والى جانبهم، ومحبو الرئيس الشهيد وجمهور سعد الحريري في صيدا كما في باقي المناطق مؤمنين بأن "الحريرية د" ليست مقعداً نيابياً او حكومياً، وانما هي مدرسة في حب الوطن، وفعل ايمان به وتضحية من اجله.
ولعل صيدا وابناؤها، اكثر من يتمسك بهذه المدرسة وهذا النهج، لأنها مسقط رأس الحريرية وحاملة رمزيتها الأولى، فمنها انطلق رفيق الحريري في مسيرته الإنسانية والوطنية
وصيدا وأهلها اكثر من يدرك ان سعد سر أبيه، ويسير على خطاه في خدمة وطنه من موقعه في قلوب الناس، قبل أي موقع آخر ، وهي المدينة التي اختبرت طيلة ربع قرن من الزمن، وقوف الأب الى جانبها بل والى جانب كل لبنان في اصعب المراحل، وفي عز الحروب الداخلية والاجتياحات والاعتداءات الإسرائيلية، مبلسماً الجراح ومزيلاً اثار الدمار ومعيدا البناء ومعلماً عشرات الآلاف من الطلاب اللبنانيين في اهم جامعات العالم، ومقصرا عمر الحرب ومساهماً في إرساء السم الأهلي من خلال اتفاق الطائف ومطلقاً لاحقا مسيرة إعادة الإعمار والانماء، واعادة وتفعيل دور المؤسسات الرسمية واعطاء الزخم للدولة، سياسة واقتصادا وانماء ورؤية ثاقبة للمستقبل، وفي الدفاع عن حق لبنان في تحرير ارضه.
رفيق الحريري في عيون الصيداويين
سبعة عشر عاما وصاحب الذكرى أكثر حضوراً في مدينته صيدا بنهجه وأعماله وانجازاته..
والأكثر افتقادا من أهلها وابنائها، في ظل الظروف والأزمات التي تعصف بالوطن ..
يقول محمد عيد توفيق السن (أبو توفيق ): نفتقد لرجل مثل الرئيس الشهيد رفيق الحريري علم 40 الف طالب، وكان يساعد الناس، و"كان فاتح بيوت مستورة وظبط البلد بعدما كان خربة وبأيامو صار البلد بلد ".
ويضيف : اليوم الناس تفتقده أكثر من أي وقت مضى، لأننا نمر بضيقة كبيرة .." فيه جوع والناس مش قادرة تاكل وتشرب ولا تأمن معيشتها ، وتنكة البنزين بميات الألوف ، والسلطة مقصرة وعاجزة وما قادرة تعمل شيء .. ما بيرجع واحد مثل رفيق الحريري هيدا حلم ومرق".
ويقول عمر عفارة " ما قام به رفيق الحريري لمدينته ووطنه لا احد قام او يقوم به ، أعاد بناء البلد على كل الصعد و"كان بيفكر لبعيد وفتح افق للناس وافكاره كانت بعيدة النظر .. علم تعليم عشرات الاف الطلاب وخرج اجيال الى لبنان والعالم وصاروا بمواقع متقدمة واختصاصات مختلفة" . وبالنسبة لصيدا ما فينا ننسى شو عمل من مشاريع وانماء ، منها قصر العدل والمسلخ والبلدية والمستشفى الحكومي والبولفار البحري وغيرها .. ساعد ناس كتير بالصحة والمعيشة وبفرص العمل .. الله يرحمو " .
ويشير احمد الشريف ( أبو العبد ) الى انه " لما منذكر رفيق الحريري منتذكر كل شي حلو ومنيح للبلد ، عمّر مساجد وكنايس ووقف الحرب وعلم 35 الف طالب .. وما بعتقد انو الزمن رح يجود بمتلو بعد ..".
ويقول " مسيرة رفيق الحريري انشالله باقية مع ى العائلة ملتفة حول مشروعه"١.
ويوافق معه أبو شفيق سكاكيني بالتأكيد على ان لا شيء يمكن ان ينسينا رفيق الحريري " اللي ما كان يفرق بين انسان وانسان وكان عندو حب العطاء والمساعدة للناس ".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار