توقّف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، عند إثقال كاهل المواطن بالضرائب والمدفوعات، وآخرها حديث عن رفع سعر الكهرباء الغائبة عن البيوت والشوارع، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن تطالب الدولة بحقوقها، إنما بعد أن تعطي المواطن حقوقه، وبعد أن تقوم بكامل واجباتها.
وسأل خلال العظة :" من أين سيدفع المواطن الزيادات المرتقبة وهو غير قادر على إطعام أولاده؟ هل المواطن مسؤول عن انهيار الدولة وإفلاسها، وعن تدهور سعر الليرة، وعن ضياع أمواله؟ أليس واجبا على الدولة أن تضع حدا للفساد في إداراتها، وأن تضبط حدودها وتوقف الهدر والتهريب، والتهرب الضريبي والجمركي، وأن تغلق الصناديق غير النافعة، والمجالس غير المنتجة، وتجبي مستحقاتها، من ضمن خطة إصلاحية واضحة، ورؤية اقتصادية مدروسة، وتخطيط ضروري لإنقاذ البلد؟ أليس على الدولة أن تؤمن لمواطنيها أبسط مقومات الحياة قبل أن تزيد الضرائب؟"، مؤكدا على أنه على الدولة أن تكون الأم والملجأ لا الجلاد.
واستذكر المطران عوده ما حصل في الرابع من آب والضحايا والآلام والدمار الذي خلفه هذا التفجير، لافتا إلى أنه تكاد تنقضي السنة الثانية ولم تكشف الحقيقة بعد.
ورأى عوده أن السياسيين اللبنانيين استكثروا حقيقة ما جرى على العائلات المفجوعة، وما زالوا يعرقلون مجرى التحقيق، ويمنعون ظهور الحقيقة، متسلحين بالقانون الذي لم يحترموه يوما، غير مدركين أن الرحمة في مثل هذه الحالة تتقدم على القانون، ومن يدعي العمل من أجل الشعب عليه أن يكون في خدمة الشعب. ما ينقصنا هو المحبة والرحمة والتضامن، والوطنية الصافية غير المشوبة بالمصلحة والأنانية والفساد. الأخوة الصادقة تنقذ بلدنا من كل شر متربص، أما التناحر الدائم فلا يجدي نفعا، بل هو تأكيد على أن كل طرف لا يأبه إلا لأناه، ولا يهمه أمر الشعب المسكين المجرح".