06-02-2022
محليات
بعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، قال صفي الدين: "البعض يطرحون في كل يوم وكل ساعة الكثير من الأكاذيب والتهم الباطلة بوسائل الإعلام ومن خلال الحملات المضللة السياسية والإعلامية والنفسية، تخفي وراءها حقيقة واحدة يجب أن يعرفها الجميع، وهي إيقاف المقاومة تحت عنوان أن البلد بحاجة إلى إنقاذ، وهم في الحقيقة يطلبون من المقاومين والمضحين وعائلات الشهداء واللبنانيين الشرفاء، أن يلتحقوا بركب المطبعين الأذلاء في هذه المنطقة".
وأضاف: "جاءت الأوامر من الملوك والأمراء بأنه يجب على الجميع بأن يسيروا بركب التطبيع، ولكن هل هناك عاقل يتخيل في هذه المنطقة وفي هذا العالم أننا سنقبل أن يكون لبنان في ركب هؤلاء، لا سيما وأن إسرائيل الغاصبة قتلت ودمرت وعادتنا وتعادينا وتستهدفنا وتهددنا بنفطنا ومياهنا وأرضنا ووجودنا وسيادتنا"، متسائلا: "هل نسينا 17 أيار وما قبله، وبالأمس دولة رئيس مجلس النواب تحدث عن ذكرى 6 شباط، فهل نسينا كل تلك المؤامرات التي تم غزو لبنان من أجل أخذه إلى مكان آخر"، مشيرا إلى أننا "في تلك الأيام كنا أضعف، ولم تكن المقاومة منتصرة ومحررة ونموذجية أذلت وأخضعت إسرائيل، ورغم هذا كله لم نقبل، واليوم نحن أقوى ومنتصرون، فهل يتخيل هؤلاء أننا سنقبل السير بركب التطبيع، فهؤلاء يتخيلون ويتوهمون، وهذا هو أحد أهم أبعاد هذا الصراع وعناوين قلب المفاهيم والتخبط الذي يحتاج إلى علم ومعرفة وموضوعية".
وشدد على أن "الذين يستغلون أوجاع الناس من أجل أن يقولوا لهم أن المقاومة هي المسؤولة عن كل مصائب وشنائع هذا البلد، هؤلاء يتحدثون بخطاب خبيث، يخدمون فيه من يريد أن يأخذ لبنان إلى ضفة الاستسلام والخضوع، وحينما يصبح لبنان (وهذا لن يحصل) في ضفة الاستسلام والخضوع، فهذا يعني أن النفط والمياه والسيادة والمستقبل في لبنان باتوا في خبر كان".
وقال: "هناك خلاف في لبنان وهناك آراء، ونحن نعترف أننا نختلف بالرأي وبالموقف مع الذين يريدون أن يعالجوا القضايا المالية والاقتصادية بالعقلية الماضية، وهذا أحد أهم أوجه الخلاف"، متسائلا: "لماذا يدعوننا البعض في لبنان من جديد إلى اعتماد السياسات الماضية نفسها طالما أن جميع اللبنانيين سلموا واعترفوا أن السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة، البنكية وغير البنكية، أودت بلبنان إلى الهاوية".
ودعا إلى "تغيير واقعي وحقيقي، وأن يكون الحل والعلاج المالي والاقتصادي والمعيشي معتمدا أولا وقبل أي شيء على اللبنانيين أنفسهم، وأن تكون الخطط والبرامج من وحي العقل اللبناني، وأن يكون المال الذي نأتي به للمعالجة أساسا من إنتاج الابداع اللبناني، وهذا يحتاج إلى مشوار طويل، ويجب أن نسلك هذا الطريق طالما أن التعب قائم على أي حال"، لافتا إلى أن "الطرف الآخر في لبنان عندما يهاجمنا يتهمنا بأننا نقفل عليه باب الخارج، وهذا يعني أن هؤلاء مسلمين بأن الحل يكمن بالخارج وليس بالداخل، وهذه نقطة ضعف قوية في ثقافة هؤلاء وفي ما يدعون إليه".
وختم صفي الدين مشددا على "وجوب أن يعتمد لبنان على نفسه، وأن يكون جيشه الوطني قويا ومستقلا، وأن يكون اقتصاده وطنيا ومستقلا، وأن لا يخضع لا لجشع البنوك ولا لطمع هؤلاء المتوحشين الذين لا يشبعون، فلا يصح لأحد أن يطلب منا العودة من جديد إلى التجربة نفسها، وهذه أحد عناوين الخلاف الأساسية بيننا وبين هؤلاء، وهذا هو مقتضى العلم والمعرفة والموضوعية، وهذا ما دعونا إليه وما ندعو إليه من جديد".