بينما فشل التحالف العربي بقيادة السعودية حتى الآن، في هزيمة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران والتي أطاحت بالحكومة اليمنية واجتاحت العاصمة صنعاء، منع الإماراتيون المتمردين من الاستيلاء على الجنوب، بما في ذلك ميناء عدن الحيوي.

وبعد هذا النجاح، سحبت الإمارات معظم قواتها من اليمن في خريف عام 2019.

لكن يبدو أن الإمارات العربية المتحدة اكتشفت مؤخرا أنه ليس من السهل الخروج من الصراع في اليمن، حسب مقال رأي في "بلومبيرغ"، أشار إلى أن "شعورها بالإنجاز تزعزع الشهر الماضي، عندما شن الحوثيون سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على أبوظبي". 

من جانبه، يقول الكاتب والباحث الإماراتي، حميد الزعابي لموقع "الحرة" إن "انسحاب 2019 كان عملياتيا، لكن قوات الإمارات موجودة داخل اليمن، لأنها ضمن منظومة التحالف العربي". 

وأكد أن "الإمارات والسعودية جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة وليس من المتوقع أبدا أن تترك أبوظبي التحالف وتدع الحوثيين يعبثون بأمن المنطقة والشعب اليمني". 

وتسببت الضربة الحوثية الأولى على الإمارات، في 17 يناير، في اندلاع حرائق في المطار ومنطقة صناعية قريبة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. 

والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية، "اعتراض وتدمير 3 طائرات مسيرة معادية اخترقت المجال الجوي للدولة."

ويقول الزعابي إن "الهجمات التي شنتها ميليشيات الحوثي على الإمارات، ليست غريبة عليهم، فهم يقتلون أبناءهم وشعبهم في عقر دارهم، وهجومهم كان متوقعا، ولذلك منظومة الدفاع كانت بالمرصاد". 

ويرى الكاتب بوبي غوش في المقال في "بلومبيرغ"، إنه "على الرغم من اعتراض أنظمة الدفاع الصاروخي الإماراتية والأميركية هجومين لاحقين، وصلت الرسالة من اليمن بصوت عال وواضح، وهي أن الإمارات في مرمى أهداف الحوثيين". 

ويضيف "ريما يريد الحوثيون من الإماراتيين كبح جماح ألوية العمالقة التابعة للحكومة اليمنية التي دربتها الإمارات العربية المتحدة، بعد أن عانوا من الانتكاسات الأخيرة في ساحة المعركة". 

لكن الزعابي يؤكد في حديثه مع موقع "الحرة" أن هذه الهجمات والصواريخ "لن تؤدي أبدا إلى ليّ ذراع الإمارات للخروج من التحالف، بل إن الإمارات لديها قوة عسكرية رادعة للرد على أي تهديد من شأنه أن يطال أمن واستقرار البلاد، وتستطيع أن تخمد هذه المحاولات". 

وقال إن "الانسحاب من حرب اليمن من وجهة نظري غير وارد، قد يكون فقط هناك إعادة تموضع كما كان في 2019، لأن الحوثيين لا يشكلون هذا التهديد الكبير، فأغلب المناطق اليمنية أصبح التحالف يسيطر عليها ما عدا بعض المدن المحدودة ".

بينما يشير غوش أيضا إلى أن هذه الهجمات الحوثية، تزعزع المركز المالي والاقتصادي الذي تتمتع به الإمارات، وكونها واحدة من أكبر المراكز التجارية في العالم"، مضيفا أن الإمارات قلقة للغاية من هذه الهجمات وسببت الذعر لها. 

لكن الزعابي يقول بسخرية "من هم الحوثيون حتى يستطيعوا أن يهددوا الإمارات أو يؤثروا على منظومة الاقتصاد، هذه الصواريخ لم تطل شعرة من أي مواطن في الإمارات، والدفاع الجوي كان بالمرصاد". 

وأضاف "بالعكس، الإمارات لا تلتفت لهذه المجموعة، نعم هم يشكلون تهديدا، لكن الإمارات ستعمل على تحرير اليمن من هذه الميليشيات المرتزقة، وهذه ليست حرب الإمارات وحدها، بل حرب المنطقة بأكملها"