01-02-2022
محليات
في قراءة تجريها اوساط سياسية معارضة للعهد وتياره الحر، تعتبر أن كل خطوة يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل منذ إدراج إسمه على لائحة العقوبات الدولية تصب في إطار إعادة لملمة أوراقه السياسية التي باتت شبه محترقة مع الحلفاء قبل الخصوم. حتى أنه لا يوفر وسيلة للدخول إلى معركة الإنتخابات النيابية المقبلة بأقل رصيد من الخسائر التي باتت واضحة بعدما فقد رصيده في الداخل اللبناني كما في المحيطين العربي والدولي ولو كلفه الأمر كما تقول لـ"المركزية" زيارة دمشق ووضع يده في يد نظام أعدم عناصر الجيش في وزارة الدفاع في 13 تشرين الأول 1990 ولا يزال ينكر وجود معتقلين في أقبية سجونه. وينقذه في ذلك أنه صهر العهد وهو يدرك ذلك وعلى هذه الصخرة يبني آماله وطموحه الرئاسي الجامح للوصول إلى قصر بعبدا.
آخر المحاولات كانت زيارة وفد من التيار برئاسة نائب الرئيس للعمل الوطني الوزير السابق طارق الخطيب دمشق يوم الثلاثاء 25 كانون الثاني الماضي بدعوة من الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال، الذي التقاه بحضور الوزير السابق مهدي دخل الله في مبنى الحزب في العاصمة السورية.
في الظاهر، تضيف الاوساط، قيل إن الهدف من الزيارة تطوير العلاقات بين البلدين وتوحيد المواقف "لمواجهة التحديات المشتركة التي تهدد الشعبين اقتصاديا وسياسيا". إلا أن اللقاء مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي عبر عن محبة سوريا قيادة وشعبا لشخص الرئيس ميشال عون ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق، كما لرئيس "التيار الوطني الحر"، ومثنيا على ثباته في المواقف الوطنية بالرغم من الضغوط التي تعرض لها في الداخل كما من الخارج" كشف المستور وبدا واضحا أن الهدف تعبيد الطريق لزيارة باسيل دمشق وترتيب تحالفاته مع حلفاء دمشق الذين وضعوا باسيل على اللائحة السوداء لخوض معركته النيابية بأقل ما يمكن من الخسائر.
وفي وقت يتحضر باسيل لزيارة دمشق جاءت الشكوى التي تقدم بها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب إلى مجلس الأمن بشأن الخرق الإسرائيلي للأجواء اللبنانية خلال الغارة على سوريا علما أن الخروقات الإسرائيلية بحرا وجوا تسجل يوميا ولا من يشكو! أيضا ليست المرة الأولى التي تطلق فيها الصواريخ باتجاه سوريا من الأجواء اللبنانية فلماذا سارع الرئيس ميشال عون إلى تقديم شكوى الى مجلس الامن؟ وما هي ابعادها في التوقيت بحيث جاءت بعد زيارة وفد التيار الى سوريا ولقاء المقداد وما تردد عن زيارة لباسيل؟
العميد المتقاعد جورج نادر اعتبر أن طلب الرئيس عون من وزير الخارجية بو حبيب تقديم الشكوى من دون المرور برئاسة مجلس الوزراء يعبّر عن الأزمة التي يعيشها النائب جبران باسيل، ولفت عبر "المركزية" الى أن "الهدف من الرسالة تعبيد الطريق أمام النائب جبران باسيل لزيارة سوريا وتعزيز أوراق تحالفاته بعدما فقد صدقيته في البيئة المسيحية كما السنية وحتى داخل البيئة الشيعية التي بدأت تعبر عن امتعاضها من مواقفه تجاه حليفه حزب الله". ولا يستبعد نادر أن يكون الوفد قد بحث في العمق مسألة "إعادة نسج التحالفات وتمرير صفقة بند اقتراع المغتربين على أساس 6 دوائر وليس 128 مقعدا بعدما لمس باسيل أن ورقته الإنتخابية في الإغتراب اللبناني خاسرة".
وإلى تسليف السوريين موقفا من خرق الطائرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية، يؤكد نادر أن المباحثات بين الطرفين تركزت حول إمكانية ضغط الجانب السوري على حليفه سليمان فرنجية لضم باسيل على لوائح التحالفات "لكن مجرد شحذ باسيل ورقة تحالف من سليمان فرنجية، فهذا بحد ذاته يؤكد سقوطه واهتزاز قاعدته الشعبية. ولن ننسى طبعا تحالفاته مع غريمه نبيه بري في الدوائر المختلطة وموافقة الأخير كونه سيشكل لوائح مشتركة مع حزب الله". فهل يرضخ فرنجية لضغط الجانب السوري؟ يجيب نادر: "حتى اللحظة يرفض فرنجية التحالف مع باسيل في دائرة الشمال الثالثة لكن المسألة غير محسومة وتتوقف على مدى الضغط الذي سيمارسه النظام على فرنجية وكل شيء وارد إلا في ما يتعلق بزيارة باسيل التي باتت مؤكدة إلى دمشق".
قد لا تكون زيارة وفد التيار الوطني الحر إلى دمشق الأولى، وقد لا تكون تمهيدا لزيارة باسيل بحسب نادر الذي يؤكد أن "نواب ووزراء التيار يزورون سوريا أسبوعيا وتكاد "رحلاتهم" على خط بيروت-دمشق تتفوق على تلك التي كان يقوم بها نواب ووزراء وزعماء في عهد الرئيسين الياس الهراوي وإميل لحود. أما الهدف فلا يتجاوز في هذه المرحلة نيل رضى الوالي على حساب الكرامة الوطنية. المهم أن يصل باسيل إلى قصر بعبدا بعدها لكل حادث حديث" يختم نادر.