31-01-2022
من دون تعليق
لم يكد ينسى الشعب اللبناني كيف انبرى أمين عام حزب الله وقيادييه إثر أحداث الطيونة في ١٤ تشرين الاول ٢٠٢١، لتخوين "القوات اللبنانية" ووصفها بتهم الشيطنة والاجرام واتّهامها بالعمل على إحداث حرب أهلية وفتنة داخلية، وكيف قام نصرالله شخصياً بالتوجّه للمسيحيين والقول لهم أنّ "القوات" تُشكّل خطراً على وجودهم، محرّفاً مسؤوليته المباشرة عن الأحداث الدموية، حتّى انتقل الحزب إلى استثمار قرار الرئيس سعد الحريري بالاعتكاف.
بعد قرار الحريري، أطلّ الدكتور جعجع، أسوةً بكلّ القادة السياسيين للتعبير عن موقفه من هذا الحدث، لكن كان لحزب الله دوراً بارزاً في استغلال الجفاء بين قيادة "القوات" و"المستقبل" حيثُ قام بتحريف كلام جعجع عبر حملة إعلامية ضخمة إشتركت فيها صحف مؤيّدة للحزب، وصّف خلالها كلام جعجع كأنّه تعدٍّ على الطائفة السنية مُحملاً إيّاه مسؤولية إنسحاب الحريري من الحياة السياسية، غافلاً عن جوهر الكلمة الأخيرة لرئيس "المسقبل" الذي حمّل فيها حزب الله مسؤولية خروجه من المعادلة السياسية كما عن جوهر دعوة جعجع لوجوب تضافر جهود كافة اللبنانيين في معركة استعادة الدولة.
حملات تحريض الطوائف ضد جعجع، استُكملت هذه المرّة لتطال الطائفة الشيعية مع تحريف كلام القيادي في "القوات" الصحافي شارل جبور، الذي انتقد في مقابلة إعلامية عقيدة حزب الله السياسية بينما سعى الأخير إلى توصيف كلامه بأنّه تهجّم على العقيدة الدينية للشيعة، في حملة غريبة، حصدت استنكاراً واسعاً من العائلة الاعلامية والحقوقية، خاصّةً أنّ الحملة تضمّنت هدراً للدماء.
الأكيد أنّ حملات الممانعة ضد "القوّات" لن تتوقّف والأكيد أكثر أنّ استخدام أسلوب التحريض الطائفي بات نهجاً ثابتاً في خطابات حزب الله، في تبدّل كبير لسياساته التي لطالما ادّعى خلالها نهج الترفّع عن الشحن الطائفي.
أبرز الأخبار