30-01-2022
تقارير
ريتا مقدسي
<p>محررة في اينوما</p>
أعلن رئيس المركز العربي للحوار والدراسات ومؤسس موقع لبنان الجديد الشيخ عباس الجوهري تحالفه مع القوات اللبنانية في دائرة بعلبك-الهرمل، ومعروف عن الجوهري أنه من المعترضين الشيعة وخصوم حزب الله في السياسة.
موقع "إينوما" أجرى مقابلة خاصة مع الشيخ عباس الجوهري المرشح للانتخابات النيابية عن المقعد الشيعي في دائرة بعلبك-الهرمل على رأس لائحة ستخوض غمار المعركة بوجه الثنائي الشيعي حيث اطلع منه على موقفه من مقاومة العدو الاسرائيلي، وعن فرص حظوظه بالانتخابات النيابية المقبلة إلى جانب الأسباب التي دفعته لخوض الاستحقاق الانتخابي بوجه الثنائي-الشيعي.
استهل الجوهري حديثه بالقول: "المقاومة فعل عكسي، موضحاً أنه عندما يكون هناك احتلال تكون هناك مقاومة، أما عندما يكون هناك حدود مضبوطة بقرار دولي وكلا الطرفين ملتزمين بقواعد الاشتباك لا يكون عندها هناك مقاومة وإنما ينبغي علينا أن نأتي إلى بناء الدولة".
لذلك، يتابع الجوهري في حديث لموقع "إينوما" بالقول: "لسنا ضد المقاومة عندما يعتدى على لبنان، أما أن تكون هناك مقاومة في عدم وجود احتلال اسرائيلي فهذه ليست مقاومة انما انتظار لعملٍ ما وبهذا الانتظار لا نستطيع أن نتوقف عن بناء الدولة لمشاريع ما فوق لبنانية".
وأضاف: "إذا كانت المقاومة فقط لحماية الأرض اللبنانية فنحن معها عند اي عدوان لكنها لن تحمل شعار تحرير فلسطين وبالتالي يجب عليها أن تعود إلى الداخل وأن يكون هناك حوار على سلاحها في استراتيجية دفاعية تتبناها الدولة اللبنانية ويكون الجميع تحت هذا العنوان.
وشدد على أننا "مصرون أن يكون هناك حوار بعد الانتخابات مباشرة للبحث في هذه المسائل العالقة التي تعوّق قيام الدولة والتي أوصلتها والمواطن والوطن إلى هذه الحفرة السحيقة من جهنم، فلا يمكن البقاء بحمل شعارات فارغة بل يجب أن نحمل روح الدفاع عن لبنان من أي اعتداء يأتينا ويبقى العمل للمؤسسات الرسمية وللجيش اللبناني والقوى الأمنية ويجب أن تتلقى احتضاناً من الشعب وذلك لعدم الإخلال بالأمن الداخلي أو لأي اعتداء من الخارج وهذا ما نختلف فيه مع حزب الله".
وتعليقاً على فرص حظوظه في الانتخابات، قال الشيخ المعارض للثنائي الشيعي: "هذه أول مرة نستمر في الانتخابات علماً أنّ في الاستحقاق الانتخابي الماضي 2018 لم نستطيع أن نكمل مسيرة التشكيل والدخول إلى الانتخابات نظراً للأفخاخ الأمنية التي نٌصِبَت لنا إلى جانب الأفخاخ القضائية"، مؤكداً على أنّ "حزب الله مارس علينا كل أنواع الترهيب والقمع".
ويتابع في حديثه لـ "إينوما": "المستقبل" الذي كان يقوده نادر الحريري هو الذي وقّع صفقة مع "الحزب" على أن لا يكون الصوت الشيعي الوازن سياسياً المعارض لهم على رأس اللائحة".
وأردف: "يريدون أن تكون الانتخابات "بسيطة" عائلية مناطقية دون بعد سياسي لذلك استجاب لهم الحريري حينها وانقلبوا على كل الاتفاقات التي حصلت وحتى مع القوات، كانوا يريدون الانقلاب عليهم".
وقال الجوهري: "بما أنّ اليوم آل الحريري انكفأو والساحة السنية تشبهنا في مطالبنا وفي نصنا السياسي ورؤيتنا وتتشابك معنا في العمل من أجل بناء دولة حقيقية، أعتقد إذاً أننا سوف نكمل هذا الموسم بروح قوية للوصول إلى يوم الاستحقاق ونقدم للناس رؤيتنا الداخلية والخارجية إذ نحرص على أفضل العلاقات مع محيطنا العربي والدولي.
وأكّد على أننا "لا نريد للشيعة أن يكونوا منعزلين في هذا العالم حيث أن خياراتهم اليوم أوصلتهم إلى حائط مسدود، كما وأننا نعتمد على الحوار حتى مع من نختلف معهم وندعوهم دائماً للحوار ولتقبّل رأي الاخر في وقت ان بعضهم ليس لديه القدرة على الشراكة والتشارك".
وكشف أنّ "البيئة الشيعية بدأت تتحرك باتجاه تلمّس بديل مؤمّن لها ونعتقد أنّ ما نطرحه من بدائل مؤمنة للمجتمع الشيعي واللبناني وبانية للدولة المعروفة بـ الخيمة التي تحمي الجميع"، قائلاً: "رؤيتنا واضحة بمغايرتنا للواقع الشيعي المأزوم".
وعن سؤال حول كيف لرجل دين شيعي أن يخوض غمار المعركة بوجه الثنائي الشيعي، ردّ الجوهري لـ "إينوما" بالقول: "هم اعتمدوا دائماً أسلوباً يتمثل بإخراج كل من يعارضهم الرأي من عباءة الانتماء الطائفي لأنهم يريدون اختصار هذه الطائفة بصورهم".
وأضاف: "صحيح أنا رجل دين بالزيّ الديني لكن كل عملي في المجال العام، موضحاً أنّ "المجال الديني مرّ في حياتي لكن اليوم العمل في المجال العام وأنا مع فصل الدين عن الدولة ولغتي السياسية ليست لغة قائمة على نص ديني إذ أنني لا أتحدث باسم الدين في المجال السياسي وانما كمواطن فرد من هذه المجموعة".
ولفت إلى أنهم "لا يستطيعون أبداً اختزال المشهد الشيعي بأنفسهم، فنحن نمثل واقعاً شيعياً متجذّراً ولدينا شهادات في حماية لبنان ولقد دفعنا أثماناً ولا يمكن لأحد أن يزايد علينا، فأخي استشهد في وادي الحجير ابان الاحتلال الاسرائيلي، أما وهذا الاحتلال قد زال فينبغي علينا أن نبني هذا الوطن لأن أبنائنا دفعوا حياتهم ثمناً لتحريره فلا يمكن أن نضعه بأيدي اللصوص".
وختم لـ "إينوما" بالقول: "نظراً لحاجة البيئة الشيعية إلى هذا التغيير، نتحالف مع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي وهو معنا على اللائحة لأننا نتشارك معه الحياة المشتركة اليومية بالإضافة إلى حملنا وإياه هموم منطقتنا بعلبك- الهرمل تحديداً ونأمل في أن يكون في يوم من الأيام تحالفاً سياسياً على ثوابت وطنية".
أبرز الأخبار