مباشر

عاجل

راديو اينوما

الراعي: لبنان بحاجة إلى حياة جديدة وفرض الضرائب يتمّ في مرحلة التعافي لا في الانهيار

23-01-2022

محليات

أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّه "في هذا الأحد الثالث بعد الدنح نحتفل "بيوم كلمة الله" وفقًا لقرار قداسة البابا فرنسيس ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. ونفتتح في الوقت عينه "أسبوع الكتاب المقدّس" الذي تنظّمه اللجنة الأسقفيّة اللاهوتيّة الكتابيّة، وجمعيّة الكتاب المقدّس. وموضوعه "الشركة في الكتاب المقدّس"، وأضاف: "علّم القديّس إيرونيموس أنّ الكتاب المقدّس هو كتاب شعب الله. بالإصغاء إليه يُنقل هذا الشعب من الإنقسام إلى الوحدة. فكلمة الله توحّد المؤمنين وتجعلهم شعبًا واحدًا. وعلّم أيضًا أنّ من يجهل الكتاب المقدّس، يجهل الله". وعلّم آباء المجمع الفاتيكانيّ الثاني أنّ "الكنيسة تكرّم الكتب المقدّسة، مثلما تكرّم جسد المسيح نفسه. فهي في الليتورجيا المقدّسة، تتغذّى بخبز الحياة من كلا المائدتين، مائدة كلمة الله، ومائدة جسد المسيح" (كلمة الله، 21). فلنجلس، نحن أيضًا في كلّ يوم أحد إلى هاتين المائدتين المهيّأتين لنا من جودة الله ومحبّته".

وقال الراعي، في عظة الأحد، إنّه "نحن، في لبنان بحاجة إلى حياة جديدة تبثّ روحها لدى المسؤولين السياسيّين، ولدى كلّ المتعاطين الشأن السياسيّ، لكي نخرج من مآسينا المتفاقمة والمتزايدة منذ ما يفوق الثلاثين سنة. هذه الروح تحثّ المسؤولين على إحياءِ المؤسّساتِ الدستوريّة، وانعقادِ مجلسِ الوزراء طبيعيًّا، وإجراءِ الإصلاحات، والاتفاقِ مع صندوقِ النقدِ الدُوَليّ، ووَقفِ الفسادِ، وتوفيرِ الظروفِ السياسيّةِ والأمنيّةِ لإجراء الانتخاباتِ النيابيّة والرئاسيّة في مواعيدها الدستوريّة، واستكمالِ التحقيقِ العدلي الجاري في تفجيرِ مرفأ بيروت"، مؤكداً أنّه "يجب عليهم الإستفادة من الوفود النيابيّة والوزاريّة الصديقة التي تزور لبنان داعمةً له، والتعاون مع هؤلاء الأصدقاء الذين يحاولون إبعاده عن انعكاساتِ ما يَجري في الشرقِ الأوسط وحولِه، وتحييدَه عنها ليعيدَ اللبنانيّون تنظيمَ شراكتِهم الوطنيّةِ واستعادةِ سيادةِ وطنِهم واستقلالِه واستقرارِه. إنَّ جميعَ أصدقاءِ لبنان وأشقّائه المخلصين يؤمِنون بحيادِ لبنان، لكنَّ المؤسِفَ أنَّ هذا المفهومَ المنقِذَ يَغيبُ عن لغةِ المسؤولين اللبنانيّين وعن خِطاباتهم وطروحاتِهم ويُبقون البلادَ رهينةَ المحاورِ الإقليميّة".

 

وأضاف: "لقد سَبق وأعلنّا أنَّ الحيادَ ملازمٌ وجودَ لبنان، وهو مِلْحُ أيِّ نظامٍ سياسيٍّ عندنا، أكان مركزيًّا أم لامركزيًّا أم أيَّ شكلٍ آخَر، ويَحصُرُ الخلافات، ويُزيلُ أسبابَ النزاعات، ويوطّدُ الشراكةَ الوطنيّةَ بين جميعِ المكوّنات ويُنقّي علاقاتِ لبنان مع محيطِه والعالم، ويَضعُه على نهجِ السلامِ الأصيلِ الذي هو أساسُ دورِه ورسالتِه".

 

 

وتابع الراعي قائلاً: "من ناحية أخرى، فيما الحكومة ستقرّ بدءًا من الغد موازنة الدولة، يطلب المواطنون من الحكومة أن تنظر بعدلٍ إلى أوضاعِهم وهم رازحون تحت الفَقر والجوعِ والبطالة وفِقدانِ الضماناتِ الصحيّة. وإنّا نُحِّذرُ من محاولةِ تمريرِ قراراتٍ ماليّةٍ في #الموازنةِ، أو بموازاتِها، تكون أشبهَ بسلسلةِ رُتبٍ ورواتبَ جديدةٍ مُقنّعة، وبفرضِ ضرائبَ ورسومٍ مُموَّهة"، لافتاً إلى أنّ "فرضَ الضرائب والرسوم يَتمُّ في مرحلةِ التعافي لا في مرحلةِ الانهيار، وفي طورِ النموِّ لا في طورِ الانكماش، ويَتمُّ في إطارِ خُطّةِ إصلاحٍ شاملٍ، في ظلِّ سلطةٍ حرّةٍ تَحوذُ على ثقةِ شعبِها وثقةِ المجتمعَين العربيِّ والدُولي. فالإصلاحُ الاقتصاديُّ يبدأ بإصلاحِ النهجِ السياسيِّ والوطنيِّ لا بتكبيدِ الشعبِ ضرائبَ غُبّ الطَلب".

 

وأضاف الراعي: "بعدَ ضربِ النظامِ المصرفي، تأتي مثلُ هذه القرارات لتَزيدَ الانهيارَ الاقتصاديَّ من دون زيادةِ القُدرةِ الشرائيّةِ للعائلات، ولتُشكِّلَ ضربةً قاضيةً لنظامِ الاقتصادِ الحرِّ المنظَّم في لبنان. منذُ نشوء دولةِ لبنان، ظلّت الليبراليّةُ الاقتصاديّةُ سرَّ ازدهارِ لبنان ونموِّه وتقدُّمِه، والمشَجِعَّ على التوظيفاتِ الماليّةِ والاستثماراتِ في جميعِ القطاعات ما خَلق فرصَ عملٍ وتواصلٍ بين الاقتصادِ اللبنانيِّ والاقتصادِ العالميِّ قبل بروزِ العولمةِ. بفضل هذا النظامُ الليبرالي انتعشت الطبقاتُ الوسطى وتَعزّزت قيمةُ الليرةِ اللبنانيّة، وكان لبنانُ في العقودِ السابقةِ في طليعةِ الدولِ المتقدّمةِ من حيث النمو. في الواقع، لم يبدأ الانهيارُ إلا مع إضعافِ الليبراليّةِ اللبنانيّةِ ببُعدَيها الاقتصاديِّ والاجتماعيّ".

 

وختم: "نسأل الله أن يبعث فينا وفي كلّ إنسان الحياة الجديدة من أجل خلاصنا، وبناء مجتمعٍ أفضل وأكثر تقدّمًا وإنسانيّة. له المجد والشكر والتسبيح الآن وإلى الأبد".

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.