10-01-2022
مقالات مختارة
عماد حداد
<p>صحافي</p>
محور اللقاء كان تطوّر خطاب باسيل تجاه الثنائي الشيعي ليلاقي جزءاً أساسياً من خطابهم المعارض لذوبان شخصية التيار الداعمة للمؤسسات الشرعية في نهج "حزب الله" المنفصل عن كل ما يمتّ للدولة وسيادتها وشرعيتها بصلة وهو الذي بنى مشروعيته وخاض حروباً ونفياً واضطهاداً بذريعة حصرية السلاح والقرار بيد المؤسسات والأجهزة الشرعية.
الشخصية البارزة التي رافقت العماد ميشال عون منذ بداية بروز دوره على الساحة السياسية فصل ما بين العلاقة بين باسيل والرئيس نبيه بري من جهة والعلاقة مع "حزب الله" من جهة ثانية، فاعتبر الأولى ضريبة يدفعها مقابل الأرباح التي يدفعها في الثانية، والشق المتوتر بين التيار وحركة أمل هو واقع قديم وراسخ يطفو على السطح أو يختفي بحسب المصلحة التي تجمعهما أو تفرّقهما.
أما في شق العلاقة بين باسيل و "حزب الله" فالأمور مختلفة، ولبّ الأزمة بينهما يكمن في الدعم الذي يتلقاه حلفاء الحليف المسيحيين من الحزب والذي يعتبر باسيل أنه يحصل على حسابه بعد سلسلة النكسات على الصعيد الشخصي لناحية العقوبات الأميركية عليه وعلى الصعيد الشعبي الذي تآكل بسبب دعم التيار والعهد للحزب.
ونفت الشخصية بأن تكون العلاقة التكاملية بين الحزب والحركة هي سبب التوتر ورفع سقف الخطاب الباسيلي فهذه العلاقة المتينة والثابتة يدركها باسيل جيداً وهو على دراية بأن الحزب مستعد للتنازل للرئيس بري سياسياً من حصته لحاجته للمحافظة على الإستقرار في البيئة الشيعية فكيف الحال في التعامل مع الآخرين من خارج تلك البيئة وبالتالي فالأمر محسوم ومفهوم لدى باسيل بشأن وحدة الثنائي وعدم استعداد الحزب للتفريط بها كرمى لعيون أحد.
أما السبب الحقيقي للأزمة الناشئة فهو رغبة باسيل في حصرية العلاقة مع "حزب الله" مسيحياً مستخدماً لهذه الغاية بعبع التمثيل الشعبي "القواتي" المتنامي جسر عبور إلى حارة حريك كخطر مشترك على التيار والحزب معاً وضرورة حصوله على الدعم من دون حدود وشروط كخط دفاع أول ووحيد مسيحياً في مواجهة القوات، خاتماً "بطمأنة" الحاضرين إلى أن باسيل لم يتغيّر وبأن إطلاق الشعارات الرنانة ليست إلا صرخة استغاثة، فالذي تغيّر هو "حزب الله" الذي ألغى الوكالة الحصرية المعطاة للتيار الذي يقدّم التنازلات في معرض المزايدات.
أخبار ذات صلة