يواصل الموفد الرئاسي الفرنسي بيار دوكان جولته، اليوم الثلثاء، من اجل استكمال المساعي الفرنسية لإيجاد حل للأزمة اللبنانية على أن تُقلع طائرته غداً مغادرةً الاراضي اللبنانية بعد زيارة دامت لثلاثة أيام. 

لا شك فيه أن دوكان عاد إلى بيروت كما تركها لا إصلاحات ولا خطة تعافٍ وهدف الزيارة كتلك التي حصلت سابقاً. فهل يمكن توقّع نتائج في ظل هذه الازمة السياسية التي تعصف بلبنان؟ 

يرى الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل في حديث لموقع "إينوما" أن "مجيء بيار دوكان إلى بيروت في زيارة تنتهي غداً لها مدلولات فرنسية وعربية، باعتبار أنّ اتفاق جدة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قد أصدرا بيان جدة الذي يحدد طريقة التعامل مع لبنان ومع الدولة اللبنانية". 

ويتابع أبو فاضل: "نظراً لجدية بيان جدة كانت التصاريح المشتركة في جولة بن سلمان في كل من مسقط وقطر والامارات والبحرين والكويت تدل على أنّ الاتفاق الفرنسي-السعودي هو مبرم حول لبنان، والمطالب من الدولة اللبنانية لإصلاح العلاقات مع دول الخليج لا يمكن الرجوع عنها، فحمل دوكان إلى بيروت ما كان قد حمله ماكرون إلى السعودية وما حمله بدوره أيضاً بن سلمان في جولته الخليجية". 

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل لموقع "إينوما" أنّ "مسألة التئام الحكومة هي من أولويات دوكان إلى جانب الانتخابات النيابية ولكن على أن تُجرى أولاً الاصلاحات مع صندوق النقد الدولي". 

وكشف أنّ "دوكان لمس تجاوباً من المسؤولين المعنيين الذين التقاهم وخصوصاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي". 

واعتبر أبو فاضل أنّ "الطبقة السياسية في لبنان بشكل عام تقول شيء وتفعل شيئاً اخر". 

وتعليقاً على استثناء دوكان لعون من جدول زيارته إلى بيروت وتبرير مصادر القصر الجمهوري هذا التصرف، في حديث صحفي، بأنّ لقاءات دوكان كانت تقنية وتقتصر دائماً على الاجتماع بالوزراء المعنيين بالمساعدات المخصصة للبنان، ولم يحصل يوماً أي اجتماع بينه وبين رئيس الجمهورية، يقول أبو فاضل في حديثه لموقع "إينوما": "بلى" حصل لقاء بين الطرفين في السابق "يسمحولنا فيا"، مبدياً عتبه ولومه على العهد وفريقه الذي لم يتحركوا جدياً بعد انفجار مرفأ بيروت المدمّر للعاصمة مكتفيين فقط بالتلهي بمصالحهم الخاصة بالاضافة إلى الوعود التي قطعها العهد على نفسه وللفرنسيين بأنه سيباشر بالاصلاحات". 

وأضاف: "أجواء قصر بعبدا تشهد احباطاً شديداً جراء استثناء دوكان لعون من زيارته إلى بيروت، وما حصل هو بمثابة إشارة سيئة وغير بريئة من الرئاسة الفرنسية تجاه الرئاسة اللبنانية". 

وختم أبو فاضل لموقع "إينوما" بالقول: "أحزنني كثيراً هذا الامر أي عدم زيارة دوكان لرئيس الجمهورية بحكم موقع الاخير وما يمثله للمسيحيين والموارنة من دورٍ ورمز".