13-12-2021
عالميات
تدفع كل المؤشرات الحالية نحو اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا، وربما تتطور إلى حرب إقليمية، لكن هذا لا يعني أن اشتعال القتال بين أكبر دولتين في أوروبا من ناحية المساحة بات حتميا.
وارتفع منسوب التوتر في الأسابيع الأخيرة مع دفع روسيا بعشرات الآلاف من الجنود إلى الحدود مع أوكرانيا، التي توقعت غزوا روسيا في يناير المقبل.
وتقول تقارير غربية إن موسكو تخطط لهجوم عسكري على أوكرانيا، مما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تهديد الروس بعقوبات غير مسبوقة.
وفي المقابل، ينفي الكرملين وجود خطط لغزو أوكرانيا وتؤكد أن تحركات الجيش لا تهدد أحدا، ويشبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ما يجري من قتال في منطقة دونباس بين القوات الأوكرانية والمقاتلين الانفصاليين الموالين لموسكو بـ"الإبادة الجماعية"،
وهو ما قد يفتح الباب، بنظر البعض، إلى تدخل عسكري روسي في أوكرانيا.
ويقول موقع "ناشونال إنترست" الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية إنه بينما تبدو الوقائع على الأرض قاتمة، إلا أن الأمل لم يفقد بعد.
ويضيف أن روسيا تصعّد كثيرا على الحدود مع أوكرانيا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة الذهاب إلى حرب.
وصحيح أن ميزان القوى يميل لمصلحة روسيا، كما أنها تمتلك سلاحا نوويا بخلاف أوكرانيا المحظور عليها ذلك بموجب اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، لكن كييف عملت على تطوير جيشها وتحديثه خلال السنوات الماضية.
وعملت أوكرانيا بعد حرب شبه جزيرة القرم على تجهيز جيش ضخم ومتطور، ومزود بأسلحة حديثة محلية وغربية، ومن المتوقع في حال تعرضها لهجوم روسي أن تتلقى تسليحا ومعلومات استخبارية غربية.
لذلك، لا يبدو النصر الروسي السريع ممكنا في حالة أوكرانيا كما جرى في حرب جورجيا عام 2008.
وليس واضحا كيف ستكون ردة فعل الرأي العام في روسيا والغرب إزاء هذه الحرب، مع أن التجارب السابقة تظهر أنه لا يمكن الاعتداد باتجاهات الجماهير بوصفها عوامل تقيد بوتن، فعدما اجتاح الجيش الروسي أراض في جورجيا عام 2008 وضم شبه جزيرة القرم في 2014 لم يثر الرأي العام في روسيا ضد بوتن بل زادت شعبيته.
وعلى الصعيد الدولي، عاقب الغرب روسيا بعقوبات خفيفة في 2014، على خلفية ضم شبه جزيرة القرم، لكن آثارها المحدودة شجعت الكرملين على التصعيد أكثر.
ولم تأت العقوبات الأوروبية مثلا إلا بعد أن قتل نحو 200 مواطن أوروبي في قصف طائرة ماليزية، اتهم الغرب موسكو بالوقوف وراء إسقاطها.
ويقول موقع "ناشونال إنترست" إن العوامل الرئيسي التي تحدد السلوك الروسي في التجارب السابقة وسيحدد السلوك الروسي مستقبلا هو تكاليف التصعيد العسكري وردة فعل الجمهور في البلاد، فعلى سبيل المثال رأى كثير من الروس أن تكاليف حربي 2008و 2014 في نطاق المعقول.
وبهذا المنطق، كان سلوك بوتن في الحربين منطقيا.
وبحسب الموقع الأميركي، أن تلافي الحرب المقبلة بناء على استنتاجات الحربين الماضيتين ممكن ويتخلص ذلك في 3 نقاط:
أولا: على أوكرانيا تجنب المواقف التي قد يفسرها الكرملين على أنها ضعف وتقدم "مسوغات شبه شرعية" لشن الحرب بالنسبة إلى الشعب الروسي أو العالم.
ثانيا: على أوكرانيا أن توجه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى موسكو بأن شعبها متحد ومستعد للقتال، وبخلاف حرب جورجيا، يجب التخلي عن فكرة المسارعة إلى طلب وقف إطلاق النار.
ثالثا: يحتاج الغرب إلى الحديث علانية وعبر القنوات السرية مع روسيا بأنه سيفرض عقوبات أكثر من رمزية، وسيتعين على الاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص، أن يتخذ قرارا بشأن ذلك، ولا ينتظر القتل الجماعي لمواطني الاتحاد الأوروبي لفرض العقوبات.
والأمر ليس سهلا، إذ سيكون على عاتق المسؤولين الأوروبيين بذل قصارى جهدهم لتأمين هذه الوحدة، التي تعترضها الخلافات الكثيرة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار