مباشر

عاجل

راديو اينوما

التيار يطعن نفسه أمام الدّستوري

16-11-2021

من دون تعليق

مُراقِب

<p>اينوما</p>

لا ينكر عاقل أنّه من حقّ شتّى فريق سياسي أن يُقدم على كلّ خطوة دستوريّة يرى فيها إجراءً ضرورياً أو فعلاً مركزياً لاستتباب المسلك القانوني في البلاد. من هنا فإنّ تقديم التيار الوطني الحر الطعن بقانون الانتخابات النيابيّة المعدّل أمام المجلس الدستوري هو حقّ مشروع لا لبس فيه شكلاً.

في المضمون، يُترك لـ"الدّستوري" قرار البتّ وفق النّصوص المرعيّة الاجراء؛ لكن لا بُدّ من بسط الركائز الأساسيّة الثلاث التي إنطلق منها "الوطني الحر" على مسيرته السياسيّة لتفنيد مدى إلتزامه بمندرجاتها.

طَعْنُ "التيار" في المهل الدستوريّة التي وسّعت مداها الهيئة العامّة للمجلس النيابي، من باب ادّعائه الحرص على عدم الاطاحة بالمهلة الرئيسيّة وما ينتج عنها من إلغاء حقّ مشاركة فئة عمريّة بلغت السّن القانوني للانتخاب بعد الثلاثين من آذار المنصرم، يُقابله إستعادة سلسلة من الوقائع، حديثة العهد، قاد فيها "التيار" جبهات من التعطيل الممنهج للحكومات، قبل وبعد التكليف وما بعد التأليف، يُضاف لها نسف الجلسات الدستورية في الانتخابات الرئاسية وتطيير المهل المُلزمة لإجراء الانتخابات النيابية الفرعية.

ركيزة "طعن التيار" الثانية، تجسّدت بمطالبته بتمثيل غير المقيمين ضمن الدائرة الـ١٦ عبر إضافة ستة مقاعد على الهيكل الرئيسي للمجلس النيابي عوض منحهم القدرة على المشاركة في اختيار ممثّليهم كلّ حسب مكان سجلّه؛ أمام هذا الحرص الذي يُدّعى خلاله "تأمين مشاركة فعّالة للمغتربين"، يُفاتَش "التيار" عن محاولاته بإلغاء وجود العديد من القوى السياسية عبر تقويض دورها، تحجيماً وعزلاً، من خلال استخدام نفوذه السّلطوي، وتكاد تكون الـOne way ticket للرئيس سعد الحريري عام ٢٠١١ أبرزها، يليها الانقلاب على اتّفاق معراب والعمل على نسف مشاركة "القوّات اللبنانيّة" بالحكومة وفق حجمها التّمثيلي بعد ذلك، وما تلاهما وسبقهما، من تهديد للواء الشهيد وسام الحسن بالتّفحّم بسبب إلتزامه الاصول الامنية في إجراء مقتضيات التحقيق عام ٢٠١٢، وتحذير قائد الجيش اللبناني السابق العماد جان قهوجي من ممارسة الدور المنوط به في فرض الامن عام ٢٠١٥، مروراً بشتم الصحافيين وملاحقة الناشطين واللائحة تطول.

 

ويطعن تكتل "لبنان القوي" بإسقاط التعديل لإقرار المراكز الموسّعة "الميغاسنتر"، ما ينسف بنظره رفع نسبة المشاركة؛ وهنا، أمام إدّعاء النائب جبران باسيل وأعضاء تكتّله الحرص على ترسيخ المشاركة الفعّالة للبنانيين في الانتخابات، يحضر صمته المطبق على ارتكابات حليفه المسلّح التي تُقوّض كلّ حراك إنتخابي مُعارِض في مناطق حزب الله؛ فأين السّعي لتأمين مساواة وطنيّة في حقّ المشاركة لدى اللبنانيين، وأين إجراءات "العهد القوي" لنزع السطوة الامنيّة على مَن يقطن داخل منزله في قلب بلدته بشكل أوّلي؟

 

أمام ما تقدّم، على التيار الوطني الحر الادراك جيداً، أنّ ذروة الفعاليّة في الطّروحات الوطنيّة هي يوم تُقاس في ميزان الذات قبل التّلويح بها خارجاً، وإلّا ستتحوّل الطعنة، طعناتٍ معكوسة، حيثُ لا ترحم سجلّات التاريخ.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.