22-10-2021
مقالات مختارة
على وقع تجميد إيران للشرق الأوسط والعالم، في سجون مناوراتها "النووية" المتواصلة، ضمن إطار التفاوُض في فيينا، أُعلِن عن أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أعطى تعليماته لسلاح الجو الإسرائيلي، للعودة الى إجراء مناورات، وللاستعداد لشنّ هجمات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وذلك بعد عامين من توقُّف تلك التدريبات.
ميزانية
وتتزامن تلك الخطوة مع تعثُّر الجهود الأميركية لإعادة إيران الى طاولة فيينا، وهو ما يزيد من الأصوات المُطالِبَة بوضع خطة عسكرية إذا فشل المسار الديبلوماسي، سواء في الولايات المتحدة الأميركية، أو إسرائيل.
والعودة الى التدريبات على تنفيذ ضربة عسكرية على مواقع نووية إيرانية، تأتي بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على ميزانية بقيمة 1.5 مليار دولار، لتعزيز قدراتها على استهداف البرنامج النووي الإيراني، وسط قناعة أميركية - إسرائيلية، تزداد يوماً بعد يوم، بأن البرنامج النووي الإيراني لن توقفه، ولن تحجّم مخاطره، أي عملية ديبلوماسية أو اتّفاق.
ضغط
وبحسب بعض المراقبين، تضغط إسرائيل من خلال خطواتها تلك، على الولايات المتحدة وإيران معاً، من خلال تركها العمل العسكري حاضراً على الطاولة، في ما لو تمّ الإخفاق بالتوصُّل الى اتّفاق يُلملِم إيران من المنطقة، أو إذا أُنجِزَت تواقيع فيينا بما لا يتناسب مع المصالح الإسرائيلية.
رسم خريطة
شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "رسم الخريطة الجديدة للشرق الأوسط، والمرحلة الجديدة فيه، تتحدّد على طاولة فيينا. ولا يمكن الحديث عن مرحلة إقليمية جديدة بالفعل، إلا بعد انتهاء المفاوضات النووية، سلبياً أو إيجابياً".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "النتائج الإيجابية للمفاوضات، تعني أن إيران ستنتشر في المنطقة أكثر، وستسيطر عليها، بموازاة انسحاب الجيوش الأميركية من سوريا والعراق، وضعف نفوذها وتأثيرها العسكري في الخليج العربي نفسه، أيضاً".
لعبة جديدة
وأكد المصدر "صعوبة التعاطي مع إيران، كثيراً. فهي لاعب صعب جدّاً، ولا أحد يُجيد التعامل معها، إلا إسرائيل وحدها. فكما أن إيران لا تلتزم باتّفاق، وتمارس الإرهاب من خارج كل التوازنات والاعتبارات، نجد أن إسرائيل تضربها (إيران) أيضاً، منذ 42 عاماً، وبكثير من الأشكال، منها اغتيال العلماء، والاختراق الإستخباراتي، وتخريب المنشآت، وسرقة المعلومات، وتحريض المجتمع الدولي عليها، والتسبُّب بزيادة العقوبات. فالنّظام الإيراني يفهم لغة الأمر الواقع فقط، وهذه هي السياسة الإسرائيلية تجاهه".
وأشار الى أن "روسيا لا تقف ضدّ الولايات المتحدة وأوروبا في المفاوضات النووية مع إيران، على عكس ما يظهر من بعض المواقف المُعلَنَة أحياناً. وما يُعرقل العودة الى طاولة فيينا حالياً، هو بداية بروز رغبة إيرانية بممارسة لعبة جديدة، وغير مفهومة بَعْد، في هذا الإطار".
مهمّة مستحيلة
ورأى المصدر أن "العودة الى المناورات الجويّة الإسرائيلية استعداداً لشنّ هجمات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، هي ضغط على مفاوضات فيينا. فإسرائيل قادرة على أن تتحرّك عسكرياً ضدّ إيران دون الحاجة الى إذن، ودون إخبار أحد، ولا حتى الولايات المتحدة، إذا دعت الحاجة الإسرائيلية الى ذلك. والإعلان عن التدريبات هو ضغط إسرائيلي قويّ على طاولة فيينا، وعلى إيران".
وأضاف:"تغيير السياسة الإيرانية هو مهمّة مستحيلة، إذا لم يتغيّر النظام الإيراني. فهذا النّظام قسّم العالم الإسلامي، وزرع الشّقاق بين السنَّة والشيعة، وأطلق العنان للتمييز بين سنّي وشيعي وعلوي ودرزي... وكل باقي الطوائف الإسلامية في الشرق الأوسط. وهذه حالة ما كانت موجودة قبل نجاح "الثورة الخمينية" في إيران، عام 1979".
إسقاط النّظام
وأوضح المصدر أن "الصّراع السنّي - الشيعي الذي تسبّب به نظام "الثورة الإسلامية" في إيران، أوصل منطقة الخليج الى السلام مع إسرائيل. ونظام "الثورة" هذا نفسه، يعمل على فرض مشيئته على كل الشيعة في العالم، سياسياً واقتصادياً ومالياً وعسكرياً ودينياً، بالترهيب والخوف. فكلّ شيعي مُلزَم بتأمين المال لهذا النّظام، ولسياساته، وبأن يحارب في حروبه".
وختم:"ينتشر الفقر، والحاجة الى الدواء والطعام والكهرباء والمياه، والى كل شيء، ويتحوّل الناس الى متسوّلين، في كل مكان يحلّ فيه نظام "الثورة الإسلامية". فيما تسير الحياة بوتيرة طبيعية، في كل مكان لا توجد فيه إيران. فالنّظام الإيراني تحرّكه مجموعة من القَتَلَة، الذين لا همّ لهم سوى تأمين المال لنظامهم، من خارج أي اعتبار للأوطان التي يسيطرون عليها. وهذا الواقع لن ينكسر، إلا بإسقاط النّظام الإيراني".
أبرز الأخبار