15-10-2021
تقارير
ريتا مقدسي
<p>محررة في اينوما</p>
تحولت منطقة الطيونة أمس الخميس إلى ساحة حرب حقيقية، حيث وقعت معارك دموية حادة أنعشت ذكريات الحرب الأهلية لدى اللبنانيين.
المشهد مرعب، زخات الرصاص كانت تنهمر بغزارة كالمطر دون توقف.
توتر بالغ وغير مسبوق شهدته بيروت أمس على وقع تنفيذ أنصار حزب الله وحركة أمل وقفات احتجاجية أمام قصر العدل ومنطقة الطيونة تنديداً بأداء المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في ما يتعلّق بقضية انفجار مرفأ بيروت، غير أن التحركات أخذت طابعاً مختلفاً لتتحول الى إطلاق نار وقذائف من نوع ب7 وصولاً إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين والمسلحين.
وأظهرت فيديوهات نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من “مناصري أمل وحزب الله” يتمترسون في الشوارع ويطلقون النار على آخرين متمترسين في أبنية مجاورة في الطيونة، في مشهدٍ شبّهه اللبنانيون بـ أجواء الحرب الأهلية".
وكثّف الجيش تعزيزاته الأمنية حيث طوّق المنطقة وانتشر في أحيائها وعلى مداخلها وبدأ تسيير دوريات كما باشر البحث عن مُطلقي النار لتوقيفهم.
وهدد بـ”إطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات وباتجاه أي شخص يقدم على اطلاق النار من أي مكان آخر”، ودعا المدنيين إلى إخلاء الشوارع.
طلقات نارية اخترقت واجهات الأبنية ودامت لساعات طويلة، قناصة يطلقون الرصاص عشوائياً، والمشهد الذي لا يمكن وصفه هو حالة الرعب التي سيطرت على التلامذة في إحدى المدارس في فرن الشباك والطيونة-بدارو حيث شكّلت مقاعد الدراسة ملجئ لهم مختبئين تحتها لا يعلمون ما الذي يحصل، والرصاص وانفجارات القذائف تحاصرهم.
هنا تقف الكلمات عاجزة عن التعبير، فأي ذنب ارتكبه هؤلاء الأطفال ليعيشوا ما عاشوه امس ويعيشوه كل يوم؟ ألم تكفهم جائحة كورونا ومكوثهم في منازلهم لمدة سنتين؟ أهكذا يكافئون بالعودة إلى المدارس؟
في الختام، السؤال الذي يحتل الصدارة اليوم: هل ما حصل من اشتباكات يُنذر بإدخال البلاد في أزمة جديدة؟
الجواب رهن الأيام المقبلة.
أبرز الأخبار