مباشر

عاجل

راديو اينوما

فشل المسلمين والمسيحيين في لبنان!

05-09-2021

من دون تعليق

خيرالله خيرالله

خيرالله خيرالله

هل يُمكن للبنان البقاء بشكله الحالي على خريطة الشرق الأوسط... أم هو مهدّد بالزوال؟ هذا السؤال يطرح نفسه بحدّة في مناسبة ذكرى الأول من سبتمبر – سبتمبر، وهي ذكرى الإعلان عن دولة لبنان الكبير. عاش لبنان، الى الآن، مئة سنة وسنة واحدة. لم يعرف أهله المحافظة عليه في ضوء العجز عن فهم اهمّية بلدهم ودوره وتميّزه. لعلّ اهمّ ما عجز اللبنانيون عن استيعابه انّ ليس في استطاعتهم الانقسام داخلياً عندما يكون الموضوع المطروح، هل يمكن تحرير فلسطين انطلاقاً من لبنان، وخوض حروب خاسرة سلفاً نيابة عن آخرين، آخرهم «الجمهوريّة الاسلاميّة» الإيرانيّة؟

دفع اللبنانيون بعد قرن وسنة على قيام لبنان الكبير ثمن غياب المنطق.

لم يفهم المسلمون أنّ لبنان افضل مَنْ يحميهم ويحمي حقوقهم وأنّ ليس ما يدعو الى اعتبار الفلسطينيين جيشهم كي يحصلوا على حقوقهم في بلد كانت فيه الحقوق مصانة للجميع، من دون ان يعني ذلك ان لبنان كان بلداً مثالياً.

 

في المقابل، لم يفهم المسيحيون أنّ رئاسة الجمهوريّة لا تستأهل الاستسلام، لا لمنطق منظمة التحرير الفلسطينيّة في العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم... ولا التحوّل الى أداة لدى «حزب الله» من أجل أن يتمكّن ميشال عون من الإقامة في قصر بعبدا والمناداة باستعادة حقوق المسيحيين.

 

فشل المسلمون في الحصول على ما يعتبرون حقوقاً مفقودة بواسطة السلاح الفلسطيني وفشل المسيحيون في الحصول على أيّ حقوق بواسطة سلاح «حزب الله» الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري» الإيراني.

 

بين السلاح الفلسطيني والسلاح الإيراني، ضاع لبنان.

 

لعلّ أخطر ما يحصل حالياً، إضافة الى انهيار بلد، وهو انهيار لا قاع له، موجة الهجرة الجديدة.

 

لم يعد لبناني يريد البقاء في لبنان.

 

على مَنْ يريد الحصول على تأشيرة أميركية انتظار موعد في السنة 2022... هذا اذا تمكّن من الحصول على مثل هذا الموعد.

 

قبل سنة في مناسبة مئويّة لبنان الكبير حين حضر الرئيس ايمانويل ماكرون الى بيروت بغية المساعدة في تشكيل حكومة جديدة سمّاها «حكومة مهمّة»، ألقى رئيس الجمهوريّة كلمة تعطي فكرة عن غياب الوعي المسيحي لما يدور في المنطقة وداخل البلد نفسه.

 

كتبت وقتذاك: كيف يمكن لرئيس الجمهورية اللبنانية إلقاء خطابٍ طويل في ذكرى مئوية «لبنان الكبير» من دون الحديث الصريح عن المشكلة التي يُعاني منها لبنان واسمها سلاح «حزب الله»؟ لا توجد خدمة يستطيع عون تقديمها إلى لبنان سوى خدمة الاستقالة من موقع رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولايته في آخر اكتوبر 2022.

 

يفترض به أن يفعل ذلك احتراماً للبنان واللبنانيين ولعقولهم، خصوصاً بعد كارثة الرابع من آب ـ اغسطس الماضي (تفجير مرفأ بيروت) التي يتحمّل مسؤوليتها كاملة.

 

بعد قرنٍ على قيام «لبنان الكبير»، هناك مَنْ لايزال يعتقد أن في استطاعته الضحك على اللبنانيين.

 

هناك رئيس للجمهورية عاجز عن استيعاب معنى أن يكون أسيراً لدى «حزب الله» الذي أوصله إلى قصر بعبدا.

 

أن يكون رئيس الجمهورية اللبنانية رهينة لدى «حزب الله» يشكّل دليلاً على أن البلد انتهى.

 

ما يؤكد ذلك الإصرار على تغيير طبيعة النظام بما يتلاءم مع رغبات «حزب الله».

 

هل يمكن القول بعد 100 عام على تأسيس الكيان اللبناني الحالي أن «حزب الله»، الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري» خرج منتصراً على لبنان؟ نعم، خرج منتصراً، خصوصاً إذا سارت الأمور في اتجاه تعديل اتفاق الطائف في ظلّ تفادي أيّ طرح للمشكلة الأساسية التي يُعاني منها لبنان، أي سلاح «حزب الله»، وهو سلاح ميليشياوي ومذهبي... لبنان يحتفل بمرور 100 عام على قيامه بوجود رئيس للجمهورية مَدين بوصوله إلى قصر بعبدا لإيران، ممثلةً بـ«حزب الله» وليس لأيّ طرفٍ آخر.

 

هذا كان قبل سنة. الآن، كلّما مرّ يوم، يتبيّن كم المأزق اللبناني عميق. سيزداد الوضع اللبناني صعوبة في غياب الكهرباء والوقود وانهيار الاقتصاد، بما في ذلك النظام المصرفي.

 

لم تعُد العملة اللبنانية تساوي شيئاً في بلد يفتقد الدواء. بلد يظنّ رئيس الجمهوريّة فيه أن لا حاجة الى حكومة إذا لم يأت مَنْ يؤكّد له أن صهره جبران باسيل سيكون رئيس الجمهورية المقبل!

 

بعد مئة سنة وسنة واحدة، من سوء حظ لبنان أنّه لم يعد همّاً عربيّاً او دولياً.

 

اذا كان لايزال هناك بعض الاهتمام الأميركي، فإنّ هذا الاهتمام تبخّر مع الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

 

سيكون على إدارة جو بايدن الاهتمام في الأشهر القليلة المقبلة في معالجة ذيول الانسحاب الكارثي من أفغانستان.

 

الاهمّ من ذلك كلّه أنّ العرب فقدوا الأمل بلبنان.

 

عربيّاً، لم يعد هناك تمييز بين الدولة اللبنانية ومؤسساتها من جهة و«حزب الله» من جهة أخرى.

 

ضاع لبنان بسبب أبنائه اوّلا. اذا كان الشيعة يعتقدون انّ «حزب الله» سيجعل منهم مواطنين من الدرجة الأولى، فإن اليوم الذي سيدركون فيه انّ كلّ ما يستطيعه هو زيادة البؤس في البلد كلّه بكلّ طوائفه، ليس بعيداً.

 

كلّ ما في الامر انّ «حزب الله» يعمل من أجل إيران ومن أجل ان يكون لبنان ورقة من أوراق التفاوض بينها وبين «الشيطان الأكبر».

 

خسر لبنان نفسه ولم يربح شيئاً.

 

هذا بلد كان مزدهراً وكان طليعياً وكان قبلة العرب والأجانب.

 

كان الجميع يريد المجيء الى لبنان.

 

في 2021 بعد خمس سنوات على وصول عون الى موقع رئيس الجمهوريّة، إيذاناً ببدء «عهد حزب الله»، لم يعد من لبناني يريد البقاء في لبنان.

 

صار لبنان ارضاً طاردة للشعب اللبناني.

لم يعُد من مقوّمات للصمود والتعلّق بالأرض.

صارت الهجرة حلما.

ذلك هو الانجاز الوحيد للعهد القائم الذى سمّى نفسه «العهد القويّ».

إنّه عهد قويّ بالفعل، قويّ على لبنان واللبنانيين وتحويلهم الى مجرّد متسوّلين وأذلّاء في بلدهم لا أكثر.

هل عاش لبنان أكثر مما يجب.

هل مئة سنة وسنة واحدة كثيرة على لبنان واللبنانيين؟

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.