04-09-2021
مقالات مختارة
رست ناقلة نفط إيرانية محملة بالوقود في البحر الأحمر، الجمعة، في طريقها لإيصال حمولتها إلى لبنان عبر سوريا، بمعاونة حزب الله، فيما يشكل اختبارا للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران وسوريا.
ووفقا لصحيفة "غارديان"، فإنه من المتوقع أن تصل الناقلة الإيرانية إلى ميناء بانياس السوري، بداية الأسبوع المقبل، في تحدٍ للعقوبات الأميركية التي تحظر على إيران تصدير النفط، كما تحظر وصول الواردات إلى سوريا.
وتخضع إيران وسوريا لقيود مشددة فرضتها الولايات المتحدة عليهما، لا سيما بالشؤون التجارية.
وبحسب الصحيفة، فإن المرحلة الأخيرة من الرحلة تشكل اختبارا حاسما لعزم واشنطن على الاستمرار في عقوباتها التي أثرت بشكل كبير على إيران، والتي تسعى الإدارة الأميركية لإقناعها بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وكذلك سوريا التي دمرتها الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن أشارت في وقت سابق إلى أنها قد لا تتدخل في رحلة جلب الوقود الذي باتت لبنان في حاجة ماسة إليه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن "الوقود من دولة خاضعة لعقوبات واسعة، كإيران، ليس حلا مستداما لأزمة الطاقة في لبنان".
وأضاف المسؤول أن "لبنان ليس بحاجة للوقود الإيراني. في اليوم الذي أعلن فيه حسن نصر الله استيراد الوقود الإيراني، كانت هناك ناقلتان معبأتان بالوقود خارج مرفأ بيروت. كانتا هناك لأكثر من أسبوع بينما تجادل القادة اللبنانيون فيما بينهم حول أي أسعار صرف يجب استخدامها لاستيراد الشحنات المدفوعة فعلا".
كما نقلت الصحيفة عن العضو في مجلس الشيوخ الأميركي، كريس ميرفي، اقتراحه لخطة تقضي بإرسال الغاز إلى لبنان من مصر عبر الأردن وسوريا، التي قد يتم إعفاؤها من العقوبات في هذه الحالة، إذا رأت الخطة النور.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أشارت، الخميس، إلى أن سفينة إيرانية محملة بالوقود وصلت إلى المياه الإقليمية السورية، حيث من المفترض أن يتم تفريغ شحنتها في ميناء سوري قبل نقلها إلى لبنان.
وقالت وكالة "فارس" شبه الرسمية إن "الباخرة الإيرانية المحملة بالمازوت، دخلت المياه الإقليمية السورية الأربعاء"، مضيفة أن "حمولة الباخرة ستُنقل بالصهاريج من سوريا إلى لبنان، بعد تفريغها في أحد الموانئ السورية".
ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بأنها "مطلعة" لم تكشف عن هويتها، القول إن "سفينتين أخريين ستصلان تباعا بالآلية ذاتها، من دون أن تكشف ما إذا كانت محملة بالمازوت أو بالبنزين أو بالاثنين معا".
وأشارت إلى "احتمال انطلاق سفينة رابعة من إيران قريبا".
وكان وفد من الكونغرس الأميركي قد أكد خلال اختتام زيارته للبنان، الأربعاء، أن "أي وقود يمر عبر سوريا سيتعرض للعقوبات المفروضة من الكونغرس".
وشدد الوفد على أن "حزب الله منظمة تستحوذ على جزء من المال، وهذا لن يحل أزمة الوقود في لبنان"، وتابع "لا أحد يجب أن يعتقد بأن إيران ستحل أزمات لبنان".
وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، ريمون غجر، الأربعاء، إنه لم يتلق طلبا لاستيراد وقود إيراني، مؤكدا بذلك على ما يبدو أن جماعة حزب الله تخطت الدولة في تحركها لاستيراد الوقود من إيران.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية ممتدة قوضت قدرته على استيراد سلع حيوية، بينها المحروقات الضرورية لتشغيل مرافق خدمية.
وتنعكس أزمة المحروقات التي يشهدها لبنان منذ أشهر على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.
وتراجعت خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية للمناطق كافة، ما أدى الى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا.
ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضا إلى التقنين ورفع تعرفتها بشكل كبير جراء شراء المازوت من السوق السوداء.
وقد رفعت السلطات، منذ يونيو، أسعار المحروقات مرتين في إطار سياسة رفع الدعم تدريجيا عن الوقود، مع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان، إلا أن ترشيد الدعم لم يخفف من الأزمة، ولا يزال السكان ينتظرون في طوابير لساعات طويلة لشراء البنزين لسياراتهم.
أبرز الأخبار