02-09-2021
مقالات مختارة
التنسيق الاميركي - الاسرائيلي صلبٌ ومتين ومستمر، حتى انه مرشح ليصبح اقوى في المرحلة المقبلة، ليس فقط لان علاقة جيدة تربط رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت بالرئيس الاميركي جو بايدن، بل لان للدولتين الحليفتين اهتمامات مشتركة كثيرة واستحقاقات كثيرة تتطلب تعاونا بينهما خاصة في المنطقة.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن قضية ايران وحزب الله تتصدر هذه الملفات. امس، حط وفد من مجلس النواب الاميركي في بيروت قبل ان يتوجه الى تل ابيب، وقد حمل رسائل واضحة، بقي الجزء الاكبر منها بعيدا من التداول الاعلامي، وإن كانت مواقف النواب الاميركيين العالية السقف التي اطلقت في ختام جولتهم عصرا، اضاءت على حيز منها.
فالى دعمهم المطلق للجيش اللبناني، حيث كرر "الزوار" اهمية ان يصبح الاخير، المدافع الوحيد عن الاراضي اللبنانية والممسك الوحيد بالسلاح فوقها، كون حزب الله في نظره فصيل ايراني،
نقل الوفدُ اهتمام واشنطن البالغ ببواخر المحروقات الايرانية المتوقع وصولها الى لبنان قريبا. اعضاء الكونغرس قالوا بدبلوماسية "لا حاجة للبنان للوقود الايراني ونعمل على حل لهذه المسألة"، لكن في الكواليس، تكشف المصادر، انهم حذروا من ان هذه البواخر ستعرّض البلاد جديا لعقوبات خاصة اذا اقتربت من الشواطئ اللبنانية. واذ تقول ان افراغها حمولتها في مرافئ لبنان مستبعد وهو خط احمر أميركيا، تشير المصادر الى ان الاميركيين ابلغوا منذ ايام عبر السفيرة الاميركية في لبنان التي زارت الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، وامس ايضا، السلطاتِ اللبنانية بخطورة الخطوة، محذرين من ان الادارة الاميركية لن تتهاون في هذا الموضوع ... وتشير المصادر الى ان واشنطن تنتظر ما سيحصل عمليا على هذا الصعيد في قابل الايام لتبني على الشيء مقتضاه وكل الاحتمالات مفتوحة وواردة في اجندتها للرد والمواجهة والمحاسبة...
واذا كانت الدولة اللبنانية ستعتمد "التذاكي" في مقاربة مسألة النفط الايراني، اذ لن ترفضه ولن توافق عليه رسميا عبر وزارة الطاقة، ما يحميها من العقوبات الاميركية، وهو امر وارد، تشير المصادر الى ان اي تدبير لن يحمي مَن يبيع ويشتري النفط الايراني، كما انه لن يحمي حزبَ الله الذي صمّمت واشنطن وتل ابيب على تحجيمه لبنانيا، وقد برز توصيفه اميركيا من بيروت، بالسرطان امس ومن مطار رفيق الحريري الدولي تحديدا، بما يعني موقعه الجغرافي، وفيما كان وزير خارجية اسرائيل، تزامنا، يصفه بالمنظمة الارهابية المتحكمة بلبنان.
هذه المسألة قد تستغرق وقتا الا انها آتية، تضيف المصادر، بمعزل عما قد تنتجه او لا تنتجه مفاوضات فيينا. فبالوسائل العسكرية والدبلوماسية، سيخوض الحليفان معركة تقليم أظافر الحزب وإبعاده عن حدود الكيان العبري. وفي سياق إعداد العدة لهذه المواجهة، يندرج تزويد بينيت الجانبَ الاميركي بتقارير موثقة عن امكنة وجود مصانع الصواريخ الدقيقية ومخازن الصواريخ والسلاح والانفاق الخاصة بالحزب داخل لبنان والتي تربط مناطق نفوذه بعضها ببعض، كما تحدث عن وصول السلاح الى الحزب برا وجوا عبر طائرات تحط في مطار بيروت بعيدا من اعين التفتيش، لافتا الى ان هناك مسؤولين لبنانيين متورطين في عملية وصول هذا السلاح، ما سيعرّضهم حتما لعقوبات في المرحلة المقبلة، وهو ما لوّح به الوفد الاميركي امس..
هذه الحركة كلها، توحي بأن ثمة ما يطبخ اميركيا وإسرائيليا، للحزب، بما يقلّص نفوذه في لبنان وسيطرته عليه سياسيا وعسكريا...
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار