02-09-2021
محليات
صحيح أن جرعة تفاؤل حكومي قد تم ضخّها على وقع الحديث عن حلحلة وعن يومين حاسمين، وأن الاتصالات التي يجريها المدير العام للأمن العام قطعت شوطًا كبيرًا، لكن التجارب تدفع باتجاه الحذر في التفاؤل إذا ما عدنا بالذاكرة الى مراحل سابقة من تشكيل الحكومات، معطوفة على القول المأثور الذي لطالما كان يردده رئيس مجلس النواب نبيه بري "ما تقول فول ليصير بالمكيول".
ورغم الكلام الذي سمعه وفد الكونغرس الأميركي من رئيس الجمهورية ميشال عون عن التقدم الواضح على خط التشكيل وعن الإصرار على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها في الربيع المقبل وتأكيده على الإصلاحات إنطلاقا من التدقيق الجنائي، غير أن الواقع السائد لا يعطي الكثير من إشارات الأمل، وهو عبّر عنه بيان مجلس المطارنة الموارنة في بعد إجتماعه الدوري والذي تضمن تحذيراً ممّا وصفه بالإنقلاب، متهماً قوى إقليمية "بالتدخل لتغيير الدستور وخلق أعراف جديدة قد تؤدي الى ضياع هوية لبنان".
مصادر بكركي أشارت لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والمطارنة الموارنة "يسعون لخلق نوع من التراكم الذي هو عبارة عن رسائل معينة للداخل والخارج بالتزامن مع زيارة الوفد الأميركي، وبظل غياب معارضة حقيقية، بخلاف ما حصل أيام الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وثورة الأرز، لعل وعسى يساعد هذا النداء لقيام حركة إستقلالية جديدة. لأن المطلوب مواكبة بكركي بحركة سياسية داعمة".
وبحسب المصادر فإن بكركي "تدق ناقوس الخطر من منطلق لبناني وليس مسيحي، لأن خوف بكركي على الهوية اللبنانية"، مشيرة الى أن "البيان يأتي بلحظة شبه إهتمام دولي بلبنان، لاسيما ان هناك احتمالا للقاء يعقد بين الراعي والرئيس الاميركي جو بايدن. لكن ما يجري في افغانستان قد يؤخر هذا اللقاء لكن لن يلغيه، بدليل إهتمام الإدارة الأميركية ومتابعتها لما يجري في لبنان، وهو السبب الذي دفع بكركي للحديث بوضوح بعد سلسلة الحوادث المتنقلة مؤخرا وتخوفها من حصول إنفجار كبير قد لا تعرف نهايته وأن الكل بدا يتلمس هذا الخطر".
في غضون ذلك فإن أوساط الرئيس المكلف أعطت عبر "الأنباء" الالكترونية نسبة خمسين في المئة لصالح تشكيل الحكومة. وقالت إن "الأمور تسير بإيجابية حذرة"، رافضة الدخول في تفاصيل العقد والحقائب حرصاً منها على عدم التشويش على الإتصالات القائمة.
عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني قلّل من نسبة التفاؤل بتشكيل الحكومة، محمّلاً الرئيس عون والنائب جبران باسيل مسؤولية عدم التشكيل "لأسباب لم تعد خافية على أحد"، بحسب قوله، و"هي الأسباب نفسها التي دفعت الرئيس سعد الحريري والسفير مصطفى اديب للإعتذار".
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه
أبرز الأخبار