01-09-2021
صحة
لم يتجاوز العالم حتى الآن التأثيرات الخطيرة لانتشار متحور دلتا، من فيروس كورونا، لتظهر مؤشرات على متحور جديد شكل مصدر قلق للعلماء والأطباء.
وبدأ الحديث عن المتحور C.1.2، رغم أن دلتا هو المهيمن على الإصابات في العالم، بسبب خصائص الانتشار السريع والتحايل على أجهزة المناعة البشرية التي يتمتع بها.
وبسبب ظهور دلتا، انخفضت فعالية اللقاحات المعروفة بشكل لافت، رغم أنها ماتزال ناجحة، بحسب العلماء، في تقليل خطورته.
لكن المتحورا الجديد C.1.2، ظهر في نفس المكان الذي ظهر منه متحور دلتا، بدأ بإثارة قلق العلماء الذين قالوا إنه "قد يكون يحمل متغيرات تساعده على الانتشار" مثل سلفه دلتا.
واكتشف المتحور C.1.2 في جنوب أفريقيا قبل مجموعة بحثية تابعة لشبكة مراقبة الجينوم هناك، التي تضم المعهد الوطني للأمراض المعدية، وجامعات كريسب وكيب تاون وستيلينبوش وبريتوريا و ويتواترسراند، ودائرة مختبرات الصحة الوطنية.
وسجل المتحور أول مرة في مايو الماضي، ورصد منذ ذلك الحين في جميع أنحاء جنوب أفريقيا.
وقالت دراسة أصدرتها المجموعة البحثية إنه "في حين أن المتحور C.1.2 يشترك في عدد قليل من الطفرات الشائعة مع المتحورات بيتا ودلتا، إلا أن المتحور الجديد لديه عدد من الطفرات الإضافية".
وتعتقد المجموعة البحثية، التي قالت إنها ما تزال بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات، بأن المتحور الجديد قادر على "التهرب جزئيا من الاستجابة المناعية"، ولكن على الرغم من ذلك، فإن "اللقاحات ستظل توفر مستويات عالية من الحماية من دخول المستشفى والوفاة".
وحتى الآن، لم تستوف الطفرة الجديدة معايير منظمة الصحة العالمية التي تحدد الطفرات "التي تثير القلق"، أو "الاهتمام".
كما إن الدراسة اكتشفت أن هذه الطفرة لا تؤثر على دقة الاختبارات التي تكشف الإصابة بفيروس كورونا.
ونقلت صحيفة غارديان عن عالمة الفيروسات في جامعة سيدني الأسترالية، ميغان ستين، إن الاهتمام بالمتغير الجديد جاء بسبب الطفرات التي يحتوي عليها.
وأضافت ستين أن "المتحور يحتوي على عدد غير قليل من الطفرات الرئيسية التي رأيناها في المتغيرات الأخرى التي أصبحت فيما بعد ضمن تصنيف "الاهتمام أو القلق".
وقالت إن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يقوم العلماء بالاختبارات المعملية لمعرفة ما إذا كان الفيروس "أكثر أو أقل فعالية".
ويمكن أن تؤدي الطفرات إلى فيروس أكثر ضراوة وقدرة على الانتشار أو الفتك، أو إلى فيروس أضعف.
كما أن بعض الطفرات تؤدي إلى موت الفيروسات المتحورة.
وتوقعت ستين أن "تصمد اللقاحات بشكل جيد" أمام المتحور الجديد C.1.2، لكنها قالت إن الكثير من الدراسات يجب أن تجري للتأكد من هذا، مضيفة أنه "أنه لا داعي للذعر" حتى الآن.
وقال المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا: "نحن نحذر بشأن الآثار المترتبة على المتحور، في الوقت الذي نجمع في المزيد من البيانات لفهم المتحور".
ويشك المعهد بأن "تكون الطفرات الجديدة قادرة على التهرب جزئيا من الاستجابة المناعية، ولكن بالرغم من ذلك، فان اللقاحات ستظل توفر مستويات عالية من الحماية ضد دخول المستشفى والوفاة".
ونقلت رويترز عن المتخصص في الأمراض المعدية، ريتشارد ليسيلز، وهو أحد مؤلفي الدراسة التي أعلن فيها عن اكتشاف الطفرة الجديدة إن "ظهور الطفرة يخبرنا بأن "هذا الوباء لم ينته بعد وأن هذا الفيروس لا يزال يستكشف طرقا لتحسين إصابته لنا".
وحتى الآن، ما يزال متحور دلتا هو البديل الأسرع انتشارا الذي يواجه العالم.
لكن ليسيلز قال إن C.1.2 قد يكون له خصائص تهرب مناعية أكثر من دلتا، استنادا إلى نمط الطفرات الذي يحتويها.
أخبار ذات صلة