03-08-2021
محليات
تجد مصادر سياسية عليمة بأنّه من مصلحة كلّ من الرئيسين عون وميقاتي الإستفادة من الفرصة السانحة أمامهما لتشكيل الحكومة وإنقاذ البلاد بما أمكن، بدلاً من اعتذار ميقاتي والعودة الى التفتيش عن رئيس مكلّف رابع منذ ما بعد استقالة حكومة الرئيس حسّان دياب. فالرئيس عون يريد، من جهة أولى، إنقاذ عهده وبلده الغارق في أزمة إقتصادية خانقة أدّت الى تصنيف لبنان أخيراً من بين الدول المهدّدة بانعدام أمنها الغذائي، بحسب تقرير أخير صادر عن الأمم المتحدة، وأدرجت إسم لبنان، مع الأسف، بين 23 دولة في العالم مثل أثيوبيا وأفغانستان وأنغولا وأفريقيا الوسطى، وسوريا واليمن. أمّا ميقاتي الذي وافق على مهمة التكليف لتبييض صورته أمام الشعب اللبناني، ولكي يستعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان، خصوصاً وأنّه تسلّح بالضمانات الدولية لاسيما الأميركية والفرنسية لتنفيذ هذه المهمة، لن يقبل بأن يفشل ويعود أدراجه خائباً بهذه السهولة.
ولهذا اقترح ميقاتي على الرئيس عون خلال لقاء الاثنين القصير، على ما كشفت المصادر، طرحاً جديدًا فيما يتعلّق بتوزيع الحقائب. وكان أوضح بعد اللقاء بأنّه يتمسّك بالتوزيع نفسه القائم في الحكومة الحالية المستقيلة لكي لا يفتح عليه «وكر الدبابير»، وليس لأي سبب آخر، وقد ميّز نفسه بالتالي عن الحريري بالقول إنّ لكلّ شخص أسلوبه، في إشارة الى أنّه لا يتمسّك بوزارة الداخلية للطائفة السنيّة، كون سلفه تمسّك بها.
وترى المصادر نفسها بأنّ ميقاتي الذي كان أعطى لنفسه مهلة نحو عشرة أيّام للتشكيل بعد لقاء الإثنين، وأبدى تذمّره من البطء الذي يسود عملية التشكيل، إذ كان يعتقد بأنّ المسألة ستكون أسرع، على ما أعلن، وعلى ولادة الحكومة قبل 4 آب للتخفيف بعض الشيء عن الجرحى والمنكوبين من الإنفجار، مشدّداً على أنّ «المهلة غير مفتوحة وليفهم من يفهم»، قد أوحى بأنّه ذاهب نحو الإعتذار قريباً. فنَفَسه ليس طويلاً، على ما فُهم من كلامه، كما كان عليه الحريري الذي لم يتمكّن من التشكيل رغم إبقائه ورقة التكليف في جيبه مهلة تسعة أشهر تقريباً. كما ظهر وكأنّه لن ينتظر جواب الرئيس عون بعد غدٍ الخميس على طرحه الأخير فيما يتعلّق بتوزيع الحقائب ولا سيما الداخلية، رغم تشديده على أنّ البلد بحاجة للإنقاذ وليس للمناكفات حول المحاصصة.
وتقول المصادر بأنّ بداية مسار الإعتذار قد بدأت بوادره تظهر من خلال اللقاء البعيد عن الإعلام الذي عُقد بين عون وميقاتي الأحد الفائت، وعلى إثر ما تنامى الى مسامع ميقاتي من كلام ورد على لسان أحد مستشاري عون بأنّه بالإمكان «تطييره كما طار الحريري»، رغم ذلك، لا يزال على الجميع انتظار اللقاء الخامس لمعرفة إذا ما كان هناك من جواب إيجابي من قبل الرئيس عون لميقاتي، إذ من شأنه أن يضع البلاد على سكّة الإنقاذ، بدلاً من تركها تغرق في المجهول.
أبرز الأخبار