05-07-2021
عالميات
قال المسؤول العسكري الأميركي الذي يشرف على انسحاب القوات من أفغانستان، الجنرال أوستن سكوت ميلر، إنه يجب أن يكون هناك قلق حول تقدم طالبان على الأرض، وفقا لشبكة "سي إن إن".
وأضاف: "يجب أن نشعر بالقلق. إن فقدان الأرض بسرعة يجب أن يكون مقلقًا"، وأشار إلى أنه عندما يشاهد الناس حركة طالبان تتحرك في جميع أنحاء البلاد يفقدون الأمل.
وأعرب ميلر عن قلقه بشأن الوضع الأمني في أفغانستان وأثار احتمال اندلاع حرب أهلية بمجرد رحيل القوات الأميركية، حيث تتحرك طالبان بسرعة بالفعل للسيطرة على مناطق في الأجزاء الشمالية من البلاد، مؤكدا أن الوضع الأمني ليس جيدا في أفغانستان.
وردا على سؤال عن الأمان المستقبلي للذين دعموا الجهد العسكري الأميركي في أفغانستان وسيبقون في البلاد، أجاب ميلر "لا أحب ترك الأصدقاء المحتاجين. وأنا أعلم أن أصدقائي بحاجة".
كانت الولايات المتحدة أعلنت الجمعة، أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان سيتم إنجازه نهاية أغسطس، وذلك بعد ساعات من اعلان مغادرة جميع القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي قاعدة باغرام الجوية، الأكبر في أفغانستان.
وشنت حركة طالبان هجمات متواصلة في أنحاء أفغانستان في الشهرين الأخيرين وسيطرت على عشرات الأقاليم فيما عززت قوات الأمن الأفغانية سيطرتها في محيط المدن الرئيسية.
وستشكل قدرة القوات الأفغانية على المحافظة على سيطرتها في قاعدة باغرام الجوية مسألة محورية في ضمان أمن كابل المجاورة ومواصلة الضغط على حركة طالبان.
سيناريو العراق
وقال الخبير في شؤون أفغانستان، نيشانك موتواني، إن خروج القوات الأجنبية من قاعدة باغرام "يرمز إلى أن أفغانستان وحيدة وتركت للدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم طالبان".
وأضاف: "بعد وصولهم إلى بلادهم، سيراقب الأميركيون وقوات التحالف ما حاربوا بشدة لبنائه على مدى 20 عاما وهو يحترق من بعيد، ويعرفون أن الرجال والنساء الأفغان الذين حاربوا معهم يخاطرون بفقدان كل شيء".
وقال عدد من أهالي باغرام إن الأمن سيتدهور مع مغادرة القوات الأجنبية. وأضاف مطيع الله وهو صاحب محل أحذية في سوق باغرام لوكالة فرانس برس إن "الوضع فوضوي أساسا ... وهناك انعدام أمن شديد والحكومة ليس لديها أسلحة ومعدات (كافية)".
ورأى فضل كريم وهو ميكانيكي دراجات "منذ أن بدأوا الانسحاب، ساء الوضع. ليس هناك عمل ... لا أشغال".
إلى جانب القادة العسكريين، أثار أعضاء في الكونغرس مخاوف بشأن تجدد الإرهاب إذا سقطت الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابل بعد وقت قصير من خروج القوات الأميركية من البلاد.
وأعرب النائب الجمهوري مايكل ماكول، العضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أن أفغانستان يمكن أن تسير في طريق العراق، حيث ضاعف الإرهابيون المتطرفون من نفوذهم في البلاد بمجرد مغادرة القوات الأميركية، مما أجبر الولايات المتحدة على إعادة بعض القوات، على حد قوله.
وأضاف: "كل كبار الخبراء الذين تحدثت إليهم، هذه هي أكبر مخاوفهم"، وتابع: "سيطرة طالبان على الدولة سيمنح القاعدة وداعش ملاذا آمنا". كما توقع "حربا أهلية كبرى" في البلاد، وأعرب عن قلق بشأن السفارة الأميركية في كابل.
وأفادت شبكة "سي إن إن" أن المسؤولين الأميركيين يحدثون خطط الإجلاء الطارئة للسفارة الأميركية في كابل مع تزايد التهديدات الأمنية.
وقالت المصادر إن وزارة الخارجية تستمر بمراجعة خطط الطوارئ الخاصة بالسفارات الأميركية. وأضاف مسؤول دفاعي كبير مطلع على عملية التخطيط أن الجيش الأميركي حدث خططه لمواجهة الطوارئ لعدد من السيناريوهات لإخلاء السفارة والمقاولين والقوات إن تطلب الأمر بذلك.
إجراءات لتخفيف وطأة الخروج
ولتخفيف وطأة خروج القوات الأميركية من أفغانستان، أمر وزير الدفاع لويد جيه أوستن، بسلسلة من الخطوات لإبطاء وتيرة الانسحاب النهائي. ستوفر هذه الإجراءات بعض الوقت لتخفيف الصدمة النفسية للانسحاب على الأفغان، وتمدد المظلة الأمنية الأميركية إلى أغسطس على الأقل، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وسعى الإجراء الأول هو طمأنة القادة الأفغان بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن البلاد في الوقت الذي يقدر فيه محللو الاستخبارات أن الحكومة يمكن أن تسقط في غضون ستة أشهر في غضون ستة أشهر في أعقاب عودة حركة طالبان.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، سيبقى في أفغانستان "لأسبوعين آخرين على الأقل" للمساعدة في نقل المهمة العسكرية الأميركية من القتال إلى هدفين جديدين هما: حماية الوجود الدبلوماسي الأميركي المستمر في كابل، والحفاظ على الاتصال مع الجيش الأفغاني.
أما الإجراء الثاني، هو السماح لقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، بنقل 300 جندي إضافي إلى أفغانستان إذا لزم الأمر للأمن أو حالات الطوارئ، مثل الإخلاء المحتمل للسفارة الأميركية، بحسب مسؤولين في البنتاغون.
كما ستمدد عقود بضع مئات من المتعاقدين مع البنتاغون الذين يقدمون الآن الصيانة الأساسية لمهام إعادة الإمداد للجيش الأفغاني.
وتعتمد القوات الجوية الأفغانية بشكل كبير على المتعاقدين الأميركيين والأجانب الآخرين للإصلاح والصيانة والتزويد بالوقود والتدريب وغيرها من الوظائف الضرورية لإبقائها تعمل.
كما يمنح تاريخ أغسطس الإدارة مزيدًا من الوقت لإيجاد أماكن لإعادة توطين آلاف الأفغان وأفراد أسرهم، الذين ساعدوا الأميركيين خلال الحرب التي استمرت 20 عامًا.
تعرض البيت الأبيض لضغوط شديدة لحماية الحلفاء الأفغان من هجمات طالبان الانتقامية وتسريع العملية الطويلة والمعقدة لتزويدهم بتأشيرات هجرة خاصة.
أخيرًا، إن بقاء الجنرال ميلر لبضعة أسابيع أخرى، وتمديد المظلة الأمنية على الأقل حتى أغسطس، يهدف إلى تقديم دفعة للقوات الأفغانية المحاصرة، إن لم يكن هناك شيء آخر.
أخبار ذات صلة