28-06-2021
مقالات مختارة
شهدت الإنتخابات في نقابة المهندسين إقبالاً لافتاً من قبل القوى التغييرية التي استطاعت أن تحقق فوزاً كبيراً في غالبيّة الفروع السبعة، لتتمكن أحزاب السلطة من الإحتفاظ في فرع موظفي الدولة، في حين خاضت القوات اللبنانيّة منفردة معركتها النقابيّة بهدف "الفوز بشرف أو الخسارة بشرف"، إنسجاماً مع خطابها وهويتها السياسيّة الواضحة، وبعيداً من نسج أيٍّ من التحالفات مع الأحزاب والمجموعات التي لا تشبهها. وقد أثبتت من خلال نسبة الإقتراع أنها تستند إلى قوة انتخابية تكاد تساوي ثلثي بقية الأحزاب مجتمعة وقد حصلت على دعم محدود من تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي. ائتلاف النقابة تنتفض الذي يضم العديد من المجموعات اليساريّة إلى جانب تحالف وطني وبيروت مدينتي فرض شروطه على جبهة المعارضة اللبنانية التي تضم حزب الكتائب اللبنانية وحركة الإستقلال ومجموعات أخرى برزت ما بعد "17 تشرين" والتخلّي عن المهندسين الحزبيين وتقديم آخرين مستقلين قبل التحالف وخوض الإنتخابات بوجه أحزاب السلطة.
قرابة 7650 مهندساً من أصل 47692 من الذين يستوفون شروط الإقتراع، شاركوا في العملية الإنتخابيّة بعيداً عن التشنج والتعطيل المتبع من قبل المسؤولين في السلطة، بعد أن كان العدد يقتصر سابقاً على 3000، لتتمكن لائحة النقابة تنتفض من الفوز بـ 221 مندوبا من أصل 283، و15 مقعداً من أصل 20 في الفروع، وتعزز معها فوز عارف ياسين القريب من النائبة السابقة بولا يعقوبيان والمرشح باسم النقابة تنتفض بوجه المرشح باسم عويني عن تيار المستقبل ومصطفى فواز عن حركة امل في الإنتخابات التي ستجرى لإنتخاب النقيب ورؤساء الفروع وأعضاء الهيئة العامة لمجلس النقابة في 18 تموز.
لائحة المهندس أولاً، التي تضم مجموعة من المهندسين المستقلين القريبين من النائب السابق نعمة افرام، إستبعدت عن لائحة النقابة تنتفض لحصر مرشحيها على المندوبين وحرمانها الحقّ من الترشح إلى المجلس التنفيذي، ما دفعها إلى خوض الإنتخابات منفردة منعاً للدخول في إئتلافات تنعكس سلباً عليها في الإستحقاقات المقبلة.
الإنتخابات وإن كانت نقابيّة إلا أنها إستدعت حضور العديد من الوجوه التي تسعى إلى خوض الإنتخابات النيابية، لتشكل النقابة فرصة لهم يتلمسون معها نبض الرأي العام وجهوزيته لمواكبتهم في المرحلة المقبلة كما يردد العديد من المهندسين والمتطوعين المندفعين لنقل الثورة من الشارع إلى المجالس النقابيّة ومنها إلى البرلمان، مؤكدين أنّ التغيير قد بدأ فعلاً من القاعدة وهذا التغيير لن تقف بوجهه أحزاب السلطة التي تعمد إلى إلهاء الناس بالهموم المعيشيّة ومحاولة كسر إندفاعتهم التغييرية التي انطلقت في "17 تشرين".
هذه الإنتخابات ستكون أساس المعركة التي ستجري بعد شهر لانتخاب رؤساء الفروع والنقيب.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار