21-06-2021
محليات
أكد رئيس “الكتائب” النائب المستقيل سامي الجميّل أن “الخط الذي سارت عليه الكتائب تبيّنت صحته بعد الثورة وانهيار البلد لاسيما اننا حملنا شعارات سابقة لاوانها وتحدثنا عن الفساد والهدر وتدهور الليرة قبل الانتخابات واستبقنا الكارثة بالحديث عنها والتحذير منها الا انهم رفضوا الإصغاء الينا. وحدنا من رفضنا انتخاب الرئيس ميشال عون وواجهنا التسوية وعارضنا الموازنات التي دمّرت البلد ووحدنا من قام بدوره وواجباته لتوعية الرأي العام في الوقت ان الآخرين كانوا يعيشون جو الرئيس القوي ويعقدون اتفاقيات يمينا وشمالا واليوم نعاني ما نعانيه لان أحدا لم يشأ الاصغاء الينا، وعندما قلنا انه يتم تسليم البلد لحزب الله لم يسمعوا منا لذلك لا نقبل ان يلومنا أحد”.
ولفت، في حديث لـ”النهار”، الى ان “بعض الفرقاء يستغلّون التشنج الطائفي للبقاء على الكرسي والسيطرة على الناس بالتخويف و”همي ان نتحرّر من الخوف الذي يدمّر لبنان ويسمح للزعماء الطائفيين بالسيطرة على شعبهم و”الزعماء” المسيحيون يستثمرون بالخوف ويحسّسون الناس انهم بحاجة اليهم ويفرضون انفسهم حماة للطائفة”.
وتابع:” لا اعتبر ان هناك تهديدا امنيا مباشرا على اي مجموعة طائفية بل هناك تحدٍ يواجهه كل مواطن للعيش ببلد حضاري وكلنا بخطر بمعزل عن الطائفة وكل مواطن “آدمي” يريد ان يعيش من دون منطق الواسطة ويشحد حقوقه هو بخطر وكل مواطن آدمي هو بخطر” مؤكدا ان التحدي اليوم لبناني وطني لا طائفي يجب ان يعالج انطلاقا من اننا كلنا كلبنانيين ضحية مع حماية التعددية ولا يجب ان نلغي التنوع تحت شعار بناء الدولة. نحصّن أنفسنا لمواجهة الطائفة الاخرى منطق مدمّر نحاول الخروج منه ليس بشعارات انما بخطوات عملية”.
ولاحظ الجميّل أن “التسوية انتخبت مرشح حزب الله لرئاسة الجمهورية في وقت أننا كنّا فريقا واحدا لمنع وضع اليد على البلد من قبل حزب الله وفجأة من كان يناضل معنا سار بانتخاب مرشح الحزب وحصل فصل المسارات وهذا ليس حصرا برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بل ينطبق أيضا على رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط والرئيس المكلف سعد الحريري وجميعهم ارتكبوا الخطأ الاستراتيجي نفسه”.
ورأى ان “كل من شارك بالتسوية الرئاسية التي لا تقتصر فقط على انتخاب عون بل تعني أيضا التصويت على الموازنات الوهمية واقرار الضرائب والمحاصصة الممنهجة في الدولة. كل من شارك بالتسوية الرئاسية سار بمنطق نرفضه وبعيد عن كل ما نؤمن به وابتداء من التسوية حصل انفصال كامل مع حلفائنا السابقين واستقلنا من الحكومة لان بوادر التسوية بدأت تلوح في الأفق وتأكدنا من ذلك بانتخاب عون رئيساً”.
وقال:” ذهبنا الى المعارضة قناعة منا بمسار انه لا يمكن مواجهة المنظومة من الداخل وحاولنا ان نتعاطى مع كل الفرقاء ونحسّن الاداء في الحكومة ومجلس النواب وقرارنا بالمواجهة من الخارج اتى قناعة منا وبناء على تجربة ان لا امكانية بالاصلاح في ظل سيطرة المنظومة”.
ولمن يعتبر ان الكتائب ضمن “كلن يعني كلن”، لفت الجميل إلى أنه “لا يمكن ارضاء كل الناس ونحن على تواصل مع اكثر من 90% من فرقاء الثورة وننسّق معا وخلقنا اطارا تنسيقيا مع البعض وهناك مجموعة تعتبر ان هناك مشكلة اساسية معنا لكنها تشكّل أقلية”.
وشدد على ان “الثقة تبنى خطوة وراء خطوة و”ثباتنا في الموقع المعارض أصبح واضحا لكل اللبنانيين ومن يمنع توحيد القوى المعارضة التغييرية يلعب لعبة السلطة لان الطريقة الوحيدة كي تستمر السلطة هي ان ننقسم والفرق بيننا وبين غيرنا اننا لم نضطر ان نترك حزبنا كي نشكّل قوة مناهضة للسلطة انما الحزب كلّه ذهب الى خيار المعارضة. هناك محاولات لتوحيد الجهود داخل فرقاء الثورة ومن يضع العصي في الدواليب يتحمّل مسؤولية عدم توحيد المواجهة ضد المنظومة والمرحلة تحتاج نضوجا وان نتخطى الذات والطموحات الشخصية للوصول الى مكان يعطي أملا للبنانيين ونقدّم للمجتمع الدولي شريكا يعمل من أجل الاصلاح والتطوير”.
وقال: “حان الوقت ان نترفّع ونعمل من أجل توحيد المعارضة والعمل سويا وتشكيل اطار تنسيقي، الكتائب عنصر اساسي في الجو المعارض وفي مناطق لدينا دور اساسي في دعم اللوائح وتنظيم المعركة “.
وعن الانتخابات النيابية، قال الجميّل:”بعد انطفاء الشارع لا خيار آخر الا الانتخابات ولو كان الشارع بالزخم نفسه لكان بامكانه ان يفرض حكومة فرضاً على السلطة. أمام الواقع الحالي، هناك أمران يجب القيام بهما أولا ان نكمل المواجهة الآن، وثانيا ان نخوض المعركة الانتخابية معا شرط توحيد الجبهة المعارضة”.
وتابع: “يدي ممدودة لكل من يؤمن بسيادة لبنان والتغيير الحقيقي ولكل من يؤمن بالتنوّع والديمقراطية والمحاسبة ودولة القانون ومواجهة المنظومة ونقوم بجهد لتذليل العقبات امام توحيد المعارضة”.
وأكد ان “النائب المستقيل نديم الجميّل سيكون شريكا في القرار الذي سيتّخَذ على صعيد الانتخابات وسنكون معا في القرار داخل المكتب السياسي الكتائبي”، مشيرًا إلى أن “هناك تواصلا مع النائبين المستقيلين رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض ونعمت افرام لانهما اخذا خيارهما وحسماه واستقالا من المجلس النيابي وقاما بنقد ذاتي وهما واضحان بتموضعهما المعارض. اتّفاق معراب محاصصة وبالطبع لن نتحالف مع “القوات” في أي منطقة”.
وشدد على “وجوب الحكم على الكفاءة والقدرة لا على الانتماء العائلي”، وقال: “أتمنّى من المواطن ان يحكم عليّ انطلاقا من ادائي ومواقفي وحسن قراءتي لمصلحة لبنان واذا كنت وفياً لما أقوله ولمصلحة البلد وانطلاقا من عملي في المجلس النيابي وادعو الى تقييم موضوعي”.
وردا على سؤال عن لحظات تاريخية، رأى الجميّل ان “الرئيس أمين الجميل حافظ على سيادة لبنان ورفض الوصاية الاسرائيليّة والسوريّة او أي وصاية أخرى في وقت كان فيه لبنان ممسوكا من الميليشيات والدولة وهو محاصرين الا انه استطاع الصمود ست سنوات بأصعب الظروف”، وقال: “أختلف معه في الكثير من الامور ولكن النوايا كانت سليمة ولكن ألومه كونه لم يشرح للناس ما كان يقوم به”.
الجميّل وردًا على سؤال عن مواقف الرئيس أمين الجميّل التي تستعمل ضده، قال: “أتقبّلها وأعتبر أن التاريخ فقط يحكم على الرئيس الجميّل لأنه أصبح ملك التاريخ”.
وعن اعتبار رئيس الجمهورية خطًا أحمر في ظل النقاش حول استقالة عون الذي يعتبره البعض خطًا أحمر فيما طالبه آخرون بالاستقالة بعد انفجار المرفأ قال: “لا خط أحمر على أحد، فالخطوط الحمر الطائفية دمّرت البلد، وعلى كل مسؤول يريد دخول المعترك السياسي أن يتقبّل خضوعه للمساءلة والمحاسبة”.
وأضاف الجميّل: “إذا استقال عون، فالمجلس سينتخب بدلا منه وسينتخب أسوأ منه، من هنا أعتبر أن عليه أن يستقيل فور انتخاب مجلس جديد لينتخب البرلمان رئيس جمهورية جديدًا”، متابعا: “أنا مع استقالة المجلس وبعده رئيس الجمهورية كي لا ينتخب المجلس الحالي رئيس جمهوريتنا الجديد”.
وردًا على سؤال: “إن عاد الأفرقاء أنفسهم بجزء كبير منهم إلى البرلمان وحصلت المعارضة على كتلة وازنة ورفضت الحوار مع أحزاب السلطة كيف سيقوم العمل السياسي”، أجاب الجميل: “ليس المطلوب أن يتحدّث أحد مع أحد، ففي كل دول العالم، الأحزاب لا تنسّق مع بعضها البعض، بل تلتقي في المجلس على مشاريع قوانين وتصوّت مع أو ضد، بينما في لبنان الحياة السياسية مبنية على حالة حبّ، وعلى العلاقات الشخصية والعاطفة، وأنا لا أؤمن بذلك في السياسة، فأنا اؤمن بالمبادئ والمواقف، فإما أن تجمع الناس أو تفرقهم”.
وعمّن يتحمّل مسؤولية الفساد في ملفي الكهرباء والبواخر قال الجميّل: “سأروي تجربتي مع ملف البواخر وانطلاقا منها يمكن لكل إنسان أن يحكم بنفسه، وشرح: “عندما طرحت حكومة الرئيس سعد الحريري في عام 2017 موضوع البواخر، أي أن تستأجر باخرتين إضافيتين في إطار خطة الكهرباء، حينها كشفت عن هوية الشركة التي ومن دون أي مناقصة من دون الدخول في أي إمكانية للمنافسة اتجهوا إليها أي “كارادينيز”، وقلت الاسم في مجلس النواب، حينها حصل اعتراض من الحريري على الموضوع ونظر الى حكومته وسأل الوزراء: “هل سمع أحدكم بما تحدث عنه سامي الجميّل؟” فأجابوا: “لا”، وكانوا كلهم موجودين، فإما أنهم شركاء أو أنّ جزءا منهم كان يغضّ النظر، لكن الأكيد أنهم جميعا مسؤولون، لأن خطة الكهرباء التي أقرّت ومن ضمنها الباخرتان، أُقرّت بإجماع مجلس الوزراء وكانوا كلهم شركاء فيه”.
وتابع شارحًا: “منذ اليوم الأول أرادوا استئجار 800 ميغاوات لمدة 5 سنوات بمليار و800 مليون دولار، ووفق الحسابات البسيطة، تبين أن هناك على الأقل 800 مليون دولار عمولة، أي كمية هائلة من المال من البواخر، لذلك ما زالوا يريدون الاتيان بها ولدي شكّ بأنهم اشتروها لتستأجرها الدولة، إذ إن هناك إصرارًا عليها بعد أن فُضح أمرُهم”.
وعن انفجار المرفأ، قال: “الحياة التي نعيشها ليست بحياة، نحن لسنا أحياء فالشعب اللبناني يُهان ويقتل يوميًا، لافتا الى ان الغضب الموجود في قلوبنا لا يوصف وسينفجر يومًا ولن يوفر أحدًا”، وسأل: “من يتحدث عن الشهداء غير ذويهم؟” وأردف: “الأكيد أن هناك من كان على علم بالنيترات وهو مسؤول”.
وأردف: “رئيس الجمهورية الذي اعترف بوصول التقرير إليه قبل أسبوعين، كان عليه أن يُرسل فريقًا إلى المرفأ لاتخاذ تدابير احترازية وقائية لحماية الموقع الأمر الذي لم يحصل، كما أن هناك مسؤولية على رئيس الحكومة الذي كان يفترض أن يزور المرفأ وألغى زيارته، من دون أن نُغفل ما وصل من تقارير الى العهود السابقة، والوزراء الأربعة المعنيون بالملف وهم: الداخلية والدفاع لأن الأجهزة الخاضعة لوصايتهم موجودة في المرفأ ووزيرا المال والأشغال، فهؤلاء لا بد من أنهم كانوا على علم بالنيترات”.
وأعرب الجميّل عن أسفه لأن هناك هيمنة على القضاء وتسييسًا وضغوطًا، ومن جهة أخرى هناك مافيات تعمل لتُنسينا الانفجار، وأردف: ” للأسف، هناك من ينسى الانفجار من خلال صراعات وهمية واستعراضات في الشارع واستعراضات إعلامية ومعارك ونكايات وبيانات وبيانات مضادة، ومن خلال الدخول في صراعات إعلامية ليشدوا الانتباه كي ننسى الكارثة الاقتصادية التي أغرقونا فيها وأنهم استخدموا ودائعنا وأن الدولار تخطى الـ 15000 ليرة واننا لا نستطيع شراء علبة حليب لأطفالنا و”الله يستر” إن كانت المدارس ستتمكن من فتح أبوابها العام المقبل”.
واعتبر أن أفرقاء المنظومة لا يعرفون أن هناك اناسًا تموت بسبب فقدان الدواء وأطفالًا لا يمكنها أن تشرب الحليب، وأضاف: “لقد حذرنا من الأزمة الاقتصادية، لكنني لم أتوقع ان نصل الى هذا الدرك، وألا يأخذوا أي إجراء، وأن يصل اللبناني ويكون سعيدًا لأنه وقف في الظل ليملأ خزان سيارته في الوقود”.
وتابع: “إن أردنا أن نعد ما يحصل لن ننتهي، لكن أتمنى ان نستنتج ان هناك مسؤولين عمّا وصلنا اليه، فهناك من اتخذوا قرارات أوصلتنا إلى هنا: القرار الأول هو انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية وتسليم القرار لحزب الله والذي عزل لبنان وجعل جزءًا كبيرًا من الودائع تخرج من لبنان والدول العربية والأوروبية والأميركية تقاطعنا، إذا من انتخب عون وأوصلنا الى تسليم البلد لمحور المقاومة مسؤول، ومن صوّت على الموازنات الوهمية لأن هذه الموازنات كانت تقر عجزًا باكثر من 6 الى 7 مليار دولار بالسنة إذا من صوّت عليها مسؤول عن ضرب المالية العامة والودائع، ومن وظّف موظفين بالدولة بطريقة عشوائية هو أيضًا مسؤول.
واعتبر الجميّل اننا لم نصل الى ما وصلنا اليه بالصدفة، بل ان هناك اشخاصا اوصلونا الى هنا. اذا اردنا حقيقة ان نبني لبنان الجديد، علينا محاسبة من اوصلنا الى ما وصلنا اليه، ونأتي باشخاص لديهم الكفاءة ويحبون لبنان ولديهم الاستعداد للتضحية بأنفسهم في سبيل لبنان”.
وشدّد الجميّل على ان هؤلاء الاشخاص موجودون وهنا لا اتكلم عن كفاءات ضمن حزب الكتائب بل هناك الكثير من الشخصيات والمجموعات وقد نكون نتفق مع البعض منها والعكس صحيح، ولكن من المؤكد انها احسن من بعض من يتولون المواقع في مؤسسات الدولة.
وعما حصل بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والسيدة ياسمينة المصري في البترون، قال: “على كل شخص تحمّل مسؤولية افعاله، فالسياسي عندما يتصرف بطريقة خاطئة ويوصل البلد الى ما وصل اليه عليه تحمل مسؤوليته تجاه الناس، وفي الوقت نفسه المواطن عندما يريد التعبير عليه تحمّل مسؤولية تعبيره، مشدّدا على حرية الانسان والمواطن”.
ودعا الجميّل إلى التفكير بطريقة بعيدة عن الأحقاد والتعصب ورفض الآخر ولأن نتعلّم العيش مع بعضنا البعض، مشددا على أت التعصب لا يأخذنا الى مكان سوى إلى الدم والى هجرة شبابنا وتدمير بلدنا، وأضاف: “انا أومن بالتفاهم بين بعضنا البعض على آليات جديدة تنقذ بلدنا وتأخذنا الى مكان افضل”.
وختم: التطرف والانغلاق والتقوقع على ذاتنا والقول ان على كل طائفة الانغلاق على نفسها والتصارع لن يفيدنا بشيء سوى بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، أكد أن علينا التعلم أن احدًا لا يستطيع الغاء الاخر، واحدًا لا يستطيع فرض شيء على الاخر، وعلينا معرفة ان النظام الحالي فشل في ادلرة التعددية وادارة البلد بطريقة سليمة، وعلينا البحث عن آليات جديدة وهي متوفرة، لافتا الى ان الاهم هو مجيء اشخاص لديهم الارادة بان يأخذوا البلد الى مكان آخر.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار