اشتعلت أمس «حرب البيانات» بشكل غير مسبوق بين رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على خلفية البيان الذي سبق أن صدر عن رئاسة الجمهورية أول من أمس وانتقد المبادرة التي اقترحها بري لحل الأزمة الحكومية.

وقال بري في رده على عون إن رفض الرئيس سعد الحريري، لرئاسة الحكومة العتيدة «ليس من حقكم، وقرار تكليفه ليس منكم»، وشدد على أن مبادرته مستمرة. وتبع ذلك رد عالي السقف من رئاسة الجمهورية رأى فيه عون أن بري فقد صفة «الوسيط» وأصبح طرفاً في الأزمة الحكومية.

ويعد رد بري أعنف تصعيد ضد عون، رداً على بيان الرئاسة أول من أمس. وأشار بري إلى رضا عون عن تدخله لحل الأزمة، وقال: «أصررتم على 8 وزراء + 2 يسميهم رئيس الجمهورية (الذي ليس له حق دستوري بوزير واحد فهو لا يشارك بالتصويت فكيف تكون له أصوات بطريقة غير مباشرة)... تعطَّل كل شيء... والبلد ينهار... والمؤسسات تتآكل... والشعب يتلوى... وجدار القسطنطينية ينهار مع رفض مبادرة وافق عليها الغرب والشرق وكل الأطراف اللبنانية إلا طرفكم الكريم».

وجاء في رد عون أن بري أسقط عن نفسه صفة «الوسيط»، وجعله طرفاً لا يستطيع أن يعطي لنفسه حق التحرك «باسم الشعب اللبناني».

ومع استمرار العُقد في وجه تشكيل الحكومة، يُعقد في باريس بعد ظُهر اليوم اجتماع دولي لتوفير مساعدات للجيش اللبناني.

وأفادت مصادر من مكتب وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، بأن الدعوات وُجهت إلى الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية للبنان وإلى البلدان الخليجية كافة وأيضاً إلى دول أبدت رغبتها في المساهمة بدعم الجيش.

وحسب مصادر فرنسية، فإن ما بين 20 و25 دولة ستشارك في المؤتمر الذي سيفتتحه وزراء الدفاع في فرنسا ولبنان وإيطاليا، فيما يتولى قائد الجيش العماد جوزف عون، شرح احتياجات الجيش اللبناني المختلفة.

أما بخصوص التمثيل، فالثابت كان، حتى أمس، أن سبعة أو ثمانية وزراء دفاع سيشاركون شخصياً، فيما الآخرون سوف يمثلون إما عبر نواب وزراء الدفاع، أو من خلال قيادات الأركان. ومن العلامات المشجعة، وفق باريس، أن وزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد أوستن أكد أن بلاده مهتمة بالمؤتمر وبتوفير المساعدة.