16-06-2021
مقالات مختارة
ألين فرح
ألين فرح
على وقع الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية وانهيار لبنان ومؤسساته، تتجه الأنظار الى مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي ينعقد غداً والذي دعت اليه فرنسا ليشكّل جرعة أمل لدعم استقرار المؤسسة العسكرية والتمسّك بها على أنها الضامنة لحفظ أمن البلد واستقراره.
في التفاصيل، تقوم قيادة الجيش اللبناني ومنذ أشهر بالتنسيق مع مكتب ممثل الأمم المتحدة في لبنان ومن خلال التواصل مع الملحقين العسكريين في عدد من السفارات الكبرى أو سفارات الدول المهتمة في لبنان، لاسيما العربية منها، في بلورة لائحة مفصّلة بحاجات الجيش الضرورية. وعلى اساس هذا التخطيط، وانطلاقاً من واقع الأزمات التي يمرّ بها لبنان، أبلغت قيادة الجيش من يعنيهم الأمر بالمخاطر المحدقة بلبنان، ولاسيما تلك الناتجة من تداعيات الأزمة الاقتصادية والتي قد يصل بها الحدّ الى تهديد أمن البلد واستقراره.
وقد ركّز قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال زيارته الأخيرة الى باريس على هذا الجانب من الأمور، مشدداً على ضرورة تحرّك المجتمع الدولي سريعاً لدعم الجيش وصون وحدته. وبعد عرض مفصّل بالأزمات المتشعّبة والمهام المختلفة التي تناط بمؤسسة الجيش اللبناني، بادرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي الى طرح فكرة تنظيم مؤتمر دولي لتلبية حاجات المؤسسة العسكرية، ولمدّ يد العون الى الأفراد وعائلاتهم.
وبعد عودته، تابع قائد الجيش الاتصالات في اليرزة والتقى عدداً من الوفود الدولية، بينما بادرت فرنسا من جهتها الى التواصل مع عواصم القرار، وتمّ تحديد يوم 17 حزيران لعقد مؤتمر افتراضي دعيت اليه الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية للبنان، اضافة الى عدد من الدول المهتمة والمانحة.
هل تلتزم نقابة موزعي المحروقات الاضراب غدا؟ هل تلتزم نقابة موزعي المحروقات الاضراب غدا؟قطاع آخر يلتزم الاضراب!قطاع آخر يلتزم الاضراب!
وكان لافتاً في هذا السياق اللقاء الذي جمع نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر بنظيرها القطري خالد بن محمد العطية على هامش زيارتها الى الدوحة، اذ أكدت مصادر مطلعة على المداولات ان الوزير القطري أكد مشاركته في هذا المؤتمر. كما أكدت مصادر ديبلوماسية توجيه دعوات الى جميع الدول الخليجية بالاضافة الى مصر وتركيا.
وتفادياً لإحراج السلطات الايطالية التي كانت تولّت متابعة مسائل دعم الجيش داخل المجموعة الدولية من خلال تنظيمها مؤتمري روما 1 وروما 2، طلبت فرنسا من ايطاليا مشاركتها في رعاية المؤتمر. إذ يقسم المؤتمر، الذي ينعقداً غداً من الثالثة والنصف لغاية الخامسة بعد الظهر بتوقيت بيروت، الى ثلاثة أجزاء: الأول عبارة عن مقدمة سياسية يتناوب على الحديث فيها وزراء دفاع فرنسا وايطاليا ولبنان اضافة الى الأمم المتحدة. ويخصص الجزء الثاني منه لمداخلة قائد الجيش العماد جوزف عون الذي سيعرض بالتفصيل على المشاركين حاجات الجيش وأولوياته خلال المرحلة المقبلة، على أن يُعطى الكلام في الجزء الثالث من المؤتمر للمشاركين لعرض أفكارهم ومقترحاتهم.
ووفق المصادر الديبلوماسية ان التجاوب الدولي والصدى الايجابي لفكرة عقد المؤتمر يؤكدان على الوعي الدولي لدقة المرحلة التي يمرّ بها لبنان ولضرورة تفادي المسّ باستقراره وبالتالي المسّ باستقرار المؤسسة العسكرية. اذ يبدو ان هناك قناعة ضرورية باتت راسخة بضرورة المحافظة على وحدة المؤسسة العسكرية التي أثبتت جدارتها في إدارة الملفات الأمنية وفي إدارة المساعدات الانسانية بعد انفجار 4 آب 2020.
ومن المتوقع أن تتعهد الدول المشاركة بتأمين شبكة تعاضد دولية تسمح مباشرة أو غير مباشرة بمساندة أفراد المؤسسة العسكرية وعائلاتهم، اضافة الى دعم قطاع الطبابة العسكرية الذي يؤمّن خدمات لأكثرمن 300 ألف لبناني أي عائلات العسكريين. كما من المفترض أن تؤمّن الدول المعنية قطع غيار للآليات التي تصنّعها والتي يستعملها حالياً الجيش اللبناني.
أما السؤال الأبرز فهو مرتبط بمستقبل لبنان انطلاقاً من أن المؤتمر هذا مخصص لدعم الجيش انسانياً بعدما كان الحديث حتى الأمس القريب يدور بشأن عقد مؤتمرات دولية لتسليح الجيش. فهل دخل لبنان مرحلة قد تحمل المجتمع الدولي الى انشاء صناديق لإدارة المساعدات الدولية على غرار ما ألمح اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون منذ أيام؟ وخصوصاً بعد أن أثبتت السلطات المالية والمصرفية في لبنان فشلها في استعادة ثقة المجتمع الدولي؟
أخبار ذات صلة