30-05-2021
تقارير
جورج العليه
<p>اعلامي ومحلل سياسي لبناني</p>
ووِفقًا لقراءة ومتابعة مواقف وتحركات التَّيار الوطنيّ نرى أنّ هذه الخطة تستند على ركائز ثلاث: شعبيًّا، حكوميًّا ونيابيًّا، ودوليًّا.
1- شعبيًّا
درس التَّيار نقاط ضعفه بعد التَّسوية الرّئاسيَّة محددًا إيَّاها بالنِّقاط التَّالية :
- تحالفه مع سعد الحريري وتيَّار المستقبل الذي كان يعتبره قبل التَّسوية رأس هرم الفساد وأحد أهمّ مداميك استقطاب شعبيته.
- إهمال عن قصد أو عن غير قصد كلّ عناوين الفساد في الوزارات والصَّناديق والمؤسسات لزوم تلك التَّسوية أو لأهداف أخرى.
- الغوص أكثر في الصَّفقات والتَّوظيفات والتَّعيينات والمحاصصات المصلحيَّة والأمثلة هنا كثيرة لا مكان لتعدادها .
- ملفّات الكهرباء والبواخر والسّدود في وزارة الطَّاقة التي كان يديرها لسنوات أضحت عنوانًا عريضًا للفساد وسببًا رئيسيًّا للهدر ولما آلت إليه الخزينة العامة من إفلاس.
بعد هذه القراءة ولتلميع صورته من جديد ومع انفراط عقد التَّسوية الرئاسية واستقالة الحريري بعد 17 تشرين وفشل حكومة حسَّان دياب قرَّر التَّيار استعادة أدبيّاته السّابقة فعدّل بخطابه وعاد حليفه في التَّسوية الرئاسيّة أي المستقبل رأس هرم الفساد.
وعادت القوات اللبنانيّة بعد مصالحة معراب و"أوعا خيَّك" ميليشيا. حتّى أنَ الرّئيس نبيه برّي والنائب السَّابق وليد جنبلاط لم يسلما من سهامه فحمَّلهما والرّئيس الشّهيد رفيق الحريري مسؤوليَّة الانهيار الحاصل منذ ثلاثين عاما. مستثنيًا حزب الله مع إطلاق رسائل تحذيريَّة تطالبه بعدم تغطية حلفائه.
وانخرط باسيل في مواجهات شعبيَّة وقضائيَّة عناوينها رنَّانة كالتّدقيق الجنائيّ ومهاجمة حاكم مصرف لبنان محملا إياه مع المصارف مسؤوليَّة الوضع الماليّ الرَّاهن إضافة إلى دعم إجراءات القاضية غادة عون والدِّفاع المُستميت عنها.
2- حكوميًّا ونيابيًّا.
بعد تشكيل حكومة اللّون الواحد التي يرأسها حسّان دياب ومع النَّتائج المُذريَّة لعمل هذه الحكومة وبعد انفجار المرفأ واستقالتها عرقل باسيل وما يزال تشكيل حكومة يرأسها سعد الحريري إلّا وفقًا لشروطه وعمل نيابيًّا على تحريك مشاريع قوانين في مجلس النّواب تحاكي وتدغدغ ما كان يُطالب به ثوّار 17 تشرين كإسترداد الأموال المنهوبة والكابيتال كونترول وغيرها .وأخيرًا التَّلويح بورقة استقالة نواب التَّيار الوطني الحرّ وإجراء انتخابات نيابيَّة مُبكرة .
3- دوليًّا.
مُني التَّيار الوطنيّ الحرّ بخسائر كبيرة على خلفيَّة تحالفه مع حزب الله ودعم دوره في الدّاخل اللبنانيّ وفي الإقليم من سوريا إلى العراق فاليمن. توِّجَت هذه الخسائر بعُزلة دوليَّة أصابت التَّيار ولبنان على السّواء وبعقوبات أميريكيَّة طالت جبران باسيل شخصيا.
ولمواجهة هذا الواقع حاول رئيس التَّيار ومن خلال إطلالاته الإعلاميَّة المتكررة صياغة موقفٍ جديد يتمايز به بالشَّكل عن حزب الله دون المسّ بمضمون التًّحالف. ومن هنا كانت المُطالبة المُتكرّرة بإعادة صياغة تفاهم 6 شباط . ولتسويق هذه الرّؤية سعيا منه لرفع العقوبات عنه أرسل فريق من الموفدين إلى دول العالم أميركا أوروبا وروسيّا.
خليجيًّا وبعد الأداء السّيء في وزارة الخارجيَّة على مرّ سنوات والمواقف المُنحازة للمحور الإيراني يحاول باسيل اليوم التّعويض من خلال استرضاء دول الخليج إلَّا أنَّ سقطة شربل وهبي كادت تطيح بآماله.
أخيرًا و بعيدًا عن نتائج كلّ هذه الخطوات والمواقف والإجراءات التي يقوم بها باسيل وما إذا كانت ستؤتي بثمارها عليه، يبقى واقع البلد والأحداث والتَّطورات والانهيارات المتسارعة ماليًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا وانعكاساتها على حياة المواطنين ضاغطًا على كلّ شيء.
وإلى حين موعد الانتخابات النّيابيَّة والرئاسية المقبلة وعلى قاعدة لا شيء يعلو فوق صوت المعركة يُقارب التَّيار الوطنيّ الحرّ كلّ هذه المآسي إن كان رئاسيًّا، نيابيًّا او وزاريًّا وكلّ ما يجري من انهيارات بنيويَّة وماليَّة واجتماعيَّة وصحيَّة من زاوية هدفه الرئيسي والوحيد. فلا شيء يزحزح عمله باسترجاع شعبيَّة ضاعت وصورة تصدَّعت بأخطاء وخطايا ارتُكبت من سنوات الى اليوم.
فهل ينجح باسيل في استغلال كل هذه العناوين للنهوض مجددًا وتحقيق أحلامه النيابية والرئاسية أم أنَّ تسارع الأحداث والانهيارات قد يطيح بآماله على أنقاض وطن وشعب ضاعت أحلامه وخارت قواه وهو يقاوم حتى لا يموت جوعًا أو مرضًا.
إنَّ غدًا لناظره قريب.
أبرز الأخبار