لم يمر مشهد الاستعراض الذي أقامه الحزب القومي السوري الاجتماعي في شارع الحمراء في بيروت بمناسبة ذكرى المقاومة والتحرير وتأييداً للشعب الفلسطيني في الانتصار، مرور الكرام. 

فارتفعت الهتافات والشعارات المهددة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والتي جاء فيها: "طار راسك يا بشير جايي دورك يا سمير"، وهذه الشعارات بدورها أثارت موجة غضب واسعة وامتعاض شديد عند القوات اللبنانية ومناصريها اذ اعتبروها  تهديداً واضحاً بالقتل، فما كان من الدائرة الإعلامية إلا أن ردت بالقول: "طويلة على رقبتكم ورقبة يلي أكبر منكن ورقبة يلي بشد عا مشدكن بالداخل والخارج”. 

من الجدير ذكره ان هذا الاستعراض يأتي بعد أيام على الإشكالات والمواجهات التي وقعت بين عدد من الشباب اللبنانيين وناخبين سوريين وذلك أثناء توجههم إلى مقر السفارة السورية في بيروت للإدلاء بصوتهم لصالح الرئيس السوري بشار الأسد. 

وفي اتصال هاتفي أجراه موقع "إينوما" مع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سيزار المعلوف،  عبّر نائب زحلة عن عدم تأييده للتهجم الذي وقع على الناخبين السوريين. 

وقال: "هؤلاء النازحين استقبلناهم في لبنان ليس بدافع التهجم عليهم ولكن المشهد المستفز الصادرعنهم بحق الشعب اللبناني من حمل أعلام وصور للرئيس بشار الأسد، أثار بدوره غضب الشباب اللبناني واستفزهم ".

وتابع المعلوف في حديثه لموقع "إينوما": "لا أستطيع إلقاء اللوم على الأشخاص الذين تعرضوا للإستفزاز وخصوصاً من سقط له شهيد ومن له مفقود في سوريا مجهول المصير حتى اليوم بالإضافة إلى المعاناة التى عانى منها الشعب اللبناني مع النظام السوري وأتباعه". 

وتابع قائلاً: "كان من الممكن أن يكون تصرف النازحين أكثر لياقة وكنت أتمنى عدم الانجرار إلى هنا ولكن حصل ما حصل". 

وتعليقاً على ما جرى اخيرا من قبل حزب القومي السوري بدء  بالاستعراضات التي جالت في شارع الحمراء في بيروت وصولاً إلى الهتافات المهددة بقتل جعجع، يقول المعلوف لموقع "إينوما": "هون المصيبة الكبيرة إذ أن حزب القومي السوري لا يشعر بالخجل من تاريخه وماضيه، ويتباهى ويجاهر ويرفع الصوت باغتيال رئيس الجمهورية الشهيد بشير الجميل". 

وأردف قائلاً: "هذا الأمر غير مقبول "وأوقح من هيك ما بقى يصير"!. 

ويأسف المعلوف في حديث أجراه مع موقع "إينوما" على المستوى الذي وصلنا إليه اليوم، سائلاً: "من يهددون بالقتل؟ معتبراً أنه "مصيبة إذا ردينا ومصيبة إذا ما ردينا".

وشدد المعلوف إلى أننا "لا نريد حمل السلاح بوجه أحد ولا نريد أن يتعرض أي لبناني لأي أذى، لافتاً إلى أن "كل اللبنانيين أهلنا وأخواتنا من مختلف الاحزاب والطوائف، ولكن التهديد بهذا الشكل "يسمحولنا فيا اللي بيدعسلنا عا اجرنا مندعسلو عا رقبتو وعا راسو ومش نحنا اللي منتهدد". 

وعن تداعيات ذلك على الواقع اللبناني الحالي، يرى المعلوف لموقع "إينوما" أن "أي اشكال ذات نبرة عالية يقع بين طرفين يؤثر سلباً على الواقع الاقتصادي، لافتاً إلى أننا "لا نتمنى سوى ان تكون الاجواء مريحة وايجابية وأن يسير لبنان إلى بر الامان ".

وقال المعلوف: "اللبناني "قرفان منا كلنا"، إذ أنه بأمس الحاجة إلى توفر أبسط الأمور الأساسية من كهرباء ومياه ودواء ومحروقات، مضيفاً: "المواطن اللبناني يريد أن يشعر بكرامة وأن يؤمن لقمة العيش".

ورأى المعلوف أن "حادثة الحزب القومي السوري تأتي تباعاً بعد إشكالات الانتخابات السورية مشيراً إلى أنه "حان الوقت للنازحين السوريين بالعودة  إلى بلادهم"، قائلاً: "كونهم يؤيدون ويحبون النظام السوري فليعودوا إلى ديارهم، والله يسعدن ويبعدن"، مستغرباً: لماذا علينا دعمهم بمبلغ 600 مليون دولار شهرياً كصفة نازح، وهم يحملون صورة الأسد في لبنان"؟. 

وتابع المعلوف: "ما فعله القومي السوري مستفز للغاية ويدفعنا للرد بطريقة لا نحبذها ونحن اليوم في عصر بناء دولة لا ميليشيات ولا حرب أهلية ولكننا نتعرض للإنفعال والانجرار وراء هذه استفزازات التي تحصل وخصوصاً في المناطق المسيحية. 

وعما إذا كان هناك رد من قبل جعجع على ما حصل من قبل القومي السوري، يختم المعلوف لموقعنا قائلاً: " مش محرزة يرد دكتور جعجع علين نحنا منرد بزيادة".