24-05-2021
مقالات مختارة
ماجدة عازار
ماجدة عازار
بعد تأكيد مجلس النواب على ضرورة مضي الرئيس المكلف سعد الحريري سريعاً لتشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفي غياب صدور اي موقف رسمي بعد عنه، تعليقاً على كلمة الرئيس المكلف في جلسة مناقشة رسالته في الاونيسكو امس الاول السبت، كشفت معلومات لـ "نداء الوطن" ان رئيس الجمهورية يترقّب تطور الاحداث في قابل الايام، قبل الاقدام على خطوته التالية، وتحدثت في هذا السياق عن عدة خيارات موجودة امامه، ومن بينها توجيه دعوة الى لقاء وطني عام يعقد في قصر بعبدا، او توجيه رسالة جديدة الى اللبنانيين يشرح فيها تطور الاوضاع ويصارحهم بحقيقة التعقيدات، ويضع فيها الاصبع على الجرح.
وفي انتظار صدور الموقف الرسمي، قالت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ"نداء الوطن" إن الرسالة الرئاسية حققت الغاية منها، "وهي تحريك الملف الحكومي الذي جمّده الرئيس المكلف سعد الحريري، علماً ان الرئيس عون لم يطلب سحب التكليف من الحريري ولا دفعه الى الاعتذار كما ادّعى الحريري في كلمته، وكما يروّج نواب تيار "المستقبل" ومصادره".
ووصفت المصادر المقاربة التي اجراها الرئيس المكلف للأزمة الحكومية خلال مناقشة الرسالة الرئاسية بأنها مقاربة سلبية، لافتة الى أن كلمته قد خلت من وجود اي اشارات ايجابية، واتهمته بتحريف متعمّد للوقائع بهدف القاء المسؤولية على رئيس الجمهورية، وجددت التأكيد على ان الهدف من رسالة عون الى مجلس النواب كان اعلام النواب بالوضع الذي بلغته عملية تأليف الحكومة، والطلب اليهم اتخاذ المناسب من الواقع القائم.
ولفتت المصادر الى ان "مجلس النواب تجاوب مع رغبة الرئيس عون، واصدر موقفاً يدعو الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاتفاق مع رئيس الجمهورية على تشكيل الحكومة كما ينص عليه الدستور، علماً ان الرئيس الحريري لم يكن يتجاوب مع وجهة نظر الرئيس عون ويفسّر مع فريقه المواد الدستورية كما يرغب، وليس كما يفترض".
وشددت المصادر عينها على ان الموقف النيابي هذا يفترض ان يدفع بالرئيس المكلف الى تقديم تصور حكومي جديد يأخذ في الاعتبار ملاحظات رئيس الجمهورية على التشكيلة الاولى التي لم تراعِ الميثاقية والتوازن والاختصاص، وان يتوقف عن تعطيل التأليف من خلال تمسكه بموقفه والتشبث بالتركيبة التي قدمها والتي رفضها الرئيس عون. وقالت المصادر ان موقف المجلس النيابي وضع الكرة في ملعب الرئيس الحريري الذي عليه ان يبادر الى تصحيح الصيغة التي قدمها اولاً، كي يتجاوب مع طلب المجلس.
وذكّرت المصادر بأن رئيس الجمهورية كان دعا الرئيس المكلف اكثر من مرة الى الحضور الى بعبدا والتشاور معه في الصيغ الحكومية، انطلاقاً من تمسك الرئيس عون بالدستور الذي يؤكد ان الحكومة تشكل بالاتفاق بين الرئيسين، وليس كما كان يقول الحريري انه "هو من يشكل وان الرئيس يوقّع مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة ويُصدره فقط".
وختمت المصادر بالقول: "عملياً، على الرئيس المكلف ان يتجاوب مع موقف مجلس النواب الواضح بان الحكومة تشكّل بالاتفاق بين الرئيسين، وبذلك يتحرك الملف الحكومي، اما بقاؤه على موقفه فمعناه انه هو من يعطل تشكيل الحكومة وليس رئيس الجمهورية".
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
عون: حذّرتُ حزب الله وخائف عليه