بعد الضجة الواسعة التي أحدثتها المقابلة التلفزيونية لوزير الخارجية والمغتربين السابق شربل وهبة إثر التصريحات "المسيئة" التي أطلقها بحق دول الخليج عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً، لم تتوانى الوفود اللبنانية من زيارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة لإظهار تضامنها مع المملكة، حيث غصّت دارته بالتصاريح المنددة التي فجّرها وهبة والامتعاض الشديد والاستنكار الواسع لما حصل. وكان ملفتاً استقبال السفير السعودي للمسؤولين اللبنانيين في خيمة تعبر عن الافتخار بـ"بالبداوة". 

كان لموقع "إينوما" حديثاً خاصاً مع رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور الذي شرح موقف القوات من الأحداث التي تحصل اليوم على الساحة اللبنانية بدء بتصريحات وهبة الأخيرة مروراً بالمبادرة الفرنسية والمسار الحكومي وصولاً إلى اخر تطورات الأوضاع بين إسرائيل وغزة وتقييمها لموقف حزب الله. 

يرى شارل جبور أن "المسألة المتعلقة بوزير الخارجية والمغتربين السابق شربل وهبة قد انتهت مع كل التغييرات التي حصلت من اعتذار الأخير وتنحيه عن مهامه واستبداله بوزيرة الدفاع زينة عكر التي تم تعيينها وزيرة للخارجية بالوكالة، مؤكداً أن هذه الصفحة قد طويت".

وأوضح جبور في اتصال هاتفي أجراه معه موقع "إينوما" أن "العبرة الأساسية التي نستخلصها اليوم تكمن بأن لا يجوز لأي مسؤول لبناني أن يستسهل الكلام السياسي وأن يقدّر حجم انعكاسات هذا الكلام على الواقع السياسي الحساس في لبنان"، لافتاً إلى أننا "لسنا في جلسة كواليسية إذ أن وظيفة وزير الخارجية الأساسية أن يبني جسوراً بين الدولة اللبنانية والدول الخارجية لا أن يهدمها وعليه أن ينطق كلامه بدقة". 

ولخّص جبور هذا الاستسهال بثلاثة عناصر أساسية: 

أولاً، هذا الفريق السياسي غير مسؤولاً في مقاربته السياسية ويقدم دائماً مطالعات تضر بلبنان مشدداً على أن هذا الفريق بطبيعته وتركيبته غير منظم ومشروعه سلطوي لا يتضمن مشروعاً سياسياً واضحاً ونتيجة هذه المقاربات العشوائية أوصل لبنان إلى ما هوعليه اليوم.

ثانياً، الإساءات تجاه الدول الخارجية كانت مرتكبة تجاه اللبنانيين والجماعات اللبنانية في كل الأوقات، وبالتالي المشكلة الأساسية هي مشكلة تكوينية تأسيسية بنوية لفريق سياسي بعيد عن ثوابت المصلحة اللبنانية العليا وهو بطبعه تخريبي وتدميري للعلاقات اللبنانية-اللبنانية واللبنانية-الخارجية لأنه يستسهل التعاطي بعشوائية بالإضافة إلى عدم إقامة علاقة مؤسساتية ممنهجة بشكل واضح، أما عن الخلفية التي يتعاطى بها فإنها ليست مبنية على خلفية مؤسساتية، وبالتالي هذا الأمر لا يحل إلا بإنتاج سلطة جديدة لأن هذا الفريق السياسي أساء بكل ممارساته للبنان على أكثر من مستوى وأكثر من صعيد، إن كان على الصعيد الديبلوماسي أو على صعيد العلاقات الداخلية. 

من جهة أخرى، يرى جبور أن "من الصعب اليوم الكلام عن المبادرة الفرنسية مؤكداً أنه تم ضرب دينامية المبادرة التي انطلقت بعد انفجار 4 اب حيث كان هناك امكانية لتشكيل حكومة مع الدكتور مصطفى أديب ومن ثم مع الرئيس المكلف سعد الحريري". 

ويضيف جبور لموقع "إينوما": "كل هذه الدينامية تم ضربها واجهاضها واليوم اصبحنا في مكان اخر حيث من الصعب الكلام عن اي امكانية لولادة الحكومة في ظل التعطيل والفراغ المتمادي منذ أشهر طويلة". 

ويقول جبور: "هناك استياء فرنسي كبير من المسؤولين اللبنانيين جراء ما الت إليه الأمور في هذه المرحلة، وقد عبّر عنه وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان خلال زيارته إلى لبنان. 

وعما إذا كان هناك أي مبادرة انقاذية على مستوى تشكيل الحكومة، يرى جبور أن "من الصعب الكلام عن هذا الموضوع لافتاً إلى أن أي رهان على ملف تشكيل حكومة هو ليس في محله"، قائلاً: "ما شهدناه من انقسامات وخلافات ومواجهات في مرحلة التأليف سنشهده بالطبع في مرحلة ما بعد التأليف هذا في حال تشكلت الحكومة، ولكن على ما يبدو امكانية تأليفها ليست متاحة وغير قائمة بهذه المرحلة". 

ويتابع جبور في حديثه لموقع "إينوما": إنّ الأطراف الخارجية فضلا عن الداخلية يئست من امكانية تشكيل حكومة وأصبح تركيزها في مكان اخر أي على الانتخابات النيابية المقبلة. 

ويرى جبور أنه "أصبح هناك تسليماً خارجياً لواقع الحال في لبنان ألا وهو عدم إمكانية إخراجه من أزمته بشكل فعلي في ظل وجود هذه الطبقة السياسية القائمة والمسؤولين المتمسكين بمفاصل الدولة. 

وأردف جبور: "لم يعد لدينا سوى انتظار الانتخابات علّها تعيد خلط الأوراق السياسية وتفتح الباب أمام تغيير حقيقي وفعلي". 

أما عن العرقلة الأساسية لتشكيل الحكومة، يؤكد جبور لموقع "إينوما" أنها ناتجة من الأكثرية الحاكمة أي فريق 8 اذار وتحديداً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله محملاً إياهم المسؤولية مشيراً أيضاً إلى أن حكومة حسان دياب المستقيلة لم تنجح نظراً لعدم وجود النية لديها لا بالإصلاح ولا بالتغيير ولأنها حكومة اللون الواحد بحيث تم تأليفها وإعطائها الثقة من هذا الفريق الحاكم". 

أما عن اخر التطورات بين اسرائيل وغزة وما حصل في الجنوب، يقول جبور لموقعنا: "منطقة جنوب الليطاني هي منطقة مدوّلة تحت القرار 1701 ومن غير المسموح إطلاقاً انتهاك سيادة هذه المنطقة وتدويلها واي قرار له علاقة بالحرب هو قرار خاضع لملك الدولة اللبنانية وحدها ولا يحق لأي فصيل سياسي تحت أي مسمّى وأي ذريعة أن يورّط لبنان بمواجهة يقرر فيها لبنان وحده إذا كان لديه مصلحة الغوص فيها أم لا"، خاتماً بالقول: "الشعب الفلسطيني يحظى بدعم وتأييد الدولة اللبنانية له انطلاقاً من حقه بقيام دولة له وليس انطلاقاً من فصيل في لبنان يسمح لنفسه بأن يحلّ مكان الدولة واستخدامها لأغراض إقليمية خارجة عن الشعب اللبناني".