06-05-2021
مقالات مختارة
لم يعد خافيا على الرأي العام اللبناني والمجتمع الدولي أن طرح القوات اللبنانية فكرة الإنتخابات النيابية المبكرة أبعد من كلام في السياسة أو لمجرد"حشر" الفريق الممانع وإن كان ثمة من يرجح بأن تكون بمثابة خطوة لانتزاع تعهد مسبق من القوى السياسية لا سيما الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر الإلتزام بالإستحقاق الدستوري وإجراء الإنتخابات في موعدها في أيار 2022 بعدما تردد ان هنالك من يدعو منذ الان الى تأجيل الانتخابات النيابية والرئاسية الى حين اتضاح معالم وصورة التسوية في المنطقة.
الرد المباشر على طلب القوات تختصره اوساط التيار ومعارضو الانتخابات المبكرة بالقول أن إجراءها في ظل الاوضاع القائمة لن يغير شيئا في الامور ولن يوقف الإنهيار وهذا ينسحب على النتائج التي ستفرزها صناديق الإقتراع، وربما بقيت الغالبية مع قوى 8 اذار وسط تشرذم ما كان يسمى قوى 14 اذار. فهل نكون أمام واقع مفاده إنتخابات مبكرة وعلى السلام انتخابات في موعدها الدستوري؟
مصادر القوات أوضحت ل"المركزية" أن المطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة لا تنطلق من مبدأ "حشر" فريق الممانعة، إنما من واقع انسداد الأفق السياسي في النظام اللبناني والإنهيار الشامل. من جهة هناك عقدة تشكيل الحكومة وإذا ما تشكلت من لون واحد على غرار حكومة حسان دياب فهذا يعني الدخول في تجربة فاشلة من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التدهور.المطلوب اليوم إحداث تغيير في المنظومة السياسية للوصول إلى حلول نقدية وإقتصادية وسياسية وهذا لن يحصل إلا بانتخابات نيابية مبكرة. ولو حصل ذلك بعد استقالة حكومة حسان دياب أو منذ لحظة تكليف سعد الحريري كنا أنتجنا سلطة جديدة وأصبح لبنان في مرحلة جديدة"
المصادر استبعدت مقولة "أن اي انتخابات مبكرة لن تغير في موازين القوى وستعيد نفس المنظومة إلى السلطة" وتوضح بأنها الخيار الوحيد ومن لديه حلول بديلة فليتفضل، عدا عن ذلك، هناك تحول في المشهد السياسي اللبناني يتمثل في ثورة تشرين التي انطلقت بعد انتخابات ال2018 النيابية. صحيح أنه تم إخفاقها، لكنها أظهرت تغييرا في المزاج العام".
لا يختلف اثنان على أن المشهد السياسي والواقع الإجتماعي والإقتصادي شكل حالة مسبوقة في تاريخ الجمهورية اللبنانية وبالتالي فقد لمس اللبناني أن ابتعاده عن الشأن العام ورفضه الإقتراع أوصل هذه الطبقة السياسية وأحدث تغييرا في نمط عيشه وفي وجه البلد. من هنا ترجح المصادر ارتفاع عدد المقترعين في الإنتخابات المقبلة للوصول إلى التغيير المنشود. وهذا ما يفسر موقف الفريق الممانع الذي أدرك أن مزاج الرأي العام اختلف وهو على موعد مع مشهد جديد لحظة فرز الأصوات".
بعيدا من فريق التيار والثنائي الشيعي ثمة من يرى عدم جدوى في إجراء إنتخابات نيابية مبكرة في ظل موازين القوى الحالية. " هذه الحجج لا تُسوّق إلا في الأنظمة البوليسية التي تريد أن تضمن فوزها بنسبة 99،99 في المئة أو التمديد للمجلس الحالي بذريعة التوترات الأمنية أوإلغائها". فهل تكرر الأكثرية تجربة الإغتيالات في العام 2005 واستعمال السلاح وإغلاق المجلس النيابي؟ وهل يجوز الخضوع لابتزاز السلاح؟ تجيب المصادر" لا يمكن إسقاط تجربة انتخابات 2005 و2009 على الواقع الحالي وإذا كان فريق قوى الأمر الواقع قادرا على استعمال السلاح فليتفضل لكننا لن نستسلم لمنظومة الترهيب وسنذهب إلى انتخابات نيابية مبكرة".
"لكل استحقاق ظروفه ومشهدية العامين 2005 و2009 لا تنسحب على 2021. نحن أمام لحظة متغيرات كبرى في المنطقة. روسيا على حدود لبنان، والمجتمع الدولي وضعه تحت المجهر أضف إلى ذلك مبادرة البطريرك الراعي...وبغض النظر عن المبادرات الدولية والحراك الديبلوماسي وهم مشكورون إلا أن التغيير المنشود يبقى في الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة اختصارا لطريق جهنم التي حفرتها هذه المنظومة السياسية أمام لبنان وشعبه. وإذا كانت ثمة حلول أخرى فليتفضلوا ".
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
«الورقة الفرنسية» للبنان: انتخابات نيابية مبكرة!
أبرز الأخبار